الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور: رياضة ركوب الأمواج... هذه الصديقة "المَشعوطة شوي!" و"عايشة ع حلّ شعرها"!

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
بالصور: رياضة ركوب الأمواج... هذه الصديقة "المَشعوطة شوي!" و"عايشة ع حلّ شعرها"!
بالصور: رياضة ركوب الأمواج... هذه الصديقة "المَشعوطة شوي!" و"عايشة ع حلّ شعرها"!
A+ A-

"حياتنا معلّقة بالBoard! (الّلوح الخشبي). فيها موت الّلعبة إذا ما كنتي معلّقة بالBoard وبالLeash (الرباط)! التيّار بيسحبك... بقلب الميّ إذا إنقطعت الLeash إنت بتروحي...متل ما قلتلّك، حياتنا معلّقة بالBoard!". 




في البحر، وسط الأمواج العاتية، الأدرينالين "يضخّ" حياة في "كيان" هذه السيدة التي تعيش شغفها الخارج عن نطاق التقاليد الصارمة وغير المجدية.

تُدعى منى مرعبي.

والبحر صديقها و"مربض خيلها".

البحر، بكل "إعتداده بنفسه".

 بكل عظمته.

 بكل هيبته!

شغف رياضة ركوب الأمواج؟

تعيشه "بنهم".

تعيشه نمط حياة.

تعيشه كاملاً.

بكل صخبه.

بكل خطورته.

بكل ما تحمله الّلحظة من إنفعالات.

هذه اللحظة التي تلغي الماضي والمستقبل، لتكرّم الحاضر وتعطيه حقّه.

هذا الشغف الذي يُعطي للحياة معان لم تكن "لا ع البال ولا ع الخاطر".

الأمواج العاتية لا تخيفها.

لا تهزمها.

تعلّمت مع الوقت أن تحترم قوانين اللعبة وأصولها.

كما تعلّمت أن "تفكّ شيفرة" الأمواج و"رموزها".

الأمواج تسمح لها بالّلهو وسط "ملعبها" الإفتراضيّ...بشرط أن تكون قد تعمقت سلفاً ب"نزواتها" و"تقلبات مزاجها".

ممنوع الغلط.

والحذر لغّة التواصل الصامتة مع البحر "الغدّار" و"المغرور"، و"يالّلي ما في مزح معو!".

المخاطر وسط الأمواج؟

أوف!

لا تُعد ولا تحصى.

التيارات المائيّة تُهدّد بإبتلاعها!

 وإذا كانت الأمواج "غاضبة" و"مقبّعة معها" يُمكنها أن تُحاصرها من كل زاوية فتمنعها تالياً من الخروج من حصارها، "الموج بيكون كلّلو مسكّر عليكي".

الأمواج، في لحظة إنخطافها المجنون، تمنعها من الوصول إلى الشاطئ.

 حيث الأمان.

حيث الواقع والرتابة!

أما دخول هذه الدائرة المغلقة حيث تعيش الأمواج أحياناً طقوس الغضب وتُمارس "رقصة العواصف"، فهذه قصّة أخرى!

"إقتحام" الأمواج وترويضها من خلال اللوح الخشبيّ، "مش كلمة بالتمّ"، وأحياناً "بتقطعلي نفسي" بحسب ما تؤكد لنا "منى".

تُعلّق قائلة، "إمّا أن أستسلم وأقول No way أن أدخل وسط هذا الجنون. وإمّا أن أتحمّل أن تقذفني الأمواج الواحدة تليها الأخرى، بلا رحمة أو لحظة راحة عابرة، حتى أصل إلى الداخل. أحياناً أزحف تحت المياه، تحت الأمواج كي أصل إلى الدائرة الداخليّة".

وما ان تصل "هناك"، حتى "أستمتع بالسكينة. هناك أجد السلام المطلق. أصادق الموجة والأفق. وما من عنصر ثالث يُقاطع حديثنا المائي".

...لنَعد إلى الBoard.

في إحدى المرّات، حاولت منى مرعبي، أن تصل إلى الشاطئ من دونه، بعدما فقدته أثر حركة خاطئة...

النتيجة؟

"ما كنت إقدر أوصل ولا بأي شكل!".

عندئذٍ، فهمت هذه العاشقة التي "تَقتحم" عالم الموجة وتتحدى رغبتها في السيطرة عليها، أن "حياتي متعلّقة بالBoard!".

ولكنها كانت قد فهمت، وقبل هذه الحادثة التي "مرقت عَ خير" بوقتٍ طويل، أن هذه الرياضة التي تحوّلت ملاذها الآمن بعيداً من رتابة الحياة ومسؤولياتها، هي أشبه بصديقة وفيّة، "مَشعوطة شوي" و"عايشة ع حلّ شعرها".

ولكنها تلجأ إليها لتلوّن أيامها وتجعلها أقلّ واقعيّة مما هي عليه.

أقلّ خيبة.

هي المُحرّك...وقد تضطلع أيضاً بدور "المُحرِّضة" التي تحثّها على جعل الحياة أكثر جمالاً وزهواً.

تروي مرعبي ل"النهار" قائلة، "هذه الرياضة تدفعني إلى العمل ساعات إضافية طويلة لألبي طلبات عائلتي ولأتمم واجباتي في المدرسة التي أديرها ولأساهم في إنجاح المنتجع الصغير الذي إفتتحته أخيراً. أصفها شخصيّاً باللعبة. وهذه اللعبة أثّرت على حياتي. أعطتني الحافز لأقدم الأفضل في مختلف مسؤولياتي. أعطي أكثر لأن عندي هدف يحركني. وهذا الهدف هو الsurfing".





كما أثرت اللعبة، "على نمط غذائي وجعلته أكثر صحّة. ودفعتني إلى ممارسة الرياضة لساعات طويلة. إذ المطلوب منّي أن اتمكّن من القرفصة لوقت طويل. أمست مع الوقت هدفي الذي يجعلني أكثر قدرة على مقاومة الحياة. الضغط اليوميّ صار أقل تأثيراً عليّ بفضل اللعبة. بعض الذين أعرفهم يعيشون الكآبة والحزن أسلوب حياة. لا هدف يعيشون من أجله. قدرتي اليوم على مقاومة الحياة نابعة من هدفي. وأنا أعيش من أجل هذا الهدف".

التشنجات والآلام المحتومة والنابعة عن الساعات الطويلة التي تمضيها مرعبي "بالميّ"؟

تتحمّلها.

تعيش معها.

تغضّ الطرف عن "تشبثها" بجسدها، وتركّز على اللحظة.

وجهتها الدائمة؟

الجيّة.

يُرافقها إبنها محمد وإبنتها ريم اللذين نقلت إليهما هذا الحب العاصف، "إذا كانت عطلة مدرسية أكيد".

في الأيام العادية،"تُصارع" الأمواج بمفردها.

ولا تخاف.

أقلّه، لا تدع الخوف "يشلّ" عزيمتها.

المواقع التي تتوقّع الطقس وتقلباته؟

"مدربزين" أمامها.

تدرسها بتمعّن.

إذا كانت المياه باردة، "متلّجة"، لا تمكث فيها أكثر من ساعتين.

ساعتان متتاليتان من ركوب الأمواج لا أكثر، "وإلا بزرقّ كلّلني من فوق لتحت".

"الوعية بكّير" في الأيام التي تُمارس فيها شغفها؟

"عادي. أربعة الصبح بكون بلّشت ضب غراضي. وكأني مسافرة".

اللعب على الموجة في الختام، عندما تكون قد تخطّت كل العقبات الصغيرة والأخرى الأكثر خطورة؟

"أقرب إلى تأمل. ألعب على الموجة الواحدة إلى أن تصل بي إلى الشاطئ. المدة الزمنيّة للموجة الواحدة قد تستمر، "10 ثوان. ربما 18 ثانية".

لحظات خاطفة من "التدفق". من الصراع. من المواجهة. من التحدّي.

ولكنها كافية لتبدّل حياة كاملة!

                                     [email protected]








حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم