الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قصة اغرب من الخيال: الموت يتربص بوالد وتوأمه... هكذا قضى اسحاق وصديقه قبل تأمين المال لعلاج طفلته

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
قصة اغرب من الخيال: الموت يتربص بوالد وتوأمه... هكذا قضى اسحاق وصديقه قبل تأمين المال لعلاج طفلته
قصة اغرب من الخيال: الموت يتربص بوالد وتوأمه... هكذا قضى اسحاق وصديقه قبل تأمين المال لعلاج طفلته
A+ A-

انتظر تسع سنوات حتى رزقَه الله بتوأم، فرحتُه لم تسعه، على الرغم من ولادة زوجته في الشهر الخامس للحمل، وتحذير الأطباء من وضعهما الصحي الخطر، فعلَ كل ما في وسعه لانقاذ مولودتيه ريماس وفاطمة، لكن القدر شاء ان يتوفى واياهما، هو اسحق صيداوي الذي فارق الحياة يوم السبت الماضي مع صديقه جمال خجا عندما كان يسعى الى تأمين مبلغ من المال لعلاج فاطمة، وذلك بعد يوم من وفاة ريماس وقبل ساعات من موت مولودته الثانية، في قصة مأسوية لا يمكن وصفها حتى بالخيالية.


فرحة لم تكتمل

يوم الخميس الماضي وضعت زوجة اسحاق الذي يعمل صياداً في منطقة الميناء، طفلتيها في المستشفى الحكومي طرابلس، فرحة الوالد برؤية صغيرتيه بعد كل سنوات الانتظار لم تكتمل، وكما قال شقيقه محمد لـ"النهار": "وقف خلف الزجاج يتأملهما كيف تتحركان، عيناه كانت ترقصان فرحاً بهما، كان كل همّه ان تقاوما وتصمدا، لكن في اليوم التالي توفيت ريماس، حزن اسحاق كثيراً، حملها ودفنها بيديه، أراد فعل كل ما في وسعه لتأمين أفضل علاج لفاطمة، أبلغَه رفيقه جمال عن وجود مؤسسة خيرية تقدم مساعدات مالية، اتفقا ان يقصدانها سوية".




الفاجعة الكبرى

صباح السبت الماضي انطلق اسحاق(29 عاماً) وجمال(50 عاماً) الى المؤسسة الخيرية على دراجة نارية يقودها الاخير، وما ان وصلا الى طريق المهجر الصحي وقع حادث سير بينهما وبين شاحنة يقودها شاب من آل خلف، توفي جمال على الفور في حين نقل اسحاق الى المستشفى الاسلامي متأثراً بجراحه، لكنه ما لبس ان فارق الحياة، وقال محمد: " عند صلاة العصر من اليوم نفسه، دفنا شقيقي في مدافن الميناء القديمة، ما ان انتهينا حتى وصلنا خبر موته مولودته الثانية، وكأن القدر شاء الا يفرقه عن ابنتيه، توفي واياهما"، وأضاف: "هذه حال الفقراء في لبنان اما ان يتوفوا على أبواب المستشفيات او على الطرق وهم يسعون الى طلب المساعدات لتأمين العلاج، الحمد لله على ما بلينا به، شقيقي توفي صائماً في أيام مباركة"، ولفت: "سلم سائق الشاحنة نفسه وهو من ببنين الى القوى الأمنية، لم نرفع دعوى الى الآن، ما حصل قضاء وقدراً، لكن ننتظر قرار والدي فله كلمة الفصل".

حمل كالجبال

أراد جمال ان يساعد زميله وصديقه في تأمين تكلفة علاج ابنته، كونه يعلم معنى العوز والحاجة، فهو الآخر صياد سمك، معدوم الحال وكما لفت ابنه محمد (19 عاماً) الذي كان في عمله رغم ان اليوم عيد"، ما حصل فاجعة بكل ما للكلمة من معنى، خسارة والدي في آخر يوم من رمضان أمر لا يستوعبه عقل، منذ وصلني الخبر شعرت ان حملاً كالجبال سقط على كتفي، أنا متزوّج ولديّ ولدان اعمل صياداً، احياناً لا أؤمن قوت يومي، كيف الآن بعد ان أضيف عليهما مسؤولية أهلي، فأنا لديّ شقيق وشقيقه إضافة الى والدتي".

سيفتقد بحر الميناء اسحاق وجمال، بعد ان كانا يمضيان معظم أوقاتهما معه، أعطاهما من خيراته، وان لم يغدق عليهما الرزق، ربما سيندم انه تركهما يحتاجان البشر، عندما يتأكد انه لن يعودا اليه كما كل صباح، يبقيان واياه حتى المساء!



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم