السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مهمة يقودها شاب في الـ23 من العمر لإزالة "القنبلة الموقوتة" من بحارنا

المصدر: "اندبندت"
ترجمة: نسرين ناضر
مهمة يقودها شاب في الـ23 من العمر لإزالة "القنبلة الموقوتة" من بحارنا
مهمة يقودها شاب في الـ23 من العمر لإزالة "القنبلة الموقوتة" من بحارنا
A+ A-

عام 1998، كان العالِم المتخصص بالمحيطات تشارلز مور مبحِراً عبر شمال المحيط الهادئ عندما اكتشف أمراً مزعجاً. فقد كتب في مجلة "ناتشورال هيستوري": "فيما كنت أحدّق من المركب في سطح ما كان يُفترَض به أن يكون محيطاً محافِظاً على طبيعته الأصلية، صُدِمت بمنظر المواد البلاستيكية المنتشرة على مدّ النظر".

تابع مور، بحسب ما أورد موقع "الإندبندنت": "بدا الأمر عصياً على التصديق، لكنني لم أقع مطلقاً على بقعة نظيفة. خلال الأسبوع الذي استغرقته لعبور أعالي البحار شبه الاستوائية، وفي مختلف أوقات النهار التي كنت أنظر فيها إلى البحر، كان الحطام البلاستيكي – قنانٍ، وأغطية قنانٍ، وأغلفة، وقطع مكسورة – يطوف في كل مكان".

ما عثر عليه مور بات يُعرَف بـ"بقعة النفايات الكبرى" أو "دوامة القمامة في المحيط الهادئ". يُعتقَد أن مساحتها تتراوح من 270 ألف ميل مربع، أي ما يوازي مساحة تكساس، إلى مساحة مضاعَفة مرات عدة. نظراً إلى صعوبة قياس هذه المساحة الشاسعة في المحيطات، من الصعب الحصول على بيانات دقيقة، غير أن البحوث الأخيرة تُظهر أنه للدوّامة "قلبٌ" مساحته 386 ألف ميل مربع تحيط به أطراف خارجية من النفايات ممتدّة على مساحة 1.4 مليون ميل مربع. كما أن حجم المواد الملوِّثة ونطاقها في البقعة غير مفهومَين جيداً، لكن بحسب تقديرات العلماء، تحتوي النواة ذات الكثافة العالية، في الوقت الحالي، على مليون قطعة من المواد البلاستيكية في الكيلومتر المربع، وهو رقم مقلق.

 يُعتقَد أن القسم الأكبر من النفايات البلاستيكية التي ينتهي بها الأمر في المحيطات يصبح جزءاً من "بقع النفايات" هذه، لكن هذه القمامة لا تطفو على السطح بطريقة واضحة للعيان كما يُعتقَد في معظم الأحيان. بعض هذه المواد البلاستيكية يطوف عند خط المياه، غير أن معظمها يتواجد في عمود الماء العلوي على مساحة آلاف الأميال المربعة في المحيطات الهندي والهادئ والأطلسي.

يُعتقَد أن "بقعة النفايات الكبرى في المحيط الهادئ"، التي يصفها البعض بـ"القنبلة الموقوتة"، تضاعفت خمس مرات في الأعوام العشرة الماضية، وسوف تصبح تهديداً أكبر للحياة مع تعرُّض المواد البلاستيكية لمزيد من التحلل.

نحو عام 2010، لفتت هذه المشكلة انتباه بويان سلات، الذي كان في ذلك الوقت تلميذاً مدرسياً من هولندا في السادسة عشرة من العمر. كان يمضي عطلة في اليونان عندما اكتشف خلال رحلة غطس مشكلة المواد البلاستيكية في المحيطات. وقد علّق في هذا السياق: "كانت كمية الأكياس البلاستيكية التي رأيتها خلال رحلة الغطس تلك أكبر من كمية الأسماك. أجريت مشروعاً علمياً في المرحلة الثانوية وقرّرت أن أكرّس نفسي لهذه القضية. قال لي الجميع إنه يستحيل تنظيف المحيطات والبحار، فالمشكلة الأساسية هي أن المواد البلاستيكية موزَّعة على مساحة شاسعة".

تخلى سلات عن فكرة التخصص في هندسة الطيران من أجل التفرّغ لتنفيذ مشروعه، لكن رد الفعل الأولي لم يكن إيجابياً. اتّصل بثلاثمئة شركة بحثاً عن الدعم، إلا أن واحدة فقط أرسلت له رداً جاء فيه: "إنها فكرة مريعة".

غير أن سلات حظي بشهرة واسعة من خلال ظهوره في مقطع فيديو في إطار المؤتمرات التي تُنظّمها TED Talk، وتمكّن من الحصول على التمويل لمشاريعه.

الفكرة الأساسية التي تجعل المفهوم الذي وضعه سلات متمايزاً عن المخططات الأخرى هي "ترك البحر يقوم بالمهمة بنفسه" عبر جعل التيارات المحيطية تتحرك مثل مناخل في شكل V تقوم بغربلة القطع البلاستيكية الصغيرة. ثم يجري تحميل المواد البلاستيكية في مراكب صغيرة ونقلها إلى البر لإعادة تدويرها.

حالياً توظف مؤسسة Ocean Cleanup Foundation التي أسّسها بويان سلات، أكثر من سبعين شخصاً، ويصل تمويلها إلى نحو ثلاثين مليون دولار. غير أن المهمة التي يواجهها سلات وفريقه تتطلب أكثر من ذلك بكثير. فعلى الرغم من صعوبة الحصول على بيانات دقيقة، تشير التقديرات إلى وجود نحو خمسة تريليونات طن من المواد البلاستيكية في محيطاتنا حالياً، وإلى أنه يتم رمي سبعة ملايين طن من هذه المواد في البحار سنوياً.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم