خلاف واشنطن وموسكو أطال حرب لبنان وهو يُطيل الحرب في سوريا ويُعقِّد الحلول

عندما تدخّلت روسيا عسكرياً في سوريا ظنّ كثيرون أن هذا التدخّل سوف يُنهي الحرب فيها ويقيم حكماً ترتاح إليه سواء بوجود الرئيس بشار الأسد أو من دون وجوده. لكن تبيّن أن هذا التدخّل أدخل أطرافاً عديدين في الحرب السورية فزاد الحلول تعقيداً، وجعل مراحل الحرب في سوريا شبيهة بتلك التي مرّ بها لبنان، بحيث أنها لم تنتهِ إلّا بعد 15 عاماً وبعد التوصّل إلى اتفاق عُرف بـ"اتفاق الطائف" الذي أخضع لبنان لوصاية سورية تتولّى السهر على تنفيذه تنفيذاً دقيقاً كاملاً، ولم ينتظر المعنيّون آنذاك بوضع لبنان اتفاق القوى المتحاربة على وقف حروبها. الواقع أن ما جعل الحرب تطول في لبنان هو الخلاف الأميركي – السوفياتي ومحاولة اسرائيل تنفيذ مخطّط التقسيم. فالاتحاد السوفياتي يومذاك تصدّى لدخول القوات المتعددة الجنسية إلى لبنان ظنّاً منه أن هذا الدخول ليس لوقف الحرب فيه فقط إنّما للانطلاق منه لحل أزمة الشرق الأوسط بمعزل...