الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

معايير موحدة للطوارئ الطبية في لبنان... لئلّا يتأخر وصول المريض الى المستشفى

ر.م
معايير موحدة للطوارئ الطبية في لبنان... لئلّا يتأخر وصول المريض الى المستشفى
معايير موحدة للطوارئ الطبية في لبنان... لئلّا يتأخر وصول المريض الى المستشفى
A+ A-

خدمات الطوارئ الطبية فاعليتها محدودة وكذلك كفايتها مما يهدد استمرارية الرعاية،وقطاع خدمات الطوارئ الطبية في لبنان مجزّأ، ويفتقد إلى الإدارة المناسبة على مستوى الموارد. هذا الواقع ناقشه اختصاصيون بدعوة من مركز ترشيد السياسات الصحيةفي كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية ببيروت، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني ووزارة الصحة العامة. واتّفق المشاركون في حوار السياسات على وضع معايير موحدة لتنظيم مقدمي خدمات الطوارئ الطبية في لبنان واعتمادها من جهة، وعلى توحيد المناهج التدريبية المتعلقة بالطوارئ الطبية من جهة أخرى.وكذلك تشكيل لجنة توجيهية موحّدة تشرف على التعاون بين جميع العاملين في قطاع الإسعاف والتنسيق. واستناداً إلى الأدلة العلمية التي قدّمت خلال الحوار، سيضع أصحاب القرار نموذج تمويل جديداً لهذه الخدمات. 

وشارك في اللقاء المدير العام لوزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار، ونقيب الأطباء الدكتور ريمون صايغ، ونقيب المستشفيات المهندس سليمان هارون، والأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة، وعدد من المعنيين. وافتتح الجلسة مدير المركزالدكتور فادي الجردلي، عارضاًالمشكلة العامة في قطاع خدمات الطوارئ الطبية في لبنان، والعوامل التي تتسبب بها، والتأثيرات السلبية على حياة المواطنين اللبنانيين.

وتحدث المشاركون عن عدم وجود هيئة واحدة تحكم القطاع وتشرف عليه في لبنان، وعن غياب المعايير والبروتوكولات الخاصة بالإجراءات والعمليات على المستوى الوطني.وناقشوا التحديات المالية التي تواجهها وكالات تقديم خدمات الطوارئ الطبية، ومسألة إدارة الجودة والتحسين المستمر، مع إلقاء الضوء على مشكلة الازدحام المروري على الطرقات ومستوى الوعي في أوساط المجتمع.

وبحسب موجز السياسات الصحيةالذي يعدّه المركز استنادًا إلى أحدث البراهين من الدراسات المحلية والدولية ذات الجودة العالية، فإن وكالات خدمات الطوارئ الطبية في لبنان تنقل فقط نحو 15.2% من المرضى، في حين يصل 55.2% من المرضى المصابين بالجلطة الدماغية متأخرين إلى طوارئ المستشفى (بحسب إحصائيات أحد أكبر المستشفيات في بيروت). ويشير الموجز إلى أنّ محدودية قطاع خدمات الرعاية الصحية في لبنان تعود إلى مشاكل على مستوى الحوكمة والتمويل وترتيبات تقديم خدمات الرعاية.

وأوضح جورج كتانةأنّ "الصليب الأحمر اللبناني يستجيب اليوم لأغلبية طلبات الإسعاف في لبنان، إذ قدّم في العام 2016 خدمات الإسعاف لأكثر من 130 ألف مريض. هناك تحديات كبيرة تواجه جميع الوكالات التي تقدم خدمات الإسعاف في لبنان، وهناك الكثير لفعله فيما يتعلق بتحسين وتطوير الاستجابة لحالات الطوارئ وتقديم خدمات رعاية عالية الجودة في هذا القطاع الحيوي.

وأكّد الدكتور فادي الجردلي أنّ الوضع الرّاهن قد يضع حياة الأفراد والمواطنين في خطر: "عندما توجّه إلينا الصليب الأحمر اللبناني لطرح الموضوع للمرة الأولى، كان في الواقع طلباً لا يمكن رفضه لما تشكله هذه المسألة من أولوية في قطاع الرعاية الصحية. إنّ تعاوننا مع الصليب الاحمر اللبناني ووزارة الصحة العامة هو أمر أساسي جداً لتحسين سلامة المرضى وتعزيزها وتحقيقها".

وناقش المشاركون ثلاثة حلول مطروحة في موجز السياسات الصحية، وهي: توحيد خدمات الإسعاف ما قبل دخول المستشفى من ناحية الإجراءات والتدريب والتعليم. وتحسين نظام الخدمات الصحية من خلال تعزيز خدمات الطوارئ والقدرات الفنية والتقنية للعاملين في قطاع الطوارئ الطبية.وزيادة تمويل خدمات الطوارئ الطبية من خلال آليات مختلفة. وركّز المشاركون على العوائق والعوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تطبيق هذه الحلول على المستوى المهني والتنظيمي من جهة وعلى مستوى النظام الصحي من جهة اخرى.

وأكدالدكتور وليد عمّار، أنّ "وزير الصحة وضع مسألة تطوير قطاع خدمات الطوارئ الطبية في لبنان على رأس قائمة أولويات الوزارة، وسنعمل على تعميم هذه الخدمات وتحسين جودتها ووضع معايير لها ليستفيد منها جميع المواطنين في كل المناطق اللبنانية".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم