الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الموازنة والسلسلة والتعيينات في شبكة الملفات المعقدة

المصدر: "النهار"
الموازنة والسلسلة والتعيينات في شبكة الملفات المعقدة
الموازنة والسلسلة والتعيينات في شبكة الملفات المعقدة
A+ A-

فيما تركز الاهتمام على جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت ظهر اليوم في السرايا الحكومية انطلاقاً من أنّ مواضيع بارزة مطروحة على جدول الاعمال خصوصاً ما يتعلق بإقرار آلية التعيينات في ظل اختلاف وجهات النظر بين الافرقاء السياسيين على هذا الموضوع، كشفت مصادر نيابية مطلعة ان الازمة بين الافرقاء السياسيين المشاركين في الحكومة كانت تدور في الواقع في مكان اخر. وهذه الازمة تتصل باقتراب موعد الجلسة التشريعية التي كان وعد بها رئيس مجلس النواب نبيه بري في منتصف تموز الحالي في الوقت الذي لا يزال موضوع الموازنة الذي يتعين ان يكون ابرز المشاريع على جدول اعمال الجلسة عالقا عند مسألتين، الاولى هي موضوع عدم الاتفاق على قطع الحساب الذي لن تقر الموازنة من دونه والثانية هي موضوع سلسلة الرتب والرواتب التي لم يعد يمكن الحكومة والمجلس التهرب منها لكن اقرارها يحتاج الى فرض ضرائب جديدة يبدو متعذرا اللجوء اليها في الوقت الراهن.
وعلمت "النهار" انه تمت الاستعانة ببعض النواب الذين برزوا اخيرا في شكل كبير ابان ازمة قانون الانتخاب من اجل المساعدة على ايجاد مخارج للازمة الراهنة المتعلقة بالموازنة في شقيها اي قطع الحساب وسلسلة الرتب والرواتب. وتخشى هذه المصادر ان تكون كل الامور مترابطة بمعنى ان الاسلوب الذي اتبعه بعض الافرقاء السياسيين في الاعوام القليلة الماضية قضى بربط كل المواضيع والملفات بعضها مع بعض بحيث لا يتم التساهل في اقرار الموازنة على سبيل المثال ما لم يتم تمرير تسوية ترجح رأي هؤلاء في موضوع الية التعيينات او نقضها والتراجع عنها كما يرغب التيار الوطني الحر مثلا. وفي اي حال وفي ظل عدم توقع ان يتفق مجلس الوزراء اليوم على الية التعيينات وان الامر سيترك الى جلسة مقبلة برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا فان الترابط بين كل الملفات يجعل امكان حلها جميعها على المقدار نفسه من تعقدها جميعها ايضا . وتقول هذه المصادر ان هذا الترابط يشمل ايضا التعيينات الموضوعة على النار ايضا في بعض المراكز الحساسة اضافة الى تعيينات السلك الديبلوماسي الذي يشهد تجاذبا بعيدا عن الانظار نتيجة رغبة وزير الخارجية جبران باسيل في ادخال تعديلات اساسية على التوزيع الطائفي المعتمد في العواصم او المراكز الديبلوماسية المهمة .  

الا ان الانشغال بهذه المواضيع لم يحجب ما اعلنه الامين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته المتلفزة التي القاها مساء الثلثاء في مناسبة سيطرة الدولة العراقية على الموصل وانتزاعها من ايدي تنظيم الدولة الاسلامية. اذ توقف مراقبون عند ما اعتبر اعلان السيد نصرالله قرار الحسم بالنسبة الى معركة جرود عرسال على وقع الاشادة بالنصر المحقق من جهات عدة في العراق. فالبناء على هذا الزخم الاعلامي يقوي المنطق الذي ينادي به خصوصا ان التطورات الاخيرة المتصلة باكتشاف الجيش خلايا ارهابية في بلدة عرسال وتصاعد او تصعيد اشكالية موضوع النازحين السوريين واثارة جدل داخلي حول وجوب التفاوض مع النظام السوري من اجل عودتهم تؤمن المبررات القوية للذهاب الى معركة " تحرير " جرود عرسال في المدى القريب على الارجح. المنطق نفسه وجد زخما اخر تمثل في تأمين انتقال ما يقارب 300 من النازحين السوريين من عرسال الى مناطق سيطرة النظام في سوريا ، في رسالة تهدف الى احراج من يرفض التفاوض مع النظام ان النازحين يودون العودة وان ثمة من لن يؤمن لهم ذلك بذريعة عدم الرغبة في التفاوض مع النظام .

وجملة هذه الامور تثير اسئلة اذا كان هناك استقرار فعلي او وهم استقرار لا يعبر عنه حكما السعي الى ارساء تثبيت التوازنات السياسية الجديدة البديلة عن التوازنات السابقة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم