السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

زلزال يَضرب بيروت؟

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
زلزال يَضرب بيروت؟
زلزال يَضرب بيروت؟
A+ A-

كان لا بدّ للشابين محمد فحص وهادي حيدر من أن يجدا أفضل السُبُل وأكثرها إبتكاراً لمُعالَجة الموضوع الذي شَغلهما وأدخَلهما طوعاً، أروقة التاريخ المُتشعّبة (هذا التاريخ الذي رَحَل مُستأذناً)، بحثاً عن الوقائع، وعن تلك المعلومات التي من شأنها أن توصلهما إلى إستنتاجات خطيرة...لكن يبدو أنها حتميّة! 

كانا قد سَمعا الكثير عن غَرَق العاصمة بيروت، ذات يوم مَشؤوم إنقَلبت فيه المقاييس في العام 551 م، و"نِزلت فيه تحت الميّ" أثر زلزال مُدمِّر، بحسب ما يَرويان لـ"النهار"، "ففكّرنا نبحث شويّ شو هوّي هالموضوع".



وبعد البحوث المُكثّفة عبر الإنترنت والصُحف والكُتُب التاريخيّة "الموجودة، بما أمكَن"، قرّرا أن تتحوّل المادة التي "إنبَثَقت" أمامهما، مشروع تخرّج هادي الذي تخصّص في "الراديو والتلفزيون" في جامعة العُلوم والآداب اللبنانية.

وعندما تعرّفا، خلال رحلة البَحث "التاريخيّة" التي قاما بها، إلى العالِم الجيوفيزيائي الدكتور عطا الياس، وطرحا عليه هذا الموضوع الذي جعلهما يعيشان لحظة إفتتان من الواضِح أنها لن تكون عابِرة، إقتنعا بأن هذه المادة التاريخيّة والراعِبة في حتميّتها، تَصلح لأن تتحوّل شريطاً وثائقياً تتم مُعالجته بأسلوب مُشوّق يليق بأهميّته.



وهذا بالفعل ما حصل.

يوم الجمعة المُنصرم، عُرض "لحظة سقوط بيروت" في جامعة العُلوم والآداب اللبنانية كمشروع تخرّج هادي. وفوجئ الحُضور بهذ الحرفيّة التي أظهَرها فريق العمل المؤلّف من "ولاد بالـ20" تمكّنوا، خلال دقائق معدودة، وبقُدرات بسيطة جداً (وبدعم من شركة Drift)، من أن يَزرعوا التشويق وبعض القلق في النُفوس.

وَضع الموسيقى التصويريّة جاك برّو، وأنجز التصوير البحريّ الغطّاس محمد عيّاش، وتسلّم التصوير الجويّ مهدي سكاف، وأدار التصوير كاظم فيّاض، وأشرف على الإعداد والسيناريو محمد فحص الذي وَضع أيضاً الرؤية الإخراجيّة وقام بسرد الوقائع في الوثائقي، ووقّع الإخراج هادي حيدر، كما كان المسؤول عن الإعداد والإنتاج.

الوثائقي، بحسب ما يَشرح محمد وهادي مُبني على 3 عَناصر، "الأول منها مُقابلات مع أهل إختصاص، والثاني وثائق تُكشف للمرّة الأولى من الدكتور عطا الياس، والثالث مَبني على وقائع مَلموسة إنطلاقاً من بعض حوادث عاشها البَلَد ولم يجد لها حلولاً!".



ويَنطلق "لحظة سقوط بيروت" من سؤال بسيط وواضح وراعب:

"ماذا لو ضَرَب زلزال مدينة بيروت كما يتوقّع أهل الإختصاص، هل من خطة تقينا من نتائجه الكارثيّة؟"

يُعلّق محمد (مُذيع ومُراسل ومُحرّر في إذاعة النور)، "ليس الهَدف من الوثائقي أن نُظهر نقطة سوداء تُوقع الرُعب في النُفوس، بل نُريد أن نقول بوضوح أننا بحاجة إلى حلول. نحن نطلب خطّة فعليّة يتم وضعها لمواجهة هذه الكوارث الطبيعيّة المحتومة. ونقدر من خلال خطّة عمل دقيقة أن نُنقذ أكبر عدد مُمكن من الضحايا. فإذا عَجز البلد أن يجد الحلول لأزمة النفايات التي أكلت الشوارع طوال 6 أشهر في العام 2015، كما عجز عن إنقاذ سكّان مبنى فسّوح الذي تداعى في العام 2012، ما هي خطتنا إذا ما واجهنا زلزالاً؟".



في الشريط يروي الدكتور عطا الياس بأن في العام 551 م شهدت العاصمة بيروت على زلزال مُدمِّر كما تَذكر كُتُب التاريخ. وفي ذلك الوقت غرقت مدينة طرابلس وشهدت بيروت على ما يُسمّى اليوم بالتسونامي وقضى ما يُقارب الـ30 ألف شخصاً نتيجته. كما احترقت المدينة طوال أيام نظراً الى المنازل الخشبيّة المُنتشرة في تلك المرحلة والتي كانت تحتوي في داخلها على "التنّور"، مما أدّى إلى إشتعالها لأيام عدة.

ويُشير إلى أن التسونامي آنذاك كان يُعرف بالمدّ البحري، الذي أدّى إلى غَرَق السُفَن في التراب، فإذا بالناس يَتهافتون إلى البحر لتجميع الكنوز التي ظهرت اثر تراجع المياه من الشاطئ. ولكنها عادت فجأة، وبقوّة لا توصَف وأخذت معها آلاف الأشخاص.



ومن هنا بدأت دراسة الدكتور عطا الياس لمعرفة مكان "الفالق" (الصَدع) الذي حرّك الزلزال سنة 551 م!

يقول محمد وهادي أنهما ركّزا في الوثائقي على الفالق والكوارث التي قد تنتج منه إذا ما تحرّك في لحظة ما!

وقد وَضع محمد وهادي خطة عمل لتطوير "لحظة سقوط بيروت" ليُصبح شريطاً وثائقيّاً كاملاً يستمر 50 دقيقة، "كما سنُرسله إلى مهرجانات عدة إبتداءً من العام الجديد".

                                        [email protected]















حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم