درصاف حمداني وموسيقيوها في الليلة الثالثة من "مهرجان ربيع بيروت" الميوزيك هول مناخها الحميم يبوح بأجمل أغاني الحب لفيروز وبربرا

أربعة عازفين نحتوا بأحاسيس آلاتهم قصائد حب في مسام صوت الفنانة التونسية درصاف حمداني، حتى إذا انفرد كل منهم في تقاسيم تنير مقامهم الموسيقي العالي، بدا كأنه يشيّد جسر عبور لأسفارها بين بربرا وفيروز، بين باريس ولبنان، لذهاباتها وإياباتها بينهما، محورها في هذه الليلة الثالثة من "مهرجان ربيع بيروت".  هذه اللحمة بين شرقي وغربي، بين كمان وعود وأكورديون وغيتار، جاءت لافتة بمعاييرها المفصّلة على تنويسات صوتها ومزاجه الرحب في التنويع والتطريب. النجومية لم تطمح إليها درصاف حمداني، الفنانة التونسية بهويّتها، العالمية بثقافتها الموسيقية، لها وحدها، ما دام كل عازف في هذا الرباعي يشكّل رافداً من روافد نهرها الجارف، وهي على بيّنة من تلك الفرادة التي يتميّز بها كل عازف في استثارة المشاعر وإطلاق سحر أدائه ما يشبه الغناء، غناء درصاف، أجل ما يشبه الغناء.درصاف حمداني فنّانة أصيلة بامتياز، فكم ملموسة المقاييس الصعبة التي فرضتها على نفسها...