السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عائلات أعضاء "داعش" في الموصل "تائهة" تخشى الانتقام

عائلات أعضاء "داعش" في الموصل "تائهة" تخشى الانتقام
عائلات أعضاء "داعش" في الموصل "تائهة" تخشى الانتقام
A+ A-

مات أزواجهن وأبناؤهن وأشقاؤهن إلا أن النساء من عائلات متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وكذلك الأطفال سيعيشون ليدفعوا ثمن تصرفات ذويهم. 

ومع انتهاء سيطرة التنظيم الجهادي على مساحات كبيرة في العراق، ثمة تساؤلات عن التصرف مع عائلات المتشددين. وكثيرون منهم محتجزون فعلاً الآن في مخيم تتناثر فيه القمامة شرق الموصل نُقل آخر النازحين من المدينة إليه.

وقالت أم حمودي (62 سنة) التي فرت من حي الميدان الأسبوع الماضي مع 21 من أفراد عائلتها وجميعهم من النساء والأطفال: "قُتل جميع الرجال".

وأصيب زوجها العضو في "داعش" في القتال بالمدينة القديمة وحاولوا نقله بعيداً من ساحة المعركة لكنه كان ثقيلا للغاية ولذلك ودعوه وتركوه هناك ليموت.

ويعود المدنيون النازحون إلى ديارهم لمواصلة حياتهم من جديد، لكن من عانوا ثلاث سنوات من العنف المفرط والحرمان تحت حكم التنظيم المتشدد يقولون إنه لا مكان لأقارب المتشددين بينهم.

وظهرت في المناطق التي استعيدت من التنظيم مناشير تهدد عائلات المتشددين وألقى أشخاص يسعون الى الانتقام قنابل على منازلهم.

وقال علي اسكندر رئيس حي برطلة حيث المخيم إن الانتقام ليس علاجاً وإن هذه العائلات يجب أن تخضع لبرامج لإعادة التأهيل.

وأصدرت السلطات المحلية اخيراً مرسوما بنفي عائلات متشددي التنظيم إلى مخيمات حيث يمكن إعادة تأهيلهم فكرياً. لكن جماعات معنية بالحقوق تقول إن العقاب الجماعي يقوض احتمالات المصالحة بعد القضاء على "الدولة الإسلامية" ويخاطر بظهور جيل من المنبوذين لا يبالون بالعراق.

وقال مسؤول محلي زار المخيم السبت :"إذا عزلناهم كيف يمكن أن نعيدهم إلى نسيج الأمة؟ سيصبحون داعش".


"نحن تائهون الآن"

وكانت ابنة أم حمودي تبلغ من العمر 14 سنة فقط عندما زوّجها والدها لأحد متشددي التنظيم.

وقتل المتشدد قبل نحو سنة بينما كانت الابنة حبلى بمولودها الأول الذي رقد نائماً على أرضية الخيمة غير عابئ بالوصمة التي قد تلاحقه طوال حياته.

وكان آخر ما سمعته الابنة وتدعى أم صهيب (32 سنة) عن زوجها قبل شهرين. وقالت من غير أن يبدو عليها التأثر: "مات بالتأكيد".

وهددت أم صهيب زوجها بتركه عندما انضم الى "داعش" بعد نحو سنة من سيطرة التنظيم المتشدد، لكنها لم تفعل بسبب أبنائهما الأربعة.

وانجذب الزوج وهو مسلم متدين الى فكرة الخلافة على الطريقة الحديثة ووضع مهاراته في الهندسة في خدمة مشروع بناء "الدولة الإسلامية". وقالت أم صهيب إنه ندم على قراره، لكن الأوان كان قد فات. وأضافت: "أهدر حياته وحياتنا معها. نحن تائهون الآن".

وكالنساء الأخريات اللواتي انضم ذووهن إلى "الدولة الإسلامية" قالت أم صهيب إنها لم تكن تقدر على منعه.

وقالت فاطمة شهاب أحمد (50 سنة): "لم تكن لي سلطة عليهما" في إشارة إلى شقيقيها اللذين انضما الى التنظيم المتشدد. وهي تعتقد أن أحدهما لا يزال على قيد الحياة في مدينة تلعفر التي يسيطر عليها المتشددون وتعد الهدف المقبل للقوات العراقية.

لكن فاطمة نفسها مشتبه فيها، إذ يتهمها ابن أحد جيرانها بأنها كانت تعمل لدى شرطة الحسبة التابعة لـ"الدولة الإسلامية" والتي كانت تعاقب النساء اللواتي يخالفن الزي الإسلامي المتشدد. وتنفي فاطمة الاتهام.

كما تنفي أم يوسف انضمام أي من أقاربها الذكور الى "داعش". وقد افترقت عن زوجها المصاب عند فرارهما من حي الميدان الأسبوع الماضي وهي تعتقد أنه نقل إلى مستشفى بعدما بحثت قوات الأمن العراقية في ما إذا كانت ثمة صلات تربطه بالمتشددين. وقالت: "ربما مات. وربما كان حياً". وطلبت السماح لها بالخروج من المخيم كي تبحث عنه.

وأضافت: "يقولون: كلكم داعش لكننا لسنا كذلك. وحتى لو كنا فماذا يمكن فعله بالنساء والأطفال؟ كل شخص مسؤول عن نفسه".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم