الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ثلاث صعوبات تفرمل أستانا 5

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
ثلاث صعوبات تفرمل أستانا 5
ثلاث صعوبات تفرمل أستانا 5
A+ A-

وتراوحت أجواء المجتمعين عقب انتهاء المحادثات بين "راضٍ" وممتعض من "الدور السلبي" لبعض الأطراف. فبعد تأكيد على وحدة واستقرار الأراضي السورية واعتبار الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة، تمّ تكليف مجموعة العمل المشتركة باستكمال الشروط لتحديد مناطق تخفيف التوتر في سوريا. واتفق الحاضرون على انعقاد مفاوضات "أستانا 6" في الأسبوع الأخير من شهر آب. 


خيبة أمل روسيّة؟ 

على الرغم من أنّ البيان الختامي أشار إلى التوصّل ل "نتائج إيجابيّة واضحة تهدف إلى تثبيت نظام وقف إطلاق النار" في سوريا، وإلى "رضا" الدول الضامنة "على التقدّم الحاصل"، تبقى النتائج العمليّة مؤجّلة إلى أواخر آب بالحدّ الأدنى. موفد النظام إلى المفاوضات بشّار الجعفري أرجع النتائج "المتواضعة" للمفاوضات إلى "النهج السلبي" للدولة التركيّة. بينما قالت وكالة "رويترز" أنّ البيان الختامي "قد يعني أنّ موسكو وأنقرة وطهران فشلت في الاتفاق على جميع التفاصيل في هذا الأسبوع كما أمِلت روسيا". وأعلنت موسكو عدم التوقيع على اتفاق نهائي بخصوص مناطق خفض التصعيد في سوريا.

وأدت مجموعة أسباب إلى تعثّر الجولة الأخيرة من المفاوضات. ورفضت فصائل المعارضة السوريّة في الجبهة الجنوبية أيّ دور لإيران كضامن في المحادثات. وتجلّت نظرة المعارضة السوريّة المشكّكة في النوايا الإيرانيّة في جميع المفاوضات السابقة. وقد قاطعت الاجتماعات قوى مختلفة مثل "فصائل الجبهة الجنوبية" و"فيلق الرحمن". كذلك فعل محمّد علّوش الذي ترأّس سابقاً وفد المعارضة.



مؤسسة الرأي العالميّة "يورايجا دايري" كتبت أنّ مصدراً أفادها بوجود "صعوبة كبيرة" في "كيفية تحديد" مناطق خفض التصعيد. وحدّدت المؤسّسة ثلاث صعوبات تعترض نجاح المفاوضات وهي أوّلاً التوافق حول الخرائط وثانياً تحديد المسؤولين عن تولي الإمرة وآلياتها وثالثاً الاتفاق حول كيفية متابعة الحرب على داعش.


لتحديد #واشنطن أهدافها

الحضور الرمزي للولايات المتحدة في أستانا، من خلال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بصفته مراقباً، ما زال يعني بطريقة غير مباشرة عدم إنهاء الإدارة الأميركيّة الجديدة لصياغة رؤيتها حول الأزمة السوريّة. فبعد استهداف واشنطن لمطار الشعيرات العسكري بصواريخ توماهوك، ارتفع الحديث الأميركي عن ضرورة رحيل الرئيس السوري #بشّار_الأسد. لكن سرعان ما تراجعت هذه الأولويّة في وقت أكّد فيه مراقبون أهمية أن يكون لواشنطن سياستها الخاصّة لحلّ الأزمة. ففي حديث مع "يورايجا دايري"، شدّد ليونيد إيساييف، خبير في الدراسات العربية والشرق أوسطيّة، على ضرورة تحديد #الولايات_المتحدة لأهدافها الاستراتيجية وموقفها من حلّ #الأزمة_السوريّة.

من جهة أخرى، بدا الروس أكثر تفاؤلاً بمجريات المفاوضات. فقد أعلنت وكالة "سبوتنيك" الروسيّة نقلاً عن مصدر أنّ المجتمعين اتفقوا على اثنتين من أصل أربع مناطق مقترحة لتخفيض التوتر لكنّهم سيوقّعون على كامل الوثائق المرتبطة في المحادثات المقبلة. أمّا المنطقتان فهما #الغوطة_الشرقيّة و#حمص، لكن لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق حول #إدلب. وأضاف المصدر للوكالة: "الوثائق جاهزة تقريباً، لكنّ أحد الفرقاء تمنّى تبنّيها جميعها، كرزمة من المستندات". وأضاف: "لهذا السبب تقرّر اجتماع لجنة العمل المشتركة في طهران للتوصل إلى اتفاق نهائي حول جميع هذه الوثائق، بما فيها واحدة مرتبطة بالمعتقلين".


ازدياد الأوضاع سوءاً؟

وكان ألكسندر لافرنتييف، رئيس الوفد الروسي إلى #أستانا، قد تحدّث ليل الثلثاء عن اتفاق "بشكل أساسي" على حدود منطقتين لخفض التصعيد في محافظة حمص والغوطة الشرقية على مشارف دمشق. فيما أشار إلى وجود "أسئلة" حول منطقة خفض التصعيد في إدلب، و "بعض التحفّظات" بشأن منطقة أخرى في جنوب سوريا. كما أعرب عن إمكانية إرسال عناصر من الشرطة العسكرية الروسية للقيام بدوريات في المناطق العازلة بين قوات النظام السوري والمسلّحين، ولم يستبعد أيضاً إمكانيّة نشر قوّات حفظ سلام أجنبيّة خلال أسابيع على توقيع الاتفاق. الصحافيّة إيمّا بيلز علّقت على فكرة إرسال قوّات روسيّة إلى حدود مناطق "خفض التوتّر" فأعربت عن قلقها من إمكانيّة هكذا سيناريو. وكتبت على "تويتر" أنّه إن صحّت هذه المعلومات "فهنالك احتمال حقيقي بأن تزداد الأوضاع سوءاً بالنسبة إلى أولئك في جنوب سوريا والغوطة الشرقيّة".

واضح أنّ بطء التقدّم هو السمة الأبرز للمفاوضات. وربّما هذا ما دفع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري إلى مطالبة الأمم المتّحدة "بتأدية دور أنشط" في حلّ النزاع. وخلال لقائه الموفد الأممي الخاص إلى سوريا #ستيفان_دي_ميستورا يوم الثلاثاء في أستانا طالب المنظمة الدولية بالمساعدة على تنفيذ الاتفاق حول مناطق "خفض التوتّر". فأيّ توسّع للدور الأممي سيأتي على حساب #موسكو و#طهران و#أنقرة التي تفضّل أن يحظى اتفاقها المشترك ب "دعم" لا ب "دور" دوليّ قد يقوده الغربيّون ويمكن أن يحدّ من نفوذ هذه الدول أو واحدة منها على الأقل.


رفض مطلق للإيرانيين

ورفض الرائد ياسر عبد الرحيم، عضو الوفد المعارض في أستانا، أي مشاركة للإيرانيين في مراقبة هذه المناطق، كما لفت إلى ذلك في حديثه مع وكالة "إنترفاكس". كذلك، رفض رئيس وفد الفصائل المقاتلة المشاركة في المفاوضات، أحمد بري، التوقيع على اتفاق تكون إيران طرفاً فيه. وشدّد أيضاً على ضرورة "بحث ملفّ المعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم" في حديث إلى "سبوتنيك"، الوكالة التي نقل مصدرها الخاص أنّ #تركيا أيضاً كان لديها موقف مختلف عن روسيا وإيران في هذه المسألة. كذلك، كان لافرانتييف قد دعا دول الكومنولث لإرسال مراقبين عسكريين إلى مناطق خفض التوتر المحتملة.

لكنّ هذه التصريحات تعني إمكانيّة في أن تجد مفاوضات #أستانا و#جنيف مساحة مشتركة. وفي حين يُنتظر أن تجري محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتّحدة في العاشر من هذا الشهر، يمكن أن تعاود الأنظار تركيزها على الميدان السوري. فقد سبق أن اشتعلت ميادينه خصوصاً في #درعا قبل أن يعلن النظام هدنة حتى غد الخميس. وكانت دمشق ومن ورائها إيران تعوّلان على حسم هذه المعركة من أجل كسب مزيد من النفوذ في التفاوض حول مناطق خفض التوتّر بدون أن تحقّقا ما أرادتاه.


حيلة

الباحث تشارلز ليستر، مدير مركز مكافحة الإرهاب في "معهد الشرق الأوسط"، طالب متابعيه على موقع عبر "تويتر" بألّا "ينخدعوا" بالادعاءات عن تحقيق تقدّم في المفاوضات. وأضاف أنّ هذه المحادثات "مثل المبادرات السابقة" لأنّها "حيلة" كي يحقّق النظام مزيداً من المكاسب.

عودة الحماوة إلى الميدان السوري في الأيّام المقبلة قد تكون مؤشّراً إلى صحّة تحليل ليستر، خصوصاً إذا ترافقت مع وتيرة مرتفعة من الغارات الروسيّة في جنوب البلاد. لذلك، وابتداءً من غد الخميس، قد تشخص أنظار المراقبين إلى مختلف ساحات القتال لتلمّس نوايا الروس وحلفائهم في رسم المسار المقبل للخريطة السياسية والعسكرية في سوريا.



















الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم