الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"صقر" ديبلوماسيّ يدفع واشنطن لتسليح كييف ضدّ الروس... هل يقبل ترامب؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
"صقر" ديبلوماسيّ يدفع واشنطن لتسليح كييف ضدّ الروس... هل يقبل ترامب؟
"صقر" ديبلوماسيّ يدفع واشنطن لتسليح كييف ضدّ الروس... هل يقبل ترامب؟
A+ A-

وفي آخر الأخبار الصادرة من واشنطن، يبدو أنّ الجيش الأميركي في خضمّ دراسة خطّة لتأمين أسلحة دفاعيّة "فتّاكة" للأوكرانيّين من أجل مواجهة التهديد الروسي المتعاظم على حدودها الشرقيّة. ففي تمّوز الماضي وحده، قُتِل 19 جنديّاً أوكرانيّاً وجُرِح 65 بسبب أعمال القنص والقصف التي يشنّها موالون للروس في منطقة #دونباس شرقيّ البلاد. وقالت مصادر من البيت الأبيض لصحيفة "ذا وول ستريت جورنال" التي كانت أوّل من كتب عن الموضوع، إنّ وزير الدفاع جايمس ماتيس موافق على الخطّة. لكنّ الأخيرة قد تحتاج لأشهر كي تتمّ الموافقة النهائيّة عليها. ولا تقتصر الخطّة على إرسال مضادّات للدروع وحسب بل يمكن أن تشمل أيضاً صواريخ مضادّة للطيران إضافة إلى أسلحة أخرى.    


"صقر" ديبلوماسيّ

وعلى صعيد موازٍ، يُتوقع أن تجري موسكو عمليّات عسكريّة كبيرة على حدود البلاد في الأيّام المقبلة تشمل استخدام عدد كبير من الدبّابات. في هذا السياق، يجمع الإعلام الأميركيّ على أنّ موفد ترامب الخاص إلى أوكرانيا، كيرت فولكر، كان وراء فكرة تسليح الأوكرانيّين. فالأخير تحدّث إلى أكثر من وسيلة إعلاميّة عن كيفيّة منع #موسكو من تهديد الأمن الأوكرانيّ. وقال لهيئة الإذاعة البريطانيّة "بي بي سي" يوم الثلاثاء إنّ أسلحة دفاعيّة "قادرة على ضرب دبّابات مثلاً" ستساعد تلك البلاد في الدفاع عن نفسها. أتى ذلك على الرغم من اعترافه بأنّ تلك الفكرة ستخضع للمزيد من النقاش، رافضاً حجّة أن يكون التسليح "مستفزّاً" للروس.



دان بيليشوك من "الإذاعة العامّة الدوليّة" الأميركيّة يصنّف فولكر من "الصقور". فهو بعد تعيينه في السابع من تمّوز الماضي، زار خطوط المواجهة في أوكرانيا قبل أن يعلن بدء الرئيس الأميركي إعادة دراسة السياسة التي اعتمدها سلفه #باراك_أوباما. وقال الديبلوماسيّ في مقابلة مع "إذاعة أوروبّا الحرّة" إنّ هنالك دبابات روسيّة على الحدود مع أوكرانيا أكثر من دبّابات أوروبا الغربيّة مجتمعة. ويشير بيليشوك إلى أنّ هنالك سروراً لدى المسؤولين في أوكرانيا بتعيين فولكر كمبعوث أميركيّ خاص إلى دولتهم.


تصعيد لافت

وفي عهد أوباما، أرسلت #واشنطن أسلحة غير فتّاكة إلى أوكرانيا، مثل آليّات الهامفي وطائرات الدرونز. وفي السنة الماضية، أشرفت واشنطن على تنفيذ برنامج يتعلّق بتدريب وتجهيز القوّات الأوكرانيّة بكلفة 265 مليون دولار، فأرسلت 300 جنديّ إلى البلاد للمساهمة قي عمليّات التدريب. لكن في نهاية المطاف، وقف الأميركيّون إلى جانب الأوروبّيّين وعلى رأسهم المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل، في الامتناع عن إرسال أسلحة فتّاكة إلى أوكرانيا لأنّ ذلك سيغضب الكرملين بحسب رأي هؤلاء. ويجمع الخبراء على أنّ الأسلحة المقترح تزويد كييف بها ستكون تصعيداً لافتاً لو التزمت واشنطن بإرسالها.


فكرة "غبيّة"

يعارض باحثون أميركيّون إرسال هذا النوع من العتاد إلى #كييف مخافة أن تؤدّي هذه السياسات إلى مزيد من التصعيد مع الروس. الكاتب السياسيّ في مجلّة "ذي اميركان كونسورفاتيف" الأميركيّة دانيال لاريسون يكتب أنّ تلك الفكرة "الغبيّة" تضيف المزيد من التدهور الأمنيّ على تلك البلاد بدلاً من أن تحميها. ويضيف أنّ #فرنسا و #ألمانيا تفهمان جوهر هذا القضيّة، خصوصاً أنّ أوكرانيا مهمّة للروس أكثر ممّا هي بالنسبة للأميركيّين أو للأوروبّيّين.


ليس رابحاً

لكن أورين دوريل يذكّر في صحيفة "يو أس أي توداي" الأميركيّة بما قاله المسؤول السابق في وزارة الدفاع فيليب كاربر في توصية له أمام أعضاء من الكونغرس: "الروس (يصعّدون) في جميع الأحوال. هنالك إدراك وجوب أن يكون هنالك ردّ، على الأقلّ من قبل الجيش". ووافق السفير الأميركي السابق إلى أوكرانيا جون هيربست زميله كاربر في ضرورة مساعدة أوكرانيا على مواجهة روسيا: "يجب على الكرملين الاقتناع بأنّ الاعتداء ليس خياراً رابحاً".


خياران لا ثالث لهما

بحسب المسألة المطروحة أمام الرئيس الأميركي، يبدو الأخير عالقاً بين احتمالين أحلاهما مرّ. فلو قبل بإرسال أسلحة فعّالة إلى كييف يمكن أن يساعده ذلك في التخفيف من آثار التحقيقات الفيديراليّة حول علاقات مشبوهة لحملته مع مسؤولين روس. لكنّ ذلك سيضرب ما تبقّى من احتمال ضئيل في تحسين العلاقة مع بوتين ويشرّع أبواب العلاقات الثنائيّة أمام مصير مجهول، خصوصاً بعد عقوبات الكونغرس وردّ #الكرملين بطرد مئات الديبلومسيّين. وفي حال العكس، سيكون ترامب غير مخاطر برفع ضغوط التحقيق ضدّه وحسب، بل سيساهم أيضاً في خلق هوّة مع أقرب وزرائه وجنرالاته.


تغيير حسابات الكرملين

لكن في حين كان أوباما "حذراً" إزاء تزويد كييف بسلاح فتّاك بحسب ما قاله الباحث في "معهد بروكينغز" الأميركيّ ستيفن بايفر، فإنّ ترامب لم يتّخذ قراراً إلى الآن. بايفر الذي كان سفير واشنطن إلى كييف في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، قال في حديث إلى مجلّة "ذي اطلانتيك" الأميركيّة إنّ ترامب لم يوضح موقفه تجاه المسألة لكنّه لم يصرّح بما من شأنه استبعاد تسليح أوكرانيا. ورأى أنّ السلاح سيكون هدفه، إلى جانب مساعدة كييف في الدفاع عن نفسها، إقناع موسكو بالتوجّه إلى اعتماد حلّ سياسيّ للأزمة: "يعلم الأوكرانيّون أنّهم لا يستطيعون هزيمة الجيش الأحمر". إنّ أفضليّة هذا السلاح تكمن في "تحقيق قدرة أفضل لرفع الكلفة على الروس والانفصاليّين" فيما لو ارتكبوا اعتداءات أخرى. فالمطلوب بالنسبة إليه "طريقة لتغيير حسابات الكرملين".







الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم