السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

القوات العراقية تتقدم في الموصل القديمة... "المعركة وجها لوجه"

المصدر: (أ ف ب)
القوات العراقية تتقدم في الموصل القديمة... "المعركة وجها لوجه"
القوات العراقية تتقدم في الموصل القديمة... "المعركة وجها لوجه"
A+ A-

تقدمت #القوات_العراقية داخل المدينة القديمة في #غرب_الموصل، في إطار هجومها على آخر حصن لتنظيم "#الدولة_الإسلامية" في المدينة، محذرة المدنيين من البقاء في أماكن مفتوحة، وداعية الجهاديين إلى الاستسلام.


وبدأت القوات العراقية الأحد اقتحام المدينة القديمة في الشطر الغربي من الموصل في شمال العراق، سعيا الى طرد آخر جهاديي التنظيم، بعد 8 أشهر من انطلاق العمليات العسكرية. ويؤكد قادة عسكريون أن الجهاديين يظهرون مقاومة شرسة، بينما يتزايد القلق حيال مصير أكثر من 100 ألف مدني ما زالوا محاصرين داخل المدينة القديمة.  


وقال القائد في قوات مكافحة الإرهاب اللواء الركن معن السعدي: "بدأنا عند الساعة 6,00 صباحا بالتقدم إلى عمق البلدة القديمة، وسيطرنا على مناطق جديدة في حي الفاروق". وأشار إلى أن "داعش يبدي مقاومة شرسة"، قائلا: "لقد أقفلوا كل المداخل، وزرعوا العبوات الناسفة، وفخخوا منازل قد تكون قواتنا قريبة منها". وأكد أن "تحقيق الاختراق كان صعبا للغاية. المعركة اليوم وجها لوجه".  

(أ ف ب) 


وتمثل عملية اقتحام المدينة القديمة في غرب الموصل، حيث الأزقة الضيقة والمباني المتلاصقة، تتويجا لحملة عسكرية بدأتها القوات العراقية قبل أشهر لاستعادة كامل مدينة الموصل، آخر أكبر معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد.  


خسارة الموصل تشكل النهاية الفعلية للجزء العراقي من "الخلافة" العابرة للحدود التي أعلنها التنظيم صيف 2014، بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسوريا المجاورة. "القتال عنيف"، قال النقيب في قوات مكافحة الإرهاب أحمد جاسم، خلال اختبائه من الرصاص والتفجيرات المتواصلة قرب موقع يتخذه القناصة على تخوم المدينة القديمة.  


واضاف: "لا يمكننا إدخال آلياتنا إلى هذه الشوارع الضيقة. وهذا يعني أيضا أنهم لا يستطيعون (اي الجهاديين) استخدام عدد كبير من السيارات المفخخة. لكنهم يستخدمون الدراجات النارية المفخخة، ويفخخون سيارات اللعبة التي يتم التحكم بها عن بعد".   


على الضفة المقابلة من نهر دجلة، تمركزت آليات "هامفي" قرب المسجد الكبير في شرق الموصل، والمواجه للمدينة القديمة، وبدأت تبث عبر مكبرات الصوت رسائل إلى المدنيين والجهاديين. واعلنت القوات العراقية للمدنيين المحاصرين داخل المدينة: "نحن آتون إلى المدينة القديمة، القوات الأمنية على وشك إنهاء معاناتكم. شرق الموصل وغربها سيتحدان مجددا قريبا". بالنسبة الى الجهاديين، فقد خيرتهم بين قرارين: "الاستسلام أو الموت".   

(أ ف ب) 


في وقت متأخر من مساء الأحد، ألقت القوات العراقية نحو 500 ألف منشور في سماء الموصل، لتعلم المواطنين بأنها "تحيط بالموصل القديمة من كل مكان، وقد شرعت بالهجوم من جميع الاتجاهات".  


ودعا المنشور المواطنين إلى "الابتعاد عن الظهور في الأماكن المفتوحة و(...) استغلال أي فرصة تسنح أثناء القتال ستوفرها القوات والتوجه إليها، تفاديا لاستغلالكم كدروع بشرية".  


وأعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن أكثر من 100 ألف مدني عراقي محتجزون لدى مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية"، كدروع بشرية في الموصل القديمة.  


وعلى بعد مئات الأمتار فقط من القتال العنيف، تجمع عدد من المدنيين كانوا يختبئون من حرارة الشمس أكثر من قذائف الهاون التي تتساقط في الحي. وقال نبيل حامد خطاب (56 عاما)، والذي لم يرف له جفن عند سقوط قذيفة هاون: "لقد نزحنا إلى مخيم في حمام العليل عندما تحرر الحي. لكن المنازل تعرضت للنهب. لذلك عدنا لحماية ممتلكاتنا". وتوقع عسكريون أن يكون القتال صعبا للغاية، وأن تستمر المعارك أسابيع.  


القوات الأمنية تحاصر تنظيم "الدولة الإسلامية" من 3 جهات، ومن نهر دجلة من الجهة الرابعة. لذا فلا إمكان للفرار. وكانت بدأت في تشرين الأول الماضي أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ اعوام، لاستعادة السيطرة على الموصل. فاستعادت الجزء الشرقي من المدينة في كانون الثاني، وأطلقت عملية الجزء الغربي في شباط. 

(أ ف ب) 


وحذرت "لجنة الإنقاذ الدولية" في بيان الأحد من مخاطر كبيرة تواجه المدنيين الذين يعانون أصلا الصدمة. وقالت ممثلة اللجنة في العراق نورا لوف: "ستكون مرحلة مرعبة لنحو 100 ألف شخص ما زالوا عالقين في المدينة القديمة في الموصل، وهم معرضون حاليا لخطر المحاصرة في قتال الشوارع العنيف المرتقب".   


وأضافت: "على كل من قوات التحالف الدولي والقوات العراقية بذل كل الجهد للحفاظ على أمن المدنيين خلال هذه المراحل النهائية من معركة الموصل".   


من جهتها، أعربت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" عن قلقها حيال مصير نحو 50 ألف طفل، أي ما يعادل نصف عدد المدنيين المحاصرين. 

وقالت آنا لوكسين من المنظمة إن هؤلاء الأطفال "يعانون نفاد الغذاء والماء، ويواجهون العنف أينما توجهوا". واضافت: "من المرجح أن يكون تأثير المدفعية والأسلحة المتفجرة أكثر فتكا وعشوائية، مما يجعل الأطفال الضعفاء أكثر عرضة للخطر".


منذ بدء العمليات العسكرية قبل 8 أشهر، نزح نحو 862 ألف شخص من الموصل، عاد منهم نحو 195 ألفا، معظمهم إلى مناطق شرق الموصل. واستعادة الموصل ستشكل تحولاً كبيراً في مسيرة هذه القوات التي استسلمت سريعاً في 10 حزيران 2014، رغم تفوقها عددياً على الجهاديين.  


ومذاك، استعادت مناطق عدة كانت بيد الجهاديين، بينها 3 مدن، وتمكنت من السيطرة على معظم مدينة الموصل. 


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم