السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"برامج مسمومة" في رمضان... الاب سويد لـ"النهار": الفضيلة نُحِرت، عيب!

هالة حمصي
هالة حمصي
"برامج مسمومة" في رمضان... الاب سويد لـ"النهار": الفضيلة نُحِرت، عيب!
"برامج مسمومة" في رمضان... الاب سويد لـ"النهار": الفضيلة نُحِرت، عيب!
A+ A-

"الوجع كبير"، يقول سويد لـ"النهار". التفلت العام، الانهيار في العائلة والمجتمع والوطن يعزو اسبابه الى "مصادر نتغاضى عنها"، الى "مصنع للشر". في اول اللائحة، "برامج وافلام عنف واجرام وخلاعة ودعارة وخيانة وسماجة وكوميديا مبتذلة وإرهاب وفجور نستوردها من الخارج، وننشرها على محطاتنا ووسائل التواصل الاجتماعي".  


برامج على مدار السنة تدعمها خلال شهر، يوميا وعلى مدار الساعة، برامج في رمضان بسِيناريوات درامِية، "بَدَل مَ تِحبُك الفَضِيلِة وِالخَير، وِتوَاسِي القلُوب التِّلفَانِة، بتحبك المَأسَاة بنِسبِة 90%، وبتفتح درب الجلجلة من جديد، بِ ساحات الوطن"، يقول. "يكفِينَا القَهر الذي يتسببه لنا حكَّامنا، فأضافوا اليه نِفاية هذه البرامج، ونجحوا في تحويل شَاشَاتنا منشُورات نَعي مكتُوبة بحبر الدَّم". 


"نُحِرت الفضيلة في الشهر الفضيل" 

"الخطيئة جماعية"، ينادي عاليا. الى التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، يستند في قوله هذا. "الخطيئة تبدأ بفعل شخصي، ثم تصير جماعية". ومما تشمله، التغاضي مرات، او السماح بالامور مرات اخرى، او الثناء عليها، او منع حدوثها، او حماية من يقفون وراءها... "بعد عرض هذه البرامج، على مدار الساعة، واعادة بثها في اوقات يكون الاولاد لا يزالون يشاهدون فيها التلفزيون، يتشارك الناس في الحديث عنها ومناقشتها والبحث في تطوراتها. الخطيئة تصير جماعية".


يؤسفه للغاية ما يلاحظه من "تنافس بين هذه البرامج المخصصة لشهر رمضان للحصول على نسبة عالية من المشاهدين. باتت كلها تقريبا تتناول الافكار نفسها". افكار عنف، قتل، خلاعة، نميمة، سجاذة، خبث، خداع، خيانة... "انها سموم تبث للاسف عبر ممثلين محببين الى قلوبنا. هل يجوز، على سبيل المثال، ان تؤدي احدى اهم الممثلات اللبنانيات دور الداعرة في ماخور؟ هل يجوز ان يسوّق احد البرامج للارهاب المقيت؟ هذا التفلت ليس مقبولا"، على ما يؤكد.  


ويتدارك: "لم تعد هذه الاطباق لبث الفضيلة والخير في رمضان، بل اصبحت اطباقا وقحة، مسمومة. في الشهر الفضيل، نُحِرت الفضيلة، لا بل كل الفضائل، اي أدخلتنا "ضروبة" شيطانية. عيب. عيب".   

لا يوافق سويد الرأي القائل بان هذه البرامج تعكس واقع والمجمتع والحياة. "يَا ضِيعَان الوَقت لِّي انهَدَر عَ الكِتَابِة وِالإِخرَاج وِالتِّصوِير، ويَا ضِيعَان المَال لِّي تبَعزَق عَ إِنتَاج سَمفُونِيَّات المَوت". في رأيه، بعض هذه البرامج "تخدّر مجموعة كبيرة من الناس، وتعطيهم ايحاءات جاهزة للتطبيق على مختلف المستويات"... و"ابناؤنا ليسوا محميين من هذه الايحاءات، للاسف".


"نعم، يجب ان تصرخ" 

الدعوة صريحة. على وزارة الاعلام ان "تعمل على وضع قيم ومبادىء اعلامية تمنع نشر مثل هذه البرامج الهابطة". خط احمر يجب عدم تجاوزه، وهو "نشر الغلط على الشاشة وتسويقه... اقول لكاتبي هذه البرامج اقلامكم "مروسة كثير"، ولا يمكن القبول ان تصل برامجكم بهذه الطريقة الى الناس".


جهة اخرى يتوجه اليها سويد. "على المجتمع المدني ان يتحرك. صحيح انه يتحرك من اجل قضايا انسانية ووطنية مهمة، لكن عليه ايضا ان يتحرك من اجل هذه القضية التي نعانيها جميعا، في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا...".  


ويرفع النداء عاليا: "نعم، المجتمع المدني مسؤول عن رفع الصوت. نعم، الكنيسة التي هي ام، يجب ان تصرخ. وعلى المؤسسات والمسؤولين التربويين ايضا توجيه الطلاب ووضعهم امام نتائج هذه الامور ومكامن الخطأ. ودورنا كمواطنين ان نعرف كيف نوعّي اولادنا ونحميهم".  


ويعلن وضع هذه القضية "امانة بين ايدي علماء النفس، وايضا الاطباء النفسيين اللبنانيين ونقابتهم، لرفع الصوت في وجه اخطار هذه القضية. ولننظم طاولة مستديرة تشمل مختلف الفئات والاختصاصيين لمناقشة الامور صراحة".    

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم