الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الكنيسة في عصرنا المربك"... "محاكاة" حول الاضطهاد والهجرة والأقللة

هالة حمصي
هالة حمصي
"الكنيسة في عصرنا المربك"... "محاكاة" حول الاضطهاد والهجرة والأقللة
"الكنيسة في عصرنا المربك"... "محاكاة" حول الاضطهاد والهجرة والأقللة
A+ A-

 موضوع الساعة. "الكنيسة في عصرنا المربك: صوت نبوي وسط الشدائد"، عنوان مؤتمر نظّمه معهد دراسات الشرق الأوسط التابع لكلية اللاهوت المعمدانية العربية، بالشراكة مع الفيديرالية المعمدانية الاوروبية، في مقر الكلية في المنصورية. 5 ايام جمعت مشاركين من لبنان ومصر وسوريا والعراق والاردن والجزائر وقبرص والولايات المتحدة والنروج والسويد وبريطانيا والمانيا وكندا والبرازيل... نحو 200 في المجموع، مجموعة مختلطة ضمت قساوسة ومسؤولين وقياديين في الكنائس الانجيلية وطلاب لاهوت غاصوا في الموضوع، تحليلا وتأملا ومناقشة وفهمًا، انطلاقا من الكتاب المقدس.  


طاولات مستديرة كل يوم، 4 عناوين رئيسية. الاضطهاد والالم، الهجرة، اليأس وعدم الرجاء، من خلال خبرات ابناء الكنيسة الانجيلية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وايضا "الأقللة التي تجعل الكنيسة تصبح من الاقليات العددية، بحيث تفقد صوتها وقيمتها"، يقول مدير قسم العلاقات في الكلية وسام صليبي لـ"النهار".   


ماذا يقول لنا الكتاب المقدس عن الاوضاع الحالية للمسيحيين؟ ماذا عن الهجرة في الكتاب المقدس؟ ماذا يمكن ان نتعلم منها ومن الاضطهاد والأقللة في حياتنا اليوم؟ اسئلة واسئلة اخرى تعمّق فيها المؤتمرون، "آخذين في عملهم هذا الاسس السليمة، وفقا للكتاب المقدس"، على ما يوضح.  


السياق "خاص"، والمهمة ان "نكتشف معًا الطرق الفعّالة التي يمكن أن يستجيب من خلالها جسد المسيح لبعض هذه التحديات، ودرس التفاعلات الكتابية واللاهوتية المؤاتية في مواجهة الشدائد". مناقشة رجال السياسة، مثلا، في الوضع ومسبباته لم تكن ضمن الجلسات. والامر مقصود، "لاننا نعتبر، كمؤمنين وابناء الكنيسة الانجيلية وغيرها من الطوائف، اننا لا ننظر في شكل كاف الى هذه الامور انطلاقا من الكتاب المقدس، مما يستوجب هذا السياق الخاص للمؤتمر".   

سعي دؤوب طوال ايام قاد الى "تحديد إطار كتابي يساعد الكنيسة في تجنب وضع نفسها في موقع الضحيّة أو المنتصر الوهميّ او المنعزل"، على قوله. والسؤال الجوهري "كيف تنخرط في شدائد هذا العصر المربك على نحوٍ نبويّ يعزّز النمو والتطور، بدلًا من الإحباط والركود؟"

نظرة مستقبلية 

ماذا بعد؟ ماذا في النظرة المستقبلية؟ سؤال ختام يفتح على المستقبل. البحث في الاضطهاد اوصل المؤتمرين الى ان "المجتمع المسيحي يعاني جروحا من الماضي، وخاض اختبارات سيئة، ولديه شعور بالظلم. تجاه ذلك، من المهم ان نقبل هذا الواقع ونعترف به، لان انكار هذه المشاعر السلبية لا ينفع. وبالتالي من الضروري ان نصل الى وقت يحصل فيه شفاء من هذه المشاعر السلبية الناتجة من جروح الماضي"، يشرح عقاد.


فكرة الشفاء في الايمان المسيحي "مهمة جدا"، على ما يؤكد. ما يمكن ادراكه هو انه "اذا شُفي المجتمع المسيحي من جروح الماضي، فيستطيع ان يصل الى مرحلة يتعافى فيها ايجابيا، ويكون عضوا فاعلا في نسيج المجتمع".   

 
في موضوع الهجرة، لمس المؤتمرون "اهمية تشجيع الجماعة الايمانية على البقاء في ارضها، مع الادراك ان البقاء بذاته لا ينفع". ما يقصده عقاد بهذا الكلام هو "وجوب ان يكون البقاء مرتبطا برؤيا، بدعوة خاصة الى هذه المنطقة، اي ان يكون نبويا، مغيّرا للواقع الحالي على كل المستويات، لا سيما الاصلاح الاجتماعي والسياسي... يجب ان يكون للبقاء دور فاعل، وليس لمجرد البقاء او من دون هدف".   


كلام على اليأس وعدم الرجاء. ولا بد من "استعادة الايمان بالدور الاجتماعي للمسيحيين، وضرورة الحوار مع الآخرين وصنع السلام"، يوضح عقاد. للبعد الايماني دور مهم ايضا في الفكر المسيحي، "بمعنى ان الموت ليس نهاية، بل بداية من خلال قيامة السيد المسيح. وبالتالي اليأس ليس النهاية، ولسنا وحدنا فيه، بل يأتي الله ليرفعنا منه. قيامة السيد المسيح مصدر رجاء لمجتمعنا".  


الأقللة اخذت حيزا "مهما" من البحث، مع تمييز بينها وبين "الاقلية العددية التي هي واقع تاريخي او حالة تاريخية سائدة". خلال المناقشات، كان "صوت قوي رافض لكلمة الاقلية، كوصف للمجتمع المسيحي"، على ما يقول عقاد. "قبول فكرة الاقلية، غير الاقلية العددية كجوهر، يشكل أزمة هوية. وهذا جزء من الاقللة. الاقللة عملية اقصائية"، على ما يضيف. مواجهة الأقللة تعني "تحقيق تغيير في الفكر، اي اعادة التفكير في الموضوع... الاقللة مرفوضة، لكونها توصل الى اليأس والهجرة، وتجلب الما واضطهادا اكبر في المجتمع".      

[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم