الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الجيش حرّر 10% من الجرود بعدما استعاد السيطرة على تلال ومواقع

المصدر: "النهار"
عباس صباغ
عباس صباغ
الجيش حرّر 10% من الجرود بعدما استعاد السيطرة على تلال ومواقع
الجيش حرّر 10% من الجرود بعدما استعاد السيطرة على تلال ومواقع
A+ A-

أكدت مصادر أمنية رفيعة لـ "النهار" ان مغادرة مسلحي وعائلات سرايا "اهل الشام" مخيمات النازحين في عرسال ستنطلق خلال 48 ساعة بعد تذليل آخر العقبات، مما يسمح بإنطلاق معركة تحرير جرود القاع ورأس بعلبك من ارهابيي "داعش".

يبدو ان الاسبوع الجاري سيكون حاسماً في استكمال معركة تحرير الجرود من الجماعات الارهابية، خصوصاً ان الجيش نجح في الساعات الماضية في تحرير قرابة 10 في المئة من هذه الجرود بعدما استعاد السيطرة على عدد من التلال والمواقع في جرود رأس بعلبك من دون أي خسائر، مما يعني أن المعركة ستسير وفق ما هو مرسوم بعدما اكدت مصادر عسكرية لـ "النهار" ان التحضيرات تسلك مسارها الطبيعي، وان كل الاستعدادات تستكمل بما يضمن نجاح المعركة بأسرع وقت . 

وبات مؤكداً ان القوى السياسية اعطت الغطاء الكامل للجيش في معركة استئصال الارهاب وليس من ضرورة لأي قرار في مجلس الوزراء، لأن الجيش مكلف اصلاً حماية الحدود وضمان الأمن.

وفي هذا السياق، يؤكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي لـ "النهار"، ان "الجيش يحظى بكل الدعم اللازم لتحرير ما تبقى من جرود محتلة وان المقاومة حاضرة لدعمه إذا طلب ذلك في معركة دحر إرهابيي داعش من جرود القاع ورأس بعلبك من الجانب اللبناني، وأنها في الموازاة ستقوم بواجبها بقتال هؤلاء من الداخل السوري وذلك لضمان عدم تهديد لبنان بالارهاب مجدداً".

بدوره، يؤكد عضو كتلة "تيار المستقبل" النائب محمد الحجار لـ "النهار"، ان "التيار يدعم الجيش اللبناني في كل قراراته من اجل خوض معركة طرد داعش من الأراضي اللبنانية". اما عن التنسيق مع سوريا، فيشير الى ان "الجيش اللبناني هو صاحب القرار ويفعل ما يراه مناسباً لتأمين سير المعركة وهو أدرى بالوقائع العسكرية والميدانية". ويلفت الى ان "التيار يؤكد مجدداً انه يفضل دائماً ان يكون الجيش اللبناني وحده من يحمل البندقية على الأراضي اللبنانية".

من جهته، يوضح رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر لـ "النهار" انه لا ينبغي الحديث عن المعركة العسكرية وافشاء اسرارها أو اعطاء معلومات خاطئة تؤدي الى التضليل.

وعن المعركة في الجرود يقول: "هذه الجبهة من رأس بعلبك الى القاع وجرود عرسال يعرفها الجيش اللبناني بشكل جيد منذ ثلاث سنوات، وبالتالي يستطيع لوحده أن يخوض معركة تحريرها من داعش". ويشير الى ان قائد الجيش العماد جوزف عون يعرف جيداً هذه الجبهة لأنه كان قائدها لسنوات، وهي تقدر بنحو 150 كلم مربع وتمتد داخل سوريا بمساحة مماثلة. وعندما اعلن عن تحرير القلمون عام 2015 بقيت هناك منطقة جبلية في السلسلة الشرقية وفي سفحها اللبناني اي الغربي لجهة الجنوب يوجد فيها تنظيم داعش وكذلك في السفح السوري وهي منطقة وعرة جداً وفيها وديان وكهوف ولهذه الأسباب اتخذت منها المجموعات المسلحة مراكز لها، علماً ان جبهة النصرة كانت في جرود فليطا المتصلة بالمنطقة التي يحتلها "داعش" الآن، وهي المنطقة التي تشكل الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا.

وعن التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري، يجزم جابر بأن "المعركة ضد داعش لا يمكن ان تكون من الجانب اللبناني وحده لأن ذلك يعطي الحرية للعدو بالتحرك في الجانب السوري ويحافظ على خط امداده وحرية حركته، مما يعني أن الضرورة العسكرية تحتم التنسيق مع الجيش السوري للقضاء وبشكل نهائي على داعش.

توقيت المعركة مرتبط بعوامل عدة منها انسحاب "سرايا اهل الشام" وعائلاتهم من عرسال، اضافة الى الكشف عن مصير العسكريين التسعة المخطوفين لدى داعش.

وفي هذا السياق، كشف احد المفاوضين ان نحو 400 الى 500 مسلح من السرايا وعائلاتهم سيعودون خلال 48 ساعة الى بلدة الرحيبة في القلمون، فيما ينتظر عودة قرابة 2000 نازح الى بلدات قلمونية اخرى.

وذكر ان هناك نحو 400 مسلح من "داعش" ينتشرون في الجرود اللبنانية، مما يعني ان الجيش وفي حال المواجهة البرية يحتاج الى نحو 2000 عسكري. ويلفت الى أن "داعش" لم يعتد اساليب القتال الكلاسيكية على غرار النصرة وانما ينتقل من القتال الكلاسيكي الى حرب العصابات، فضلاً عن لجوئه عادة الى حرب الانتحاريين وهو يملك ايضاً صواريخ تاو ويعرف ارض المعركة وبالتالي ليس عدواً سهلاً، ويجب أن يكون الجانب اللبناني حذراً من امكان لجوئه الى تحريك خلاياه النائمة سواء في مخيمات النازحين في عرسال أو في مشاريع القاع. وقد يلجأ الى البحث عن خاصرة رخوة لينفذ منها الى بلدة


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم