الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جعجع: لن نقبل بأي حكومة لا يشكل "اعلان بعبدا" جوهر بيانها الوزاري\r\n

A+ A-

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية، أن "لبنان في اتعس أحواله في هذه الأيام، فمؤسسات الدولة تعاني شللاً شبه كامل، والإستحقاقات الدستورية ملغاة حتى إشعارٍ الهي- سوري آخر، والأمن سائب تنهشه فوضى السلاح والتفجيرات المتنقلّة، والإقتصاد لا حياة فيه، والوضع المعيشي حدّث ولا حرج، فبعض التعساء قبضوا على معظم مقدّراته، وما من تعاسةٍ مثل تحكُّم التعساء".


وتابع: "لبنان في اصعب ايامه، لأن حزباً مسلّحاً قرر نيابةً عن بقية اللبنانيين، وخلافاً لإرادتهم، مصادرة القرار الوطني والتصرّف به على هواه، داخلياً وخارجياً، منغّصاً على اللبنانيين عيشهم في الداخل، مشرّعاً عليهم أبواب جهنم من الخارج".
وسأل: "من اتخذ القرار ذهاب حزب الله الى سوريا؟ وماذا تبقى من مفهوم الاستراتيجية الدفاعية؟ ماذا تبقى من معادلة جيش وشعب ومقاومة بعدما تفرّد الحزب بقراره فتجاهل وجود الجيش، وضرب عرض الحائط بإرادة الشعب؟ "، معتبرا ان "هذه المعادلة المسخ ماتت على يد حزب الله بالذات، اما نحن فتكفّلنا بمراسم دفنها ووضع حجر كبيرٍ على قبرها منذ أمد بعيد"، مضيفاً ان "هذه المعادلة أكل الدهر عليها في القصير، وشرب في غوطة دمشق من دماء النساء والأطفال، إن المطلوب اليوم هو ثلاثية الشعب والدولة والمؤسسات".
ولفت الى ان "رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد يستهدف بالصواريخ، ويتعرضّ لحملات التخوين والتشكيك، وقد يكون عرضة للابتزاز والترهيب، ولكنه لن يرحل، لأن برحيله رحيل للجمهورية، وهذا ما يريده البعض"، معتبرا انه "من يريد لرئيس الجمهورية ان يرحل، عليه هو أن يرحل، اما الجمهورية، جمهورية بشير الجميل ورينه معوض ورفيق الحريري، فباقية".
وشدد جعجع على "أننا نريد حكومة وطنية شعبية تحصر همومها بمعالجة شؤون اللبنانيين وشجونهم، لا بمحاربة الشياطين، الكبار منهم والصغار، ولا بدعم نظام السجون والقبور، وتوريط لبنان في صراعات المنطقة. لن نقبل بعد اليوم بأي حكومة، سواء كانت سياسية او تكنوقراط، جامعة او حيادية، حزبية او غير حزبية، لا يُشكل اعلان بعبدا جوهر بيانها الوزاري".
وتوجه الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بالقول: "مسؤولية كبيرة أن ادعوك للعودة، لكني قطعاً لن ادعوك للبقاء حيث انت، لأن لبنان ورفاقك في ثورة الأرز اشتاقوا اليك بالفعل، يوماً بعد يوم يزداد رهان اللبنانيين على تحالفنا، لأنّهم يرون فيه إنقاذاً لصيغة لبنان التنوع، لبنان الاعتدال، لبنان الحرية، لبنان التناغم مع عالمه العربي والمجتمع الدولي، ان ما جمعته الحرية والنضال في سبيل هذا اللبنان، لن تقوى على تفريقه لا مسافات جغرافية ولا محاولات إرهابية".
كما توجّه جعجع الى المسيحيين المشرقيين بالقول: "أن تعيشوا على هامش الثورات، فذلك يعني ان تُصبحوا خارج كل المعادلات. إن رسالتكم الحضارية والإنسانية والتاريخية والوطنية تُحتّم عليكم اليوم الانخراط في معركة الدفاع عن قضية الحرية والإنسان في هذا الشرق، على الرغم من كل الفوضى التي تعم صفوف الثورة. إن مصالحكم الحيوية والمستقبلية في هذه البقعة بالذات، ليست مع زمر نفعية مافيوية زائلة، وإنما مع شعوب مستمرّة وباقية. إن حمايتكم الفعلية لا تؤمّنها أنظمة مفلسة فقدت كل شيء إلا سمعتها السوداء، وإنما اعتمادكم على انفسكم، وحمل قضايا مجتمعاتكم جنباً الى جنب مع اخوتكم في المواطنية". 
كما توجّه الى "الإخوة" في "التيار الوطني الحر" بالقول: "ليست نهاية العالم أن نكتشف عدم صوابية خياراتنا، بل نهاية العالم أن نستمر بها ولو عن غير قناعة، عودوا الى حقيقتكم: تيار وطني سيادي حر، ولا تكملوا بعكس التيار، إن مكانكم الطبيعي هو بجانب الدولة الفعلية السيدة الحرة المستقلة الخالية من اي سلاح غير شرعي، وليس بجانب من يُقوّضها. كونوا حراس ثورة الأرز، بدلاً من ان تكونوا انصاراً لحراس الثورة الإيرانية، اتركوا الكيميائي لأهل الكيميائي، وعودوا انتم الى البرتقالي، اخرجوا من 7 ايار وعودوا الى 7 آب، عودوا الى دفء 7 آب، بدل البقاء في برد 6 شباط".
واعتبر جعجع أن "المتطرفين والتكفيريين ليسوا من الربيع العربي بشيء، لأن مشروعهم العقائدي كان قائماً وناشطاً قبل بزوغ فجر الربيع العربي بعقود، ولأن هذا المشروع لا يعترف اصلاً لا بالعروبة ولا بالربيع، فإن الأنظمة الديكتاتورية تريد ان تضعنا بين خيار من اثنين: إما تكفيرية دينية، او تكفيرية دكتاتورية بغلاف علماني، ونحن ضد الإثنين معاً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم