بالصور- حائط الخير يتحوّل إلى "مكب للنفايات" في بيروت

أحذية مستعملة مرمية بطريقة عشوائية، وألبسة بالية غير صالحة للّبس، ونفايات معلّقة ورصيف ممتلئ بالقماش الوسخ، كل هذا يلخّص حال "حيط الخير" المبتكر على مقربة من وسط العاصمة بيروت. 

كأي مبادرة يتم إطلاقها وتأخذ حيّزاً في الإعلام، كان لحائط الخير في منطقة السوديكو الاهتمام الكافي. على أحد الجدران الموجودة في المنطقة نقل ناشطون تجربة موجودة في البلدان الغربية حيث تخصص البلديات أو الجمعيات زاوية على جانب الطريق، يضع فيها الناس بعض الحاجيات القديمة ولكنها صالحة للاستهلاك.

في ألمانيا، على سبيل المثال، وبالقرب من إحدى الحدائق العامة في مدينة دورتموند استوقفني برّاد موضوع إلى جانب الطريق تحت لافتة محددة. وبدل أن يُرمى البراد في النفايات تركه أحد المواطنين لمن لديه حاجة، قبل أن يأتي عمال البلدية ويرفعونه من الطريق بعد فترة زمنية معيّنة.

حاول بعض الناشطين أن ينقلوا التجربة إلى لبنان. في أول أيام إطلاق المبادرة حضر الإعلام المرئي والمقروء، أشاد الناس بهذه الخطوة الإنسانية التي تزامنت مع إطلالة شهر رمضان المبارك. انتهى شهر رمضان وغاب الإعلام وغاب الناشطون، وتحول الحائط إلى مكان لرمي النفايات، في مشهد يسيء إلى المبادرين والفكرة.

الجدار الذي تم تزيينه ليكون فسحة تبادل وإنسانية، كانت تلزمه عدة إجراءات تنسيق مع الفعاليات، لكن يبدو أن حركة "Kindness Movement" غفلت عنها أو تناستها.

لم يعر أصحاب المبادرة حائط الخير الاهتمام الكافي، إذ تلزمه عناية دورية على الأقل لترتيب الثياب وتقديمها لمن هم بحاجة بطريقة لا تقلل من احترام المحتاج. وعلى الناشطين تحمل المسؤولية في الأثر الذي نتج عن سوء الاستخدام والاهتمام.

هل نسّقت المجموعة التي تخفي وجه أفرادها مع بلدية بيروت أو شركات التنظيف لإزالة الثياب التي يمر على وضعها مدة زمنية معيّنة، وتنظيف دوري للرصيف والحائط؟

على هؤلاء الناشطين أن يعرفوا أنه لا يمكن أن يطلقوا المبادرات ويديروا ظهورهم للناس، فالأمر يجب أن يتعدى إطلاق المشاريع التي تعود بالمنفعة لناشطي الجمعيات.