اشترِك في نشرتنا الإخبارية
أم جبل التي هزّت العشيرة بيمينها والقلوب بيسارها!
في ملامحها صفات القوة الثلاث: شموخ الجبال، صلابة الصخر، وأناقة الهيبة. بلغت #منى_واصف الذروات منذ زمن، وفي "الهيبة" تؤكد الاختمار تحت لمعان الشمس. دور يتداخل بأنفاسها، تؤدّيه بتراكم التجربة والتحكّم البديع بالتفاصيل. أم جبل حين تعبس تُدخل المُشاهد في الجَدّ، وتضبطه على إيقاعها. ملكة على عرشها. تُذكّر بقول نابليون: "إنّ المرأة التي تهزّ السرير بيمينها، تهزّ العالم بيسارها".
الستّ أم جبل تهزّ العشيرة بيمينها والقلوب بيسارها. تكاد "تُطفئ" مَن حولها، لولا أنّهم من الصنف المَهيب، يشاركونها قوّة الحضور وتنفُّس الشخصية. "ستّ الكلّ" يناديها جبل (تيم حسن بأداء رائع لنا عودة تفصيلية إليه)، مُنحنياً إجلالاً للأم التي أنجبت وربّت وصنعت "مجد العائلة". امرأة لا تكسرها أوجاع، تحتفظ بها في الصمت، حائلة دون شماتة الأعداء. قلّما نرفع سقف الآمال ونتوقّع مفاجآت من أيّ مسلسل، لكنّ أم جبل في "الهيبة" (كتابة هوزان عكو، إخراج سامر البرقاوي- "أم بي سي"، "أم تي في")، بنبرتها الحاسمة، تضع النقاط على الحروف، تصنع معادلات، وتعيد الأمور إلى نصابها. "ابن المرحوم جبل لن يسافر"، يعني أنّه "لن يسافر". "بدي ابن المرحوم يرجع عالبيت"، فيعود ابن المرحوم إلى حضنها. هي عمود المسلسل وحجر الأساس، ترفع من شأنه وتمنحه سُلطة.
لا خيار أمام عليا (نادين نسيب نجيم) سوى البقاء في الهيبة للاحتفاظ بابنها. إنّها "الأصول"، كما يهوى جبل التكرار دائماً. منى واصف تبلغ بالتألّق مقاماً عذباً. سنرى أيّ إطار ستضع به عليا، وكيف ستطوّع تمرّدها. هي في النهاية مرآتها، مثلها تتزوّجت ابن عشيرة ولفحتها لحظاتُ غربة. لكنّ حبّ عائلتها حوّلها امرأة من حديد. تحوّلٌ يُنتَظر أن يتلبّس عليا ويغيّر مسارات المسلسل، لتكون زوجة الابن استمراراً للأم و"صورة طبق الأصل" عنها، بحضورها ومماتها (بعد عمر طويل للستّ أم جبل).
تركيبة متكاملة، من الثوب الأسود إلى العصا والوجه الجبّار. لا نزال في الأسبوع الرمضاني الأول، والآتي أعظم. لا مزاح مع "ستّ الكلّ". تقول كلمتها وتمشي والآخرون يلحقون بها.
Twitter: @abdallah_fatima
