أمير نادري لـ"النهار": لا كحول لا سجائر لا سياسة... أنا فقط سينما!

الإيراني الأميركي أمير نادري فنانٌ مجازف. السينما عنده رمية نرد. فيلمه الجديد، "جبل"، دليل على شغفه المتمثل في البحث عمّا يملأ رئتيه. بعد فيلم في اليابان ("قطع" - 2011)، عبّر فيه عن حبه للسينما، يعود بفيلم صوّره هذه المرة في ايطاليا، على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر. حبّ السينما يشغله منذ سنوات، وهذا كاف ليستحق الجائزة الفخرية ("جاغر - لو كولتر") التي نالها في مهرجان البندقية العام الماضي، وهي جائزة معروفة بإسم "المجد للسينمائي"، نالها قبله كلّ من الياباني تاكيشي كيتانو (من بلده السينمائي المفضّل) وبراين دو بالما. "جبل" واحد من أكثر الأعمال غرابةً، متوالد أصلاً من مشروع غريب. حكاية عائلة، زوج وزوجة وابن، تعيش في أحد الجبال الملعونة تاريخياً. الكلّ يعرف عن هذه اللعنة ويتناقلها جيلاً بعد جيل، لكن تربط الكلّ بالأرض، الذاكرة والتاريخ وقبور الأجداد الذين دُفنوا هناك. فالجبل الذي نتحدث عنه هو عبارة عن منطقة صخرية قاسية جداً، أرض مقفرة لا ينبت فيها أي شيء. طبيعة جافة تنعكس على وجوه الشخصيات وفي طباعهم. يحاول الزوج، أغوستينو (اندريا سارتوريتّي)، بشتى الطرق، أن يجد مصدراً للعيش. يحاول بيع بعض الأعمال اليدوية في القرية المجاورة. الا ان أهلها يعرفونه من سكان الجبل الملعون فيرفضون وجوده بينهم. محاولة ثم أخرى، فيجنّ جنونه، ليبدأ من بعدها مغامرة غير متوقعة: يريد تحطيم الجبل وتفتيت كلّ حبة تراب منه. في الآتي، يروي نادري لـ"النهار"، التفاصيل المرتبطة بانجاز "جبل"، قبل عرضه في مهرجان كارلوفي فاري الثاني والخمسين (30 الجاري - 8 تموز)، متحدثاً كذلك عن أمور تشغله، كالهوية والطموح والهوس بالسينما."الجبل قادني""عندما تشاهد أفلامي السابقة، تكتشف انها رحلة طويلة تفضي إلى "جبل". لم يحصل هذا كله فجأة. في سينماي، لديَّ تيمة واحدة فقط لا غير: كيف تستطيع الصمود في وجه الظروف المستحيلة؟ المكان الذي صوّرنا فيه "جبل" هائل. هذا ليس فيلم مدينة. الجبل قادني. لا تستطيع أن تقول وأنت في الجبال: "أريد هذا أو ذاك". كل دقيقة تملي عليك منطقها الخاص، أجواءها ومناخها وأصواتها. لا أحد يستطيع السيطرة على...