الوصيَّة العُظْمَى

سأل يومًا أحدُ علماء الشريعة يسوعَ "لِيُحرجَهُ: ’يا مُعَلِّم، أَيَّةُ وصيَّةٍ هي العُظْمَى في الشريعة؟‘ فقالَ لهُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ بكُلِّ قَلبِكَ وكُلِّ نَفسِكَ وكُلِّ ذهنِكَ. هذه هي الوصيَّةُ الأُولَى والعُظْمَى. وَالثَّانيَةُ مِثْلُهَا شأنًا: تُحِبُّ قريبَكَ كنفسكَ. بهاتَين الوصيَّتَين تتَعَلَّقُ الشريعةُ كُلُّها والأَنبياء" (متى 35:22-40). يُجيب يسوع عن سؤال عالم الشريعة بالعودة إلى نصٍّ من سفر تثنية الاشتراع يقول: "اسمعْ، يا إسرائيل، إنَّ الربَّ إلهَنا ربٌّ واحد، فأحببِ الربَّ إِلهَكَ بكُلِّ قَلبكَ وكُلِّ نَفسكَ وكُلِّ قوّتكَ" (تثنية الاشتراع 4:6-5). هذه الوصيّة هي الركن الأساسيّ من أركان إيمان الشعب اليهوديّ، يبدأون بها كلَّ خدمة حتى اليوم. ترتكز هذه الوصيّة على الإيمان بأنّ الله هو الربُّ الوحيد الذي تجب محبّته وعبادتُه. وكثيرًا ما ندّد الأنبياء بعبادة آلهة أخرى أدخلها ملوك إسرائيل من الشعوب المجاورة، وعدّوها "زِنًى"، انطلاقًا من تشبيه علاقة الله بشعبه بعلاقة الزوج بحبيبته. وإنّ محبّة الله يجب أن تشملَ كلّ قوى الإنسان: "القلب"، الذي هو مصدرُ العواطف والانفعالات، و"النفس"، التي هي مصدر حياة الإنسان، و"الذّهن"،...