الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التَّـلَّة

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
التَّـلَّة
التَّـلَّة
A+ A-
مَنْ كان يُفَكِّرُ أن تنمو للوردةِ آلافُ الأنيابْ من كان يفكرُ أنّ العين تقاتلُ في يومٍ ضدّ الأهدابْنزار قبانييكاد يُخْتَزلُ الصراع السياسي اللبناني منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، بالتسابق على تسنُّمِ التلال لإحراز وقفة عليا تؤكد دونية الآخرين. كذلك في الصراع السياسي، لا تزال ذاكرتنا الحديثة ملأى بأصوات المدافع وأزيز الرصاص في سعي القوى المقاتلة إلى احتلال "تلة الـ 888"، و"ضهر الوحش"، و"تل الزعتر"، فيما الأودية هي الأَوْلى بالذهاب إلى نعيمها من "وادي شحرور" الذي اكتسب اسمه من شحاريره ومن الأصوات الخالدة التي لا تزال أصداؤها تتردد بين مُنْفرَجِ التلال، إلى "وادي قنوبين" ملاذ المضطهدين والقديسين، ومغزل الضباب الصاعد من الأعماق إلى الذُّرى، ومجرى المياه المنحدرة من التفاح إلى الليمون عبر كروم العنب والزيتون، إلى وادي الليطاني الذي كان ينبغي له أن يكون ربيعنا الدائم فإذا هو اليوم مكبٌّ للنفايات ومصبٌّ للمياه الآسنة.   والمأساةُ في مَن يسعى إلى كسر الشقيق بالوقوف على "تلته" حتى ولو كان ثمن هذا استدراج الدِّبَبةِ إلى كرومنا، فِعْلَ مَنْ تسلَّل "التلة" الكاذبة إلى جرود عرسال، ليعلن نفسه "مالكاً" لها، أو "أبا مالك"... ثم يكون في النتيجة "هالكًا" بعدما أهلك قوماً كثيراً، لا ذنب لهم إلا كرم الوفادة ورحابةُ الضيافة.في الأول من هذا الشهر، احتفل لبنان مع جيشه بعيده، وقد التفَّت حوله العقول قبل القلوب، لأنه استطاع أن يقي الوطن الانزلاق إلى مهاوٍ سحيقة كان يمكنها أن تبدأ من جرود عرسال ولا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم