الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رياضة "الهايكينغ" في رمضان... تمضية وقت بانتظار الإفطار

علي عواضة
علي عواضة
رياضة "الهايكينغ" في رمضان... تمضية وقت بانتظار الإفطار
رياضة "الهايكينغ" في رمضان... تمضية وقت بانتظار الإفطار
A+ A-

تعتبر رياضة "الهايكينغ" من الرياضات المستحدثة في المجتمع اللبناني، حيث تحولت في الفترة الأخيرة مقصداً لمحبي الطبيعة لما يتمتع به لبنان من طبيعة خلابة تجذب محبي المغامرة والعودة الى الحياة الجبلية البسيطة بعيداً من الضغوط اليومية وعالم التكنولوجيا. 

المشي في الطبيعة لساعات طويلة في شهر الصيام قد يعتبره البعض من الأمور المستحيلة أو ضرباً من الجنون لما يتطلبه من جهد كبير. إلا ان الواقع مختلف تماماً، فالجمعيات التي تنظم تلك الرحلات تختار مناطق عدة سهلة وغير وعرة، بينما تفضل بدء الرحلة بعد الظهر لتنهي مسارها عند أذان المغرب، فيجتمع المشاركون حول مأدبة الطعام، او يختار المنظمون انهاء الرحلة قبل الأذان بساعة تقريباً وتناول وجبة خفيفة على الطريق والحصول على الوجبة الأساسية في المنزل مع العائلة.

إحدى تلك الرحلات نظمتها Footprints Nature Club من قناة باكيش نزولاً الى ساحة الأديب ميخائيل نعيمة وانتهاءً ببلدة بسكنتا في المتن لمسافة 6 كلم تقريباً. استغرقت الرحلة ما يقارب الثلاث ساعات، استمتع خلالها المشاركون بالمناظر الطبيعية الخلابة والهدوء في الغابات والوديان. عشرات المشاركين من جنسيات واعمار مختلفة، جمعهم حب المغامرة والاستكشاف. أوديت شابة أميركية تدرس في لبنان، استهوتها فكرة المشي خلال الصوم فقررت المشاركة بالرحلة والتعرف إلى مناطق جبلية بعيداً من زحمة العاصمة، حيث اعتبرت في حديثها لـ "النهار" بأنها تمارس رياضة "الهايكينغ" منذ سنوات طويلة في العديد من البلدان حول العالم إلا ان المشاركة مع اشخاص لا يتناولون الطعام ولا الماء، امر مختلف تماماً، رغم ان المسافة تعتبر قصيرة والرحلة سهلة الا ان الاستمرار بالرحلة والمشي في المنحدرات مع اشخاص محترفين لا هواة فقط، "أمر يجب التوقف عنده".

بينما سيدة أخرى من اوزبكستان، وتعمل في احدى المنظمات الدولية في لبنان، قررت المشاركة في رحلة سهلة، فهي من المشاركات الجدد في هذه الرياضة ولا تفضل المشي لمسافات طويلة.

الخوف من المسافات الطويلة في شهر رمضان والطقس الحار نهاية الاسبوع دفع بأشخاص كثر إلى الانسحاب وعدم المشاركة، الا ان ما كان لافتًا مشاركة العديد من الأطفال في الرحلة بنشاط كبير يصل لمرحلة الجنون، الا ان الحماس بدأ بالانخفاض بعد سلوك المنحدرات الصعبة لينتهي طلب احد الاطفال بكل براءة من والده بأن يطلب له "تاكسي" لنقله الى الحافلة او أقله حمله على ظهره لتجاوز بعض الطرق الصعبة بالنسبة إليه وكان له ما أراد.

المشي في الطبيعة في رمضان أمر مستغرب بالنسبة إلى أحمد حيث فوجئ عندما شاهد في فيسبوك اعلاناً عن الرحلة، فعمله في المصرف خلف المكتب دفعه للاستفسار والمشاركة حيث اكد بأن المشي يساعده في الشعور بالراحة والسعادة، كما يساعده في التخلص من الضغوط اليومية والتوتر والقلق. فالمصرف بحسب احمد يتطلب البقاء بالبذلة طوال اليوم وحياة خاصة تختلف عن باقي الاعمال، حيث "اجد نفسي في رياضة المشي بالغابة على طبيعتي ودون اي قيود تذكر" مؤكداً ان تلك الرياضة تساعده على الإبتعاد عن المشاكل والانشغال بصوت العصافير والمناظر الخلابة، وهي من احسن الطرق النفسية لتخلص العقل من التوتر والتفكير الدائم. الراحة النفسية التي وجدها أحمد، لم تكن ما دفع فاطمة للمشاركة حيث اكدت بأن هدفها هو إنقاص وزنها والمحافظة على رشاقتها قدر الامكان. فهي من الاشخاص الخمولين بحسب تعبيرها ولا تقوم بالرياضة الا اذا اجبرت على ذلك.

الرحلة التي ضمت العشرات معظمهم لا يعرف بعضهم البعض، دفعت بكثيرين منهم إلى التعارف ومشاركة الاحاديث بعيداً من السياسة. فالمنظمون يشترطون على الجميع عدم التحدث بالدين او السياسة، فتتحول معها "الصبحيات اللبنانية" الى احاديث رياضية او استكشافية يتخللها بعض السياسة.

ورغم ان "الهايكينغ" ما زالت تعتبر غريبة نوعاً ما على مجتمعنا الا ان المنظمين لمعظم تلك الرحلات يختارون المناطق الافضل والاجمل في لبنان. كذلك فإن تلك الرياضة لا تكلف المشارك سوى ثمن الرحلة وتضمن له مساعدات طبية ومنظمين على درجة عالية من الاحتراف تبعث بالاطمئنان لأي مغامر جديد.










حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم