السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

محمد بديع من السلطة الى السجن\r\n

المصدر: "ا ف ب"
A+ A-

شهدت جماعة "الاخوان المسلمين" في مصر خلال سنوات قيادة محمد بديع القصيرة تحولات تاريخية انتقلت خلالها الجماعة بعد عقود من العمل السري الى سدة الحكم، قبل ان تعود الى حركة ملاحقة بين ليلة وضحاها.


ولطالما نظر الى بديع، المرشد العام الثامن لجماعة "الاخوان المسلمين" الذي القت قوات الأمن القبض عليه في القاهرة فجر اليوم، على انه من المحافظين الذين كانوا يفضلون في مرحلة ما العمل الاجتماعي على العمل السياسي المباشر.
غير ان السنوات الثلاث التي قضاها بديع على رأس هرم هذا التنظيم، والتي بدأت نهايتها تلوح مع عزل الرئيس محمد مرسي اثر تظاهرات شعبية حاشدة، اثبتت عكس ذلك.
حل محمد بديع في كانون الثاني 2011 مكان محمد مهدي عاكف، احد اقطاب "الحرس القديم" للاخوان، بعد أشهر من الخلافات داخل الجماعة بين مجموعات من المحافظين والاصلاحيين حول الاستراتيجية التي يتعيّن على الجماعة تبنيها.
وبعيد انتخابه، قال بديع الذي ولد عام 1943 في مدينة المحلة بدلتا النيل، وعمل استاذا متفرغا بكلية الطب البيطري في جامعة بني سويف (جنوب البلاد)، انه سيركز على "التدرج في اصلاح لا يتم إلا بأسلوب سلمي ونضال دستوري قائم على الاقناع والحوار وعدم الاكراه".
وشدد حينها على ان جماعة "الاخوان" التي اسسها حسن البنا في العام 1928، ترفض "العنف وتدينه بكل اشكاله، سواء من جانب الحكومات او الافراد او المجموعات او المؤسسات".
ورأى مراقبون في انتخاب بديع نزعة لدى الاخوان، المجموعة الاكثر تنظيما في مصر، الى التركيز على العمل التربوي والتنظيمي والايديولوجي اكثر من العمل السياسي.
غير ان الثورة ضد نظام الرئيس حسني مبارك غيرت حسابات واستراتيجية بديع وجماعته، اذ وجد الاخوان" انفسهم فجأة امام فرصة تاريخية لبلوغ ما عملوا عليه بسرية لاكثر من ثمانين سنة.
وفي خضم التحولات التي كانت تعيشها مصر بقيادة مجتمع مدني متحمس، مع الانتقال من نظام ديكتاتوري حكم البلاد بقبضة من حديد لعقود الى نظام ديموقراطي تحكمه صناديق الاقتراع، اعلن بديع ان الجماعة لن تخوض انتخابات الرئاسة او تدعم اي مرشح له خلفية اسلامية.
الا ان جماعة "الاخوان المسلمين" ما لبثت ان اعلنت ترشيح خيرت الشاطر، احد ابرز قادتها المتشددين، للرئاسة لكن اللجنة الانتخابية استبعدته لاسباب قانونية فاستبدلته الجماعة بمحمد مرسي، الذي تفوق في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية على احمد شفيق.
وبعد سنة من حكم مرسي، قام الجيش بعزل اول رئيس مدني منتخب في تموز الماضي اثر تظاهرات مليونية عمت البلاد وطالبت بانهاء عهد "الاخوان".
وبقي بديع على تأييده لمرسي، وشارك في الاعتصامات التي نظمتها جماعة "الاخوان"، خصوصا في النهضة ورابعة العدوية في القاهرة، قبل ان تفض قوات الامن هذين الاعتصامين الاربعاء الماضي في عملية قتل فيها المئات.
ووصل الامر ببديع الى اعتبار ازاحة الرئيس المعزول اسوأ من "هدم الكعبة"، حيث قال في رسالته الاسبوعية في 25 تموز ان ما حدث في مصر "يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا".
وقد القي القبض على العديد من قيادات الصف الاول في "الاخوان"، وعلى رأسهم بديع فجر اليوم في شقة تقع في منطقة رابعة العدوية، قبل ان يجري نقله الى سجن طرة حيث يوجد مبارك.
وسبق لمحمد بديع ان سجن مرتين الاولى عام 1964 لمدة تسع سنوات بعدما اتهم بالتورط في مخطط للانقلاب على السلطة، والثانية في العام 1999 حين حكم عليه بالسجن لمدة تسع سنوات قضى منها اربع سنوات تقريبا في السجن.
وتبدأ يوم الاحد المقبل محاكمة بديع الى جانب قياديين اخرين في جماعة الاخوان، بتهمة التحريض على قتل متظاهرين، في يوم يشهد ايضا جلسة جديدة في محاكمة مبارك.
وبعيد القاء القبض على بديع، اعلنت جماعة "الاخوان المسلمين" تسليم منصب المرشد العام بشكل مؤقت الى نائبه محمود عزت (69 عاما)، الذي ينظر اليه على انه احد اهم صقور التيار المتشدد الذي يطلق عليه "القطبيون" نسبة الى سيد قطب المفكر الاسلامي المتشدد الذي اعدم عام 1966.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم