الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فرنسا: أحزاب شابة ووافدون جدد إلى الحياة السياسية وعدد قياسي من النساء في الجمعية الوطنية

فرنسا: أحزاب شابة ووافدون جدد إلى الحياة السياسية  وعدد قياسي من النساء في الجمعية الوطنية
فرنسا: أحزاب شابة ووافدون جدد إلى الحياة السياسية وعدد قياسي من النساء في الجمعية الوطنية
A+ A-

بات في امكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن يبدأ بورشة الاصلاحات التي يأمل في ادخالها في فرنسا وأوروبا أيضاً بعدما ضمن غالبية صريحة في الجمعية الوطنية نتيجة الدورة الثانية من الانتخابات النيابية التي أجريت الاحد. 

وكسب ماكرون رهانه على التغيير مع نهاية عهد الثنائية بين اليسار واليمين وبروز الكتلة الوسطية وانتخاب عدد قياسي من النساء ومن النواب الجدد (424 من أصل 577). أما أولوياته على الصعيد الداخلي فهي فرض قواعد اخلاقية في الحياة السياسية واصلاح قانون العمل وتعزيز ترسانة مكافحة الارهاب.

ومن المفترض ان يقدم رئيس الوزراء ادوار فيليب سريعاً استقالة حكومته، وهي اجراء معتاد بعد الانتخابات النيابية التي شكلت تكريساً للصعود الخاطف للرئيس الشاب. وصرح الناطق باسم الحكومة كريستوف كاستانير بان رئيس الوزراء الذي ينتمي الى الجناح المعتدل من حزب "الجمهوريون" اليميني سيستعيد منصبه بعد "تعديل تقني" محدود للحكومة.

وأكتسح حزب الرئيس "الجمهورية إلى الأمام" وحليفه "الحركة الديموقراطية" المنافسين مع 350 مقعداً من أصل 577، بينها 308 مقاعد لحزب الرئيس وحده.

أما الحزب الاشتراكي، فلم يعد له سوى 29 مقعداً في مقابل 284 في الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها. وتمكن "الجمهوريون" من الاحتفاظ بـ113 مقعداً (131 مع حلفائهم الوسطيين). وعلى رغم خيبة أمله الا ان حزب اليمين المتطرف الجبهة الوطنية كسب ثمانية مقاعد (في مقابل 2 في البرلمان السابق) أحدها لزعيمته مارين لوبن التي انتخبت للمرة الأولى.

وتقول الصحف إن هذه الغالبية ليس معناها ان الناخبين منحوا الرئيس تفويضاً على بياض لاجراء اصلاحاته، فالنسبة القياسية للاقتناع عن التصويت (57 في المئة في الدورة الثانية و51,3 في المئة في الدورة الاولى) تشكل رفضاً الى حد ما لمنح السلطة التنفيذية سلطة مطلقة. وعلق كاستانير: "لقد حصل على غالبية واضحة، لكن الفرنسيين في الوقت عينه رفضوا توقيع شيك على بياض".

وقال زعيم اليسار المتطرف جان - لوك ميلانشون الذي فاز في مرسيليا والذي حصل حزبه "فرنسا المتمردة" الذي تأسس قبل سنة على 17 مقعداً ان "الشعب دخل في اضراب مدني عام". فقد أدت الانتخابات النيابية الى تكريس الاحزاب الشابة والوافدين الجدد الى الحياة السياسية: 91 في المئة من النواب الجدد لحزب "الجمهورية الى الامام" و100 في المئة من نواب "فرنسا المتمردة" لم يسبق انتخابهم قط في مجلس النواب.

ونجح 140 نائباً فقط من أصل 345 في ضمان اعادة انتخابهم. وشدد فيليب على انه "قبل سنة فقط، لم يكن أحد ليتخيل مثل هذا التجديد السياسي".

وحللت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية ان "الامتناع القياسي وحده يلقي بظلاله على فوز لم يكن أي معلق يتوقعه في مطلع الحملة". اما صحيفة "الفيغارو" القريبة من أوساط اليمين فقالت إن "ثورة +الى الامام+ اجتاحت فرنسا كالتسونامي بشكل سريع".

وعليه، بات الرئيس يتمتع بهامش تحرك كبير لاطلاق اصلاحات دقيقة تعهدها خلال حملته الانتخابية. وبات موقع ماكرون معززاً على المستوى الاوروبي وذلك عشية اجتماع للمجلس الاوروبي وانطلاق محادثات "بريكست".

ومن المقرر ان يشارك ماكرون في اجتماع المجلس يومي 22 حزيران و23 منه للبحث في مسائل أساسية مثل الهجرة والامن والدفاع. وكان التقى في الايام الاخيرة زعماء أوروبيين عدة للبحث في اعطاء دفع للاتحاد الذي يفقد شعبيته نتيجة صعود الاحزاب القومية واليمينية.

وسارعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ستخوض قريباً استحقاقاً انتخابياً، الى تهنئة ماكرون بـ"الغالبية النيابية الواضحة"، على حدّ قول الناطق باسمها. واعتبروزير الخارجية الالماني سيغمار غبريال ان الطريق باتت "سالكة أمام الاصلاحات".


نسبة قياسية من النساء

وبدأ النواب الجدد يتوافدون منذ صباح أمس الى مقر الجمعية الوطنية بينهم 223 امرأة في ما يشكل عدداً قياسياً. وهو ما يتجاوز الرقم القياسي السابق الذي بلغ 155 نائبة في الانتخابات السابقة.

وأظهرت بيانات الاتحاد البرلماني الدولي التي بدأ جمعها مطلع حزيران أن هذا يرفع فرنسا من المرتبة الرابعة والستين إلى المرتبة السابعة عشرة في الترتيب العالمي للتمثيل البرلماني للنساء والسادسة في أوروبا متجاوزة بذلك بريطانيا وألمانيا. ولحزب "الجمهورية إلى الأمام" أعلى نسبة من النساء المنتخبات بلغت 47 في المئة.

وقالت القائمة بأعمال رئيس الحزب كاترين باربارو: "للمرة الاولى في الجمهورية الخامسة سيشهد البرلمان تجديداً عميقاً وسيصير أكثر تنوعاً وشباباً. لكن الأهم من ذلك كله، اسمحوا لي بالإعراب عن سعادتي لأن هذا حدث تاريخي لتمثيل النساء في البرلمان".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم