السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

التقيتُ مي زيادة هنا وعرضتْ عليَّ الزواج بشهادة ميخائيل نعيمة \r\nهذا ما قاله جبران خليل جبران لأسعد الجبوري في "بريد السماء الافتراضي"

أسعد الجبوري
Bookmark
التقيتُ مي زيادة هنا وعرضتْ عليَّ الزواج بشهادة ميخائيل نعيمة \r\nهذا ما قاله جبران خليل جبران لأسعد الجبوري في "بريد السماء الافتراضي"
التقيتُ مي زيادة هنا وعرضتْ عليَّ الزواج بشهادة ميخائيل نعيمة \r\nهذا ما قاله جبران خليل جبران لأسعد الجبوري في "بريد السماء الافتراضي"
A+ A-
وجدناه على كتف "بحيرة الزمن الأخيرة" يمارس الصيد بفرح غامر. ثوبٌ أبيض فضفاض مع قبعة قش على الرأس، فيما إلى جانبه طاولة صغيرة من المرمر الأزرق، عليها كأسٌ من الشمبانيا مع حبات من البازلّاء الطازجة وألبوم ضخم للصور. هذه ليست كل التفاصيل عن لقائنا بالشاعر والكاتب والرسام اللبناني جبران خليل جبران. كانت الرغبة أن نفتتح كلامنا معه حول الفلسفة الإنسانية والقيم الأخلاقية غير المرتبطة بالأديان مباشرة. لكنه سعى إلى أن نتحدث عن التراب الجغرافي كمنشأ للأرواح عاطفياً، أو كمكوّن للمعرفة الوجودية المولدّة للآداب وثقافات البشر. ■ ما الفارق بين ما رأيتَه هنا وما كنتَ تعيشه في بشري أو نيويورك؟- يا له من سؤال !مع ذلك يمكن القول إنني أرى فرقاً شاسعاً بين المكانين. في بشري يمكن الكاتب أن يقرأ الأرض تاريخاً وشعوباً، أما في نيويورك مطلع العشرينات من القرن المنصرم، فلا يمكنه إلا أن يقرأ الوجودَ كتاباً في غرفةٍ مرتعشةٍ بين طلل غيوم مانهاتن، فيما الوضع هنا، يتسم بالبطالة الكاملة .■ وهل كنتَ خائفاً من تلك الغيوم؟- عندما وصلتُ إلى أميركا، كانت غيومي معي. بمعنى أدق: وجدتُ ناطحات السحاب أفضل وسيلة لغسل جراحي وغربتي بدمع من تلك الغيوم العامرة. يوم ذاك، كانت نيويورك من ابرز مراكز العلم والتكنولوجيا.■ هل كان ذلك إحساساً شعرياً، يحمله كلُّ مهاجر إلى ما كان يُسمّى بالفردوس الأميركي؟!- في الأصل كان هو هكذا. لكن الوقائع بالنسبة لي مختلفة. فأنا كنت معنياً بقراءة تربتي جيولوجياً على ضوء المتغيرات التي طرأتْ على وجودي الثاني في أميركا. كان لبنان تراباً أو تربة مقروءة، روحاً وأحاسيس وتاريخاً. فيما وجودي على أرض الفرنجة، منحني قوةً تعبيرية لطرح ملايين الأسئلة عن تعاقب الليل والنهار النفسي بداخلي.■ أكان ذلك كلّه يجري بعيداً عن متصرفية جبل لبنان العثمانية؟- بالتأكيد. فأنا استعدتُ حقوقي من الأتراك في أميركا بطريقتي الخاصة. دراستي الفن وكتاباتي في الشعر والأدب، كانت نوعاً من التأنيب القوي للأتراك على أفعالهم الفاشية في لبنان وسوريا والمنطقة عموماً.■ تقول هذا الكلام قبل أن تؤلف "النبي" أم بعد صدوره كتاباً؟- صدر "النبي" في العام 1923. أما أحاسيسي ومشاعري وأفكاري ضد الظلام العثماني المحتل لبلادي فموجودة قبل ذلك بكثير، مثلما هي مستمرة وأنا بين طبقات السماء الآن.■ هل كنت مشغولاً بشهوة المكان أم الزمان؟- كنت مشغولاً بشهوة الشعر فقط. بشهوة الخلاص من التجاهل والعدم .■ هل معنى ذلك، أنكَ كنتَ تشعل ناراً في الحواس، لتؤسس لقصائدك الطقوس الملائمة؟- طالما شعرت بأنني كتلة غير منتظمة في جسد العالم الخارجي. كنت مشبّعاً بنوع من الاحتراق الغريب الذي لا أزال أجهل مصدر نشأته.■ أهو الحبُّ مثلاً؟- لا. ليس الحبّ. لقد كنت مضغوطاً بمادة تشبه البارود.■ هل كان بسبب سقوطك في حبّ الفتاة حلا الضاهر، ملهمة "الأجنحة المتكسرة"،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم