الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مصر تخلط الأوراق في المنطقة\r\n

المصدر: "الموند"
A+ A-

انتقل الخلاف الذي يقسم العالم العربي ويضع وجهاً لوجه قطر الداعم الاساسي للإخوان المسلمين في مصر والسعودية اهم حليف للجيش المصري منذ عزل الرئيس مرسي، يوم الأحد الماضي الى باريس. فبينما كان لوران فابيوس يستقبل نظيره القطري، كان فرنسوا هولاند يستقبل الأمير سعود الفيصل.


لقد ادى انقلاب 3 تموز في مصر، وبصورة خاصة القمع الدموي لاعتصامات المؤيدين لمحمد مرسي إلى اعادة تشكيل واسعة النطاق للتحالفات الديبلوماسية في الشرق الأوسط. وتبدو قطر الخاسر الاكبر وهي التي حمت وشجعت ومولت الاجنحة المختلفة للإخوان المسلمين في مصر وتونس مروراً بليبيا وحماس في قطاع غزة وسوريا.
الخاسر الثاني هو رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الذي يمثل النموذج الناجح للإسلام السياسي في السلطة. فأردوغان الذي يواجه معارضة داخل بلاده ومن كبار المشككين بدورالجيش عامة، كان في طليعة المنددين بالقمع في مصر وذهب الى حد استدعاء سفيره من القاهرة. أما حماس التي خسرت في مصر حليفاً أساسياً فتبدو معزولة، كذلك السودان الذي يحكمه الإسلاميون وقف الى جانب المعسكر المؤيد لمرسي.
في المقابل تبدو السعودية التي رأت في وصول الإخوان إلى السلطة في مصر تحدياً لزعامتها للعالم السني راضية عما يحدث في مصر. وبعد ان حضنت السعودية جماعة الإخوان وقتاً طويلاً، قطعت علاقتها بهم بسبب دعمهم لصدام حسين اثناء غزوه للكويت سنة 1990.
أما النظام السوري والعدو الأول للسعودية وقطر، فهو لا يستطيع ان يخفي سروره عندما يرى الحكومة المصرية تستخدم اللغة عينها التي استخدمها النظام منذ بدء الثورة في سوريا في آذار 2011 وتصف الإخوان المسلمين "بالإرهابيين". وفي الواقع فان اقدام محمد مرسي على قطع العلاقات الديبلوماسية مع دمشق ودعوته الى الجهاد ضد نظام الأسد، دفعا الذين أتوا من بعده الى مواقف معارضة للثورة السورية برزت عبر الحملة ضد اللاجئين السوريين والفلسطينيين في وسائل الاعلام المصرية التابعة للسلطة.
ورغم كون إيران الراعي الاقليمي لسوريا، فقد ادانت المجزرة التي ارتكبت بالقرب من مسجد رابعة العدوية تحت شعار التضامن بين "الانظمة الإسلامية". وما تجدر الاشارة اليه ان محمد مرسي كان أول زعيم مصري يزور طهران منذ 1979.
في تونس يشعر حزب النهضة بالخوف من تكرار السيناريو المصري لا سيما بعد الازمة المفتوحة التي اثارها اغتيال محمد البراهمي في 25 تموز. أما في الجزائر التي قامت سنة 1992 بالغاء الانتخابات بسبب فوز الحركة الإسلامية فيها، فتبدو مسرورة لوضع مصر حداً للربيع العرب الذي تحول الى مد إسلامي.
حتى الآن لم تتخذ ليبيا التي تعاني من اضطرابات كثيرة موقفاً، لكن بنغازي شهدت يوم السبت محاولة اغتيال فاشلة لم يتبناها احد استهدفت القنصل المصري. اما للمغرب فيبدو منقسماً بين موقف القصر الذي يشعر بالرضا ضمنياً لقمع جماعة الإخوان وبين الحكومة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية القريب من الإخوان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم