الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مشهد هزّ الجميع... عن صبحية التي فتحت قبر ابنها لتدفن طفلاً سورياً

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مشهد هزّ الجميع... عن صبحية التي فتحت قبر ابنها لتدفن طفلاً سورياً
مشهد هزّ الجميع... عن صبحية التي فتحت قبر ابنها لتدفن طفلاً سورياً
A+ A-

فتحت قبر ابنها بيديها لتدفن معه طفلا سوريا اكتوى بنار حريق مخيم قب الياس، ولتغلق سجالاً طويلاً عن "عنصرية" تحول دون السماح للاجئين السوريين بدفن جثث موتاهم في مقابر غصت باللبنانيين، فكيف لها أن تستقبل النازحين! هي صبحية فياض، ابنة "عرب الحروك" التي خطفت الاضواء بإنسانيتها في زمن بات فيه الضمير عملة نادرة لا يمتلكها الا عدد قليل. 

مشهد هزّ الجميع

هزّت صورة صبحية وهي تحفر قبر ابنها محمد (اربع سنوات) الذي فارق الحياة قبل سنتين بسبب ارتفاع حرارة جسده، الجميع، فكيف لأم أن تعاود تأجيج نار حرقتها على فراق فلذة كبدها بيديها، لكن كل ذلك يهون كما قالت "امام مأساة عائلة فقدت ولدها في لحظة غادرة". وشرحت "بعدما سمعت بحريق مخيم قب الياس سارعت الى مستشفى البقاع للاطمئنان إلى الناس، قيل لي إن هناك جثة متفحمة لطفل لم يعرف والداه بعد، لتعرف هويته في ما بعد بأنه خالد الدحان، ابن السنتين ونصف السنة، وضع في براد المستشفى الى حين إعلان والدته التي نالها وشقيقته نصيباً من النيران عن فقدانه".

الشهرة ليست الهدف

تأثرت صبحية (35 عاماً) بوالدة خالد، لا سيما عندما علمت ان فوق مأساتها لا تعلم اين تواري ضناها، قائلةً: "في اليوم التالي قصدت المستشفى، لم يكن الطفل قد دفن بعد، حينها توجهت الى المخفر، مضيت على استلام جثته، قبل ان اتوجه به الى مقبرة الدلهمية حيث دفن ابني، لاقوم باقل ما يفرضه الواجب الانساني علي"، مضيفةً "لا معرفة قوية لي بأهل الطفل، بعد الدفن شكرني عمه، لكون عائلته غارقة بارتدادات الحريق من فقدان أوراقها الثبوتية وأوجاع الوالدة وطفلتها".

لم تكن تبغي ابنة الفاعور الوالدة لثلاث فتيات وولد، الشهرة، لافتةً "فوجئت بالضجة التي حازها الفيديو الملتقط من دون علمي من أحد شبان البلدة، واقول ان لدي قبراً اخر لابنتي زينب (ست اشهر) التي توفيت في العام 2009 وصفا( سنتين) توفيت في العام 2015 على استعداد ان اقدم حسنة، مع العلم انه في شهر رمضان الماضي دفنت طفلاً سورياً عمره 8 ايام بالسر بعدما عجزت عائلته عن تأمين قبر له".

معاناة الحياة والموت

في بلدة الفاعور3 مدافن "اثنان منها املاك خاصة، والثالث ارض مشاع تابعة لوزارة الزراعة، فتحها اهل البلدة لموتى النازحين السوريين مع بداية الازمة قبل ان تغلقها الدولة قبل خمسة اشهر، وهي تضم 500 جثة جلبت من كل المناطق اللبنانية"، بحسب ما قاله إمام البلدة والناشط الاجتماعي الشيخ احمد فياض لـ "النهار"، والذي اشار إلى أن "معاناة كبيرة يعيشها النازحون في حياتهم ومماتهم، يومياً اتلقى اتصالات من اشخاص لا يعلمون اين يدفنون موتاهم، اذ إن اغلب المدافن خاصة لاهل الضيع، وهي تضم اعداداً كبيرة من الموتى، مع العلم انه قبل اربع سنوات اشترى احد الخليجيين ارضاً في كفرزبد قدمها للأوقاف، كانت ستحل مشكلة كبيرة لو سمح اهالي البلدة وبلديتها بفتحها لاستقبال جثث النازحين، لكنهم يرفضون ذلك بحجة العيش المشترك، من دون أن يخبرونا كيف سيؤثر الاموات في العيش المشترك"؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم