الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مصممون بورميون يضفون طابعا عصريا على الملابس التقليدية

المصدر: "أ ف ب"
مصممون بورميون يضفون طابعا عصريا على الملابس التقليدية
مصممون بورميون يضفون طابعا عصريا على الملابس التقليدية
A+ A-

يسعى مصممو ازياء في بورما التي تكثر فيها مصانع القمصان القطنية الموجهة لماركات عالمية، الى اضفاء طابع عصري نسبيا على الموضة التقليدية التي عرفّت بها العالم الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام. 

في متجرها الصغير في وسط رانغون عاصمة البلاد الاقتصادية تضع بيون تيت تيت كياوو تصاميمها للنساء مع قصات عصرية لكن مع زخارف تقليدية.

فبورما تشكل استثناء في جنوب شرق آسيا اذ ان ارتداء الملابس التقليدية ولا سيما التنانير المسماة لونغيي (للرجال والنساء على حد سواء) لا يزال منتشرا جدا في البلاد حتى في صفوف شباب رانغون.

وتقول الشابة وسط الضجيج الصادر عن الات الخياطة في مشغلها "نحن البورميين متعلقون جدا بملابسنا التقليدية والاتنية".

وتضيف المصممة التي تبيع ازياءها خصوصا الى غربيات يزرن رانغون "عندما نضفي طابعا حديثا على الملابس التقليدية يجب ان نتنبه الا تكون الاضافات صارخة او حديثة جدا".

واستمرار ارتداء اللونغيي عائد خصوصا الى عزلة البلاد لعقود بسبب المجلس العسكري الذي كان حاكما فيها ومعارضا لاي تأثيرات او رموز غربية ولا سيما سراويل الجينز.

وتذكر المصممة البورمية الاخرى ما بونت عندما كانت تصمم في ظل حكم العسكريين ملابس لممثلات يلعبن في مسلسلات تلفزيونية كان يشرف عليها المجلس العسكري. وكان يمنع منعا باتا اظهار الكتفين. وتوضح "لم نكن احرارا فعلا".

حتى اليوم ورغم انفتاح البلاد على العالم منذ العام 2011 وحلول حكومة مدنية تحت اشراف اونغ سان سو تشي، لا يزال من غير المحبذ الكشف عن الكتفين والركبتين على الشاشة وفي الشارع.

وقد ساهمت اونغ سان سو تشي التي تظهر دائما مرتدية تنورة لونغيي وقميص أنيي الضيق المرافق لها، في التعريف بهذا اللباس على نطاق واسع.

فخلال السنوات التي كانت فيها تتزعم المعارضة كانت ايقونة للموضة لمواطناتها اللواتي كن يطلبن سرا من خياطيهن تقليد ملابس الزعيمة البورمية في المناسبات القليلة التي كانت تظهر فيها.

وعند رفع الاقامة الجبرية عنها في العام 2010 بعد 15 عاما طبعت الملابس البنفسجية اللون التي ظهرت بها الاذهان وبيعت كميات كبيرة من اللونغيي من هذا اللون خلال تلك السنة على ما ذكرت وسائل اعلام محلية.

وحتى اليوم تهيمن تنانير لونغيي التقليدية على الرفوف في المراكز التجارية التي شيدت حديثا. لكن تنتشر ايضا ماركات الملابس الغربية مع ان القسم الاكبر من انتاج الملابس الغربية موجه للتصدير.

قبل ان تفتح متجرها للفساتين التقليدية مع طابع عصري، اختبرت المصممة بيون تيت تيت كياوو من الداخل قطاع انتاج الملابس بكميات كبيرة الذي يشهد طفرة كبيرة. ففي سن المراهقة كانت تعمل في مشغل كبير لصنع الملابس.

وتقول "سمح لي ذلك بالاطلاع على بعض الامور مثل استراحة مدتها عشر دقائق فقط متاحة للغداء او تعذر التوجه الى المرحاض لان ذلك قد يوقف سلسلة الانتاج".

واستمدت هذه المرأة الثلاثينية من هذه التجربة العزم على تشغيل الخياطات العشر لديها في ظروف افضل.

وتوضح "في حال تواصل صناعة الملابس التي تتميز بالسرعة وغياب الاخلاقيات فاننا سنعاني" مشيرة الى الظروف التي يعمل فيها عمال النسيج في البلاد برمتها.

وتزيد الماركات الواسعة الانتشار مثل "إتش اند أم" و "سي اند ايه" من انتاجها في بورما بسبب اليد العاملة الارخص من فيتنام.

وقد تضاعفت صادرات قطاع النسيج في بورما العام 2016 لتصل الى حوالى 1,5 مليار أورو. وهو رقم مرشح للارتفاع بعد رفع العقوبات الاميركية في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.

الا ان قطاع النسيج تطور في غياب اي ضوابط تشريعية فيما تدعو منظمات غير حكومية دولية الحكومة البورمية الى "التحرك السريع" لتوفير حماية افضل للعاملين خصوصا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم