الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

زعماء أوروبا اجتازوا صدمة "البريكست" إلى التخطيط لمستقبل الاتحاد

زعماء أوروبا اجتازوا صدمة "البريكست" إلى التخطيط لمستقبل الاتحاد
زعماء أوروبا اجتازوا صدمة "البريكست" إلى التخطيط لمستقبل الاتحاد
A+ A-

كشفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، لدى مشاركتها أمس في القمة الاوروبية ببروكسيل، جزءاً من خطتها المتعلقة بخروج بلادها من الاتحاد الاوروبي "بريكست"، وقت أكد شركاؤها الاوروبيون انهم استعادوا التفاؤل بمستقبل الاتحاد. 

وقالت ماي إنّ بريطانيا لن ترغم أيّاً من مواطني الاتحاد الأوروبي على مغادرة أراضيها بعد "البريكست"، لكنها رفضت في المقابل طلباً من بروكسيل أن تنظر محكمة العدل الأوروبية في المسائل المتعلقة بحقوقهم.

وخلال عشاء عمل مع الزعماء الأوروبيين الآخرين في اطار قمة بروكسيل، أعطت ماي "التزاماً واضحاً أنه لن يُطلب من أيّ مواطن أوروبي يعيش حالياً في بريطانيا بشكل قانوني مغادرة البلاد، وقت تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وقدّمت ما وصفته بأنه عرض "عادل وجدي" لحماية حقوق ما يُقدّر بثلاثة ملايين أوروبي يعيشون في بريطانيا ويكتنف الغموض مستقبلهم منذ التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي.

لكنّ الزعيمة المحافظة التي تكافح لاستعادة سلطتها بعد خسارتها الغالبية المطلقة في مجلس العموم في الانتخابات المبكرة في بريطانيا، وضعت نفسها، من خلال الخطط التي أعدّتها، في مسار تصادميّ مع بروكسيل.

فهي لم تحدد موعداً نهائياً لمن يحقّ له الإقامة الدائمة من الاوروبيين على الاراضي البريطانية، ورفضت طلباً أن تنظر محكمة العدل الأوروبية في مسائل حقوقهم والاشراف عليها.

وقالت المفوضية الأوروبية في تقرير عن الحقوق في الاتحاد الأوروبي مطلع هذا الشهر إنّ المحكمة يجب ان تحظى "بالصلاحية الكاملة".

غير أنّ ماي مصممة على أن لا تكون بريطانيا في متناول المحكمة الأوروبية، وقالت إنّ استعادة بريطانيا "السيطرة" على قوانينها هي من الأسباب التي دفعت البريطانيين إلى التصويت على الخروج من الاتحاد.

وأفاد المصدر الحكومي البريطاني أنّ "الالتزامات التي قطعناها على مواطني الاتحاد الأوروبي ستنصّ عليها القوانين البريطانية وسيتم العمل بها من خلال محاكمنا التي تحظى باحترام كبير".

ووصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اقتراحات رئيسة الوزراء البريطانية في شأن ضمان حقوق المواطنين الأوروبيين المقيمين في بريطانيا بعد "البريكست" بأنها "بداية جيدة". وقالت: "إنّها بداية جيدة. ولكن طبعاً يبقى هناك كثير من الأسئلة الأخرى".

غير أنّ جماعة ضغط تُمثّل المهاجرين الاوروبيين في المملكة المتحدة وتُدعى الملايين الثلاثة "ذي 3 ميليون" عبّرت في المقابل عن سخطها من الاقتراحات "المثيرة للشفقة" التي قدّمتها ماي، معتبرةً أنّ هذه الاقتراحات لا تُقدّم "أيّ ضمان" لحقوقهم مدى الحياة.

وشدد رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك على أن "القمة الاوروبية يجب ألا تكون منتدى لمفاوضات بريكست".


ثقة متجددة

وفضّل الشركاء الاوروبيون الـ27 التعبير عن أمل جديد لديهم بمستقبلهم المشترك، بعد سلسلة من الازمات التي شهدها الاتحاد. وفي هذا السياق قال توسك إنّ "اقتناعه بأنّ الأمور تتخذ اتجاهاً أفضل، لم تكُن يوماً بهذه القوة". إذ يبدو أنّ ما يريح الاتحاد يتمثل في النمو الاقتصادي في كلّ دوله الأعضاء، وتراجع البطالة، والاتفاق على مسألة ديون اليونان، وفي الهزائم الانتخابية التي مُني بها المشككون في جدوى الاتحاد.

وهذه الثقة المتجددة لدى بروكسيل مردّها أيضاً الى انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون الذي شارك في قمته الأوروبية الأولى.

وتحدث ماكرون الذي يتبنى برنامجا مؤيدا للاتحاد الاوروبي عن "مستقبل أوروبا"، قائلاً إنه يريد "حمل برنامج اوروبا التي تحمي" دولها. وأشار خصوصاً الى انه يُعدّ "خريطة طريق جديدة" مع ألمانيا "حول التغييرات الضرورية في الاتحاد الاوروبي ومنطقة الأورو" على أن تتضمن "خلاصات محددة".

والخطوة التي اعتبرت الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد أنها تُمثّل دليلاً على وحدتها، هو اتفاقها على مسألة خلافية تتمثل في آلية اختيار المدن التي ستكون، بعد "البريكست"، مقراً للسلطة المصرفية الاوروبية والوكالة الاوروبية للادوية.

وتسعى المدن المرشحة جاهدة كي تكون مقراً لهاتين الوكالتين التابعتين للاتحاد الأوروبي واللتين تضمان مئات من العاملين مع أسرهم، نظراً الى الفوائد الاقتصادية المرتبطة باستضافتهما.

وأوضح توسك ان القرار النهائي في هذا الموضوع سيتخذه خلال تصويت وزاري في 27 تشرين الثاني. وخلال القمة، دعا جميع الزعماء الاوروبيين أيضا اللاعبين المؤثرين في عالم الانترنت الى الوفاء بمسؤولياتهم في مكافحة الإرهاب، ملوّحين بتبني تشريع أوروبي لإجبارهم على ذلك.

ووقت تواجه أوروبا موجة من الاعتداءات الجهادية، قال توسك: "اننا ندعو شركات وسائل التواصل الاجتماعي الى القيام بكل ما هو ضروري لمنع نشر محتوى ارهابي على الانترنت".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم