إسرائيل لم تعد مستعجلة لسلام تدفع ثمنه بعدما حقّقت أمن حدودها مع جيرانها

منذ أن قامت دولة اسرائيل وكل ما يجري في المنطقة يصب في مصلحة أمنها. ففي حربها مع العرب استطاعت أن تحارب خارج حدودها وتحتل مزيداً من الأراضي العربية والفلسطينية. ونجحت اسرائيل في عقد اتفاقات سلام منفردة تطبيقاً لسياسة وزير الخارجية الأميركي يومئذ هنري كيسينجر صاحب شعار تحقيق السلام "خطوة خطوة"، فكان اتفاق سلام بين اسرائيل ومصر واتفاق آخر بينها وبين الأردن، واتفاق فك اشتباك بينها وبين سوريا، واتفاق هدنة بينها وبين لبنان حاولت تحويله اتفاق سلام بانتخاب الشيخ بشير الجميل رئيساً للجمهورية، الذي دفع حياته ثمن رفضه توقيع مثل هذا الاتفاق من دون موافقة المسلمين والمسيحيّين عليه، فكان لاسرائيل أخيراً ما أرادت أي الأمن قبل السلام. ولم تنجح السلطة الفلسطينية في جعل اتفاق السلام مع اسرائيل شاملاً يتولّى البحث فيه وفد عربي – فلسطيني مشترك ليكون في موقف قوي تجاه اسرائيل التي رفضت ذلك وأصرّت على أن يكون التفاوض مع كل طرف...