الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

محمد الماغوط: أنا صعلوك أكبر من كلّ الثورات \r\nأترأس تظاهرة كونية ضد قَتَلة الدم والرغيف والحرية

الكتابة والحوار: أسعد الجبوري
Bookmark
محمد الماغوط: أنا صعلوك أكبر من كلّ الثورات \r\nأترأس تظاهرة كونية ضد قَتَلة الدم والرغيف والحرية
محمد الماغوط: أنا صعلوك أكبر من كلّ الثورات \r\nأترأس تظاهرة كونية ضد قَتَلة الدم والرغيف والحرية
A+ A-
كان الشاعر محمد الماغوط منطلقاً بدراجته النارية على الصراط المستطيل من دون ارتباك، ومن خلفه يهرول ألوف الناس حفاةً، كأنهم في تظاهرة صاخبة تطالب برأس شيطان عظيم. لم تكن ثمة لافتات للاحتجاج. الحناجر البشرية وحدها كانت ملتهبة تصرخ، وهي أشبه بمداخن تلفظ ناراً ودخاناً. لم ندرك لِمَ كان يحدث ذلك الصخب كلُّه. إلا أننا، ما إن أدركناه في وادي التيه بعد مطاردته على بساط الريح، حتى توقف صارخاً بنا: تعالوا انظروا مسرح النار على هذه القطعة من الزمن. أنا هنا منهمك بالصخب العظيم. ففي كل يوم أقود الناس لتحتفل ضد تراثها القديم في العبودية والأسر والضيق والقهر والإرهاب والخنق اللاهوتي. تركناه يتكلم بشغف وهو يبتلع دخان التبغ ابتلاعاً شرهاً، حتى هدأ قلبه من غليانه الناري رويداً رويداً، بعدها ابتسم لنا بمَكر. آنذاك سألناه: ■ ألمْ تقلع عن التدخين بعد؟- ولا عن الشراب.■ كأنك مستمر على تدمير حياتك في الدنيا وفي الآخرة؟- كأنك تؤكد لي أن حرائق الدنيا، كانت بسبب شرر التبغ، وأن السموات هي الأخرى ضحية لما نستهلكه من تلك المواد الساحرة!■ لا. ليس بهذه الطريقة، لكنك تبالغ باستخدام وسائل التدمير الخاصة بالجسد. هل مَردّ ذلك هي الأمية الصحية أم ثقافة الاستقواء بالعدم ضد التاريخ؟- كلتاهما معاً. فأمّيتي هي نوع من الكفاح الفطري ضد طغيان الأشياء الثقافية التي تتنافى مع بساطة النفس. أي ضد كل ما يحملنا مشاريع للسيطرة على الإنسان. لذلك أرى الموتَ أرحم من تلك المشاريع. ربما أدونيس وحده يكفي!■ أدونيس وحده يكفي بماذا؟!- بالأدونيسيات التي شاب رأسي منها.■ هل كان شعرهُ عائقاً يحول دون التواصل بينكما؟- كنا على تناقض دائم ولو بشكل سرّي. هو يحرث بحثاً في العدم اللغوي والجوائز والعلاقات الماورائية من دون تعب، وأنا أحرث في الطين متسليّاً، أتسكع مع الحشرات والزهور والخراف.■ هل معنى ذلك أن عديلك العائلي أدونيس أفندي في الشعر، بينما أنت صفرٌ في مملكة الصعاليك؟ - قد يكون ذلك صحيحاً، لكنني أشعلُ في النصوص ناراً من دون الاستعانة ببنزين، بينما يستعين أدونيس بكل المواد الحارقة التي تسهل إنارة نصوصه أمام القارئ، بدءاً بكريم الفازلين وانتهاءً بقنابل تصريحاته الفراغية التي تنال من الحوادث والأحداث المستمرة في أمتنا، أمة الأزمات.■ هل تعتبر نفسك شاعر ثورة؟- أنا أكبر من كل الثورات. مثلي مثل أي صعلوك يقود تظاهرة كونية ضد قتلة الدم والرغيف والحرية، بينما عيناه تتلألآن كقمرين في وجه متعبٍ هرمٍ يشبه حاوية القمامة.■ على مقربة من "غرفة بملايين الجدران"؟- أكيد. فـ"الفرح ليس مهنتي"، كما هو ليس من وظائف الجسم.■ ألا تعتقد أنك كثيراً ما تقوم بالتضخيم، لتجعل من قصيدتك غراباً يجتمع في حنجرته كل نعيق غربان العالم؟- قبل قليل كنت عند الشاعر الفرنسي جاك بريفير، وتحدثنا عن دم الشعر، وكيف يجري في القراء. قال لي إن الشعر مثل حرباء، تستبدل ألوان ثيابها للسيطرة على عين القارئ، فيما أنا، أعتقد غير ذلك. أظن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم