السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الرقة: معارك عنيفة عند ابواب المدينة القديمة... "داعش" يدافع عن مواقعه بشراسة

المصدر: أ ف ب
الرقة: معارك عنيفة عند ابواب المدينة القديمة... "داعش" يدافع عن مواقعه بشراسة
الرقة: معارك عنيفة عند ابواب المدينة القديمة... "داعش" يدافع عن مواقعه بشراسة
A+ A-

يدافع تنظيم "#الدولة_الاسلامية" بشراسة عن مواقعه في احد الاحياء المحاذية للمدينة القديمة في #الرقة، امام تقدم #قوات_سوريا_الديموقراطية الهادف الى طرده من معقلهه الابرز في البلاد.


منذ اسبوع، تخوض قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل عربية-وكردية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك داخل الرقة، تزامنا مع اعلانها "المعركة الكبرى لتحرير" المدينة. وقالت المتحدثة باسم حملة "#غضب_الفرات" لاستعادة الرقة جيهان الشيخ احمد: "تدور اشتباكات عنيفة مع "داعش" الذي يلجأ في شكل كبير الى الالغام والقناصة، ويرسل بين الحين والآخر السيارات المفخخة".  


منذ دخولها الى المدينة في 6 حزيران الجاري، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من السيطرة في شكل كامل على حي المشلب في الجهة الشرقية، وحي الرومانية في الجهة الغربية. وتسعى اليوم الى بسط سيطرتها الكاملة ايضا على حي الصناعة المحاذي للمدينة القديمة، حيث يتحصن تنظيم "الدولة الاسلامية" في شكل كبير.  


ورغم غارات التحالف الدولي على مواقعهم، يتصدى الجهاديون بشراسة لتقدم قوات سوريا الديموقراطية. وقال #مدير_المرصد_السوري_لحقوق_الانسان #رامي_عبد_الرحمن ان "حي الصناعة لا يزال غير آمن بالكامل، بسبب الهجمات المتكررة من عناصر التنظيم".   


وتشكل السيطرة على حي الصناعة، وفقا للمرصد، بداية المعركة الحقيقة في الرقة، اذ ان قوات سوريا الديموقراطية ستدخل منه الى وسط المدينة، انطلاقا من المدينة القديمة. وتوقع عبد الرحمن ان "يشهد وسط المدينة المعركة الرئيسية للرقة"، مشيرا الى الانفاق الكثيرة التي حفرها الجهاديون في هذا الجزء من المدينة، حيث يتحصن عدد كبير منهم.  


"الرقة تذبح بصمت" 

وافادت حملة "الرقة تذبح بصمت" التي تنشط سرا داخل المدينة وتوثق انتهاكات التنظيم، على حسابها على "تويتر"، ان "تنظيم داعش يُخلي الأحياء داخل منطقة سور الرقة" الاثري الذي يحيط بالمدينة القديمة، ويفصل بينها وبين حي الصناعة. واوضح ابو محمد من الحملة ان "الدواعش طلبوا من السكان المغادرة، ثم اختفوا".


وتعد احياء وسط المدينة الاكثر كثافة سكانية، مما يعقد العمليات العسكرية، لا سيما أن تنظيم "الدولة الاسلامية" يعمد الى استخدام المدنيين كـ"دروع بشرية"، وفقا لشهادات اشخاص فروا من مناطق سيطرته. 


واوضح ابو محمد ان "غالبية سكان الاحياء الواقعة عند اطراف المدينة فروا منها، بعضهم غادر الرقة تماما، وبعضهم الآخر نزح الى احياء وسط المدينة، حيث يقيمون في مدارس خالية او منازل اقرباء لهم". وقال: "يجدر مراعاة الكثافة السكانية وسط المدينة، حفاظا على ارواح المدنيين".  

(أ ف ب) 

430 الف شخص يحتاجون الى مساعدة

وكان يعيش في الرقة التي استولى عليها الجهاديون العام 2014، نحو 300 الف مدني، بينهم 80 الف نازح من مناطق سورية اخرى. الا ان الآلاف فروا خلال الاشهر الاخيرة. ويعاني اهل الرقة حاليا اوضاعا معيشية صعبة، نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه واغلاق المحال التجارية، بخاصة الافران.


وقدرت مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد من يحتاجون الى مساعدات في محافظة الرقة بـ"اكثر من 430 الف شخص"، علما ان قوات سوريا الديموقراطية سيطرت على اماكن واسعة من المحافظة، قبل ان تدخل الرقة الاسبوع الماضي.  


وفي ظل المعارك المستمرة داخل الرقة وفي محيطها، دعت المفوضية "الى امكان اكبر ودائم للوصول الى عشرات آلاف المدنيين ممن هم في حاجة الى مساعدات انسانية ضرورية".  


ويتم حاليا ارسال المساعدات جوا من دمشق الى القامشلي شمال شرق البلاد، في عملية "معقدة ومكلفة"، وفقا للمفوضية التي اشارت الى انه حتى اليوم "ليس هناك اي طرقات صالحة لمرور الامدادات".  


ومع تقدم قوات سوريا الديموقراطية اكثر في حملة الرقة، سجل ارتفاع في حصيلة الضحايا المدنيين من جراء غارات التحالف الدولي. 

ووثق المرصد السوري، في حصيلة جديدة، مقتل 88 مدنيا، بينهم 18 طفلا، في الرقة نتيجة المعارك والغارات الجوية، منذ بدء الهجوم عليها الاسبوع الماضي.


ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية الى "جعل حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان من الأولويات، أثناء استرداد الرقة من تنظيم الدولة الإسلامية".  


وقالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة: "ليست معركة الرقة من أجل هزيمة داعش فحسب، انما أيضا لحماية المدنيين الذين عانوا حكم داعش ثلاث سنوات ونصف ومساعدتهم".   

منذ سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية" على الرقة، يعيش سكانها في خوف دائم من احكام الجهاديين المتشددة. وتغذي شعور هؤلاء بالرعب اعدامات وحشية وعقوبات من قطع الاطراف والجلد وغيرها من الاحكام التي يطبقها الجهاديون على كل من يخالف احكامهم او يعارضها.


وطالما شكلت الرقة محط اهتمام اطراف اخرى، واعتبرتها دمشق "اولوية" للجيش السوري. الا ان الاخير لم يتدخل كثيرا في هذه الجبهة، الى ان دخل محافظة الرقة من الجهة الغربية الثلاثاء الماضي. 


وحققت قوات النظام منذ ذلك الحين تقدما في ريف الرقة الغربي، ووصلت الى منطقة تماس مع قوات سوريا الديموقراطية، على بعد عشرات الكيلومترات من مدينة الرقة. كذلك، سيطرت اليوم على 9 مزارع وقرى غرب الرقة، ليرتفع الى 36 عدد القرى التي تم طرد الجهاديين منها خلال اسبوع.


ويهدف الجيش السوري من خلال هذه العملية الى ضمان امن ريف حلب الشرقي، والتقدم اكثر ضد الجهاديين في مناطق سيطرتهم في محافظات حماة وحمص (وسط) ودير الزور (شرق). وجميعها محاذية للرقة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم