الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ثلاثة فناجين قهوة يومياً تطيل أمد الحياة

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
ثلاثة فناجين قهوة يومياً تطيل أمد الحياة
ثلاثة فناجين قهوة يومياً تطيل أمد الحياة
A+ A-

صديقاتي وأصدقائي القارئات والقرّاء الأعزاء

سنحت لي الفرصة هذا الصباح أن أقرأ دراسة علمية مذهلة عن فوائد احتساء القهوة بمعدل ثلاثة فناجين يومياً. الدراسة نشرتها مجلة annals of internel medicine الأميركية بناء على تحقيق أجرته الهيئة الأوروبية لدراسة السرطان والغذاء (Epic)شمل عيّنة واسعة من 520 ألف شخص ممن هم فوق الخامسة والثلاثين.

أنا من عشّاق القهوة، ومن مريديها، ومتتبعي أنواعها، ومواطنها، ودرجات مذاقها، وفنون خلطاتها. أعشقها لأني أعشقها، ولأنها عشيقة. لا أذكر أن صباحاً من صباحات حياتي المعلومة كان في مقدوره أن يكون مفيداً أو خلاّقاً أو... طبيعياً لو لم أحقنه بالقهوة. أعترف بأني لا أعرف أن أبدأ يومي قبل أن أمارس ما يلزم من طقوس التبجيل لهذا السحر الذي أحضّره بيديَّ وعينيَّ وبحواسي جميعها. كأن قوةً ما تجعلني قادراً على المخاطبات التجاوزية التي لا يحدسها إلاّ ذوو المعرفة العرفانية التي بالعقل. منذ الصباح المبكر الذي أمضيه صحبة رأسي وعواطفي وتأملاتي، أُعدّ القهوة المرّة، على دفعات ومراحل، قد تطول إلى الظهيرة، فأشرب ما معدله من سبعة فناجين إلى عشرة. إلى أن أمتلئ بما يجعلني أفصح بجموح نفوسي عن شيء يشبه التقديس. حتى لأقول إن لا شيء يوازي عندي الحصانة التي تمنحني إياها فناجين القهوة الصباحية هذه، المملوءة بلذة غامضة غير قابلة عندي للتفسير. هي لذة أضعها بلا تردد في مصاف ما يعتريني من امحاء حيال المشاعر والأحاسيس الكبرى. الحبّ مثلاً. والشعر.

هذا استرسال أجدني مدعوّاً إليه بعدما قرأت ما قاله مارك غونتر من الوكالة الدولية للأبحاث حول السرطان، وأحد أبرز واضعي الدراسة المشار إليها أعلاه: "لقد استنتجنا أن استهلاك المزيد من القهوة مرتبط بتراجع احتمالات الوفاة لأي سبب كان، وخصوصاً بسبب أمراض الشرايين وتلك الناجمة عن الجهاز الهضمي".

تعتبر هذه الدراسة الأكثر شمولية وعمقاً حول الأثر الإيجابي على الصحة وإطالة أمد الحياة، الناجم عن القهوة التي يُحتسىى منها 2.25 مليار فنجان يومياً. المذهل أن أبحاث هذه الدراسة أفضت إلى استخلاص النتائج نفسها في عشرة بلدان أوروبية، على ما أكد غونتر، مما يدعو إلى "الإيمان" الفوري بهذه الأعجوبة، والعمل بـ"هدي" هذا الإيمان.

القهوة من شأنها أن "تستشرف" أيضاً احتمال الإصابة بالسرطان، فتستبق ذلك، وتنبّه إليه، بما تحويه من مواد مضادة للأكسدة. هذا ليس من عندياتي، بل كلام ركّز عليه الباحثون الذي أشرفوا على الدراسة.

يهمّني من هذا كلّه أن أُشهِر حبّي لها: إني واحد من هؤلاء العشٌاق. وإني ماجن في عشقي هذا. وجامح. إلى حدّ الاتحاد والتماهي والامحاء والذوبان.

وكم يسعدني أن تكون القهوة قادرة على أن تفعل بي هذا الفعل، فتجعل صباحي متصالحاً معي. ومع الأسرار والعواطف الكبرى.

ثلاثة فناجين، يومياً، تطيل أمد الحياة، وتبعد شبح السرطان. لا تنسوا هذه النصيحة. هي حقيقة. بل عجيبة!

[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم