صحة - بغير الماء، كيف يبقى الجسم رطباً؟

يهمل الكثير من الناس الاهتمام بترطيب الجسم عند جفافه رغم خطره الجسيم على صحة الإنسان، وقد أشارت البحوث الى أن معظم الرياضيين الذين يموتون أثناء ممارسة رياضتهم، يموتون من الجفاف. والجفاف يعني فقدان كمية الماء من الجسم أكثر من تلك التي تدخل إليه، علماً أن نسبة الماء في جسم الإنسان تصل الى حوالى 70% من وزنه، لذا فهو ضروري لجميع العمليات الحيوية داخل الجسم ولا سيما للمحافظة على ثبات درجة حرارته وإزالة نفاياته وتليين مفاصله وترطيب أنسجته. وعند انخفاض نسبة الماء في الجسم نتيجة الجهود الشاقة وخصوصاً في الجو الحار أو لأي سبب مرضي كالإسهال والحمى، يحصل الجفاف في الجسم وقد يؤدي الى تعطيل وظائفه الحيوية مسبباً الشعور بالتعب والإنهاك، وفي مراحل متطورة الى الوفاة. ومن أعراض الجفاف، العطش الشديد، جفاف الفم، الصداع، قلة كمية البول مع لون داكن، جفاف العيون، تشنّج العضلات، الشعور بالدوار والإرهاق والنعاس وأحياناً الإغماء.

وتنصح إختصاصيّة التغذية باميلا خوري بتناول ليتر ونصف ليتر الى ليترين من الماء يومياً للأشخاص البالغين الذين يعيشون في المناخ المعتدل لتعويض ما تفقده أجسامهم من الماء، وقد تزيد كمية الماء المتناولة في بعض الحالات الطبية مثل حصى الكلى أو عدوى المثانة أو الحمى والإسهال والحمل أو الرضاعة، وخلال الطقس الحار أو أثناء ممارسة الرياضة‏.
ومع تعرّض الجسم للجفاف لأسباب مختلفة، وفي حال عدم قدرة الإنسان على شرب الكميات اللازمة من الماء لحماية الجسم من الجفاف، يُطرح سؤال عن وجود مصادر أخرى تمدّه بالرطوبة اللازمة غير المياه. وعن ذلك تقول خوري إن ثمّة خطوات عدة يمكن اتباعها من شأنها أن تحمي الجسم من الجفاف وتمنحه الرطوبة الكافية.
- تناول العصائر الطبيعية الطازجة، فهي وسيلة فعّالة للحصول على الماء والمحافظة على الترطيب.
- تناوُل الخضراوات، لا سيما الخيار والبندورة والخس من الأمور المهمة لتوفير الرطوبة اللازمة للجسم. فهي تحتوي على أكثر من 90 في المئة من وزنها ماء، كما أن الخيار ملطف للجسم، ويساعد في تعويض المواد المفقودة من البوتاسيوم خلال عملية التعرّق، كما يحتوي على حمض الأسكوربيك ومكونات أخرى تسهم في الإحتفاظ بسوائل الجسم والمحافظة على الرطوبة.
- الفواكه الحمضية الطازجة مثل التفاح والبرتقال والليمون والغريب فروت، فهي ممتازة خصوصاً في فصل الصيف حيث ترتفع الحرارة. فهي لا تعمل على ترطيب الجسم فحسب، ولكنها تمدّه بحاجاته من العناصر الغذائية المختلفة.
- المشمش من الفواكه المهمة لتوفير الترطيب اللازم للجسد، فهي غنية بالماء وعصيرها يوفر الفيتامينات اللازمة، عدا كون مذاقه لذيذاً.
- البطيخ يحتوي على الأملاح الضرورية لترطيب الجسم مثل الكالسيوم والماغنيزيوم والبوتاسيوم، بالإضافة إلى كمية مهمة من الماء.
- يحتوي الشمّام على البوتاسيوم وفيتاميني A وC وكمية كبيرة من الماء، مما يجعله مصدراً غذائياً مهماً في منع الجفاف.
- العنب أيضاً من الفواكه الغنية جداً بالماء، ويضم مجموعة غنية من الفيتامينات والمعادن، إضافة الى احتوائه على مضاد للأكسدة يحارب مرض السرطان.
- جرّب ماء جوز الهند، فلديه قدرة مذهلة على ترطيب الجسم، كذلك يحتوي على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن.
- الحليب يضم الكثير من الماء، كما أنه يُعدّ من المشروبات التي توفر البرودة للجسم لا سيما في فصل الصيف مع ارتفاع حرارة الجو.
- اليانسون والشاي الأخضر من المشروبات المهمة لمنع الجفاف، كما يمكن تناول شاي الأعشاب البارد فهو مقاوم للعطش بشكل فعّال ومتوافر بنكهات عدة.
- تجنّب تناول مشروبات الكافيين مثل الشاي والقهوة لأنها مدرّة للبول، مما يجعل الجسم يفقد كميات كبيرة من المياه و يصبح تالياً عرضة للجفاف.

ما الذي يعرّضك للجفاف؟

ثمة أنواع معيّنة من الطعام تعمل على زيادة الجفاف في الجسم وزيادة الشعور بالعطش، لذا يجب الانتباه بعد تناولها الى شرب كميات وافرة من المياه لتعويض النقص الحاصل في الماء من الجسم. ومن الأطعمة التي تستهلك مخزون الجسم من الماء، تلك التي تحتوي على نسبة كبيرة من الأملاح والبهارات والتوابل، خصوصاً الأغذية المالحة مثل المخلّلات والفلافل والأسماك المالحة، وكذلك الأغذية التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات. كما يجب التقليل من‏ ‏شرب المنبّهات كالشاي والقهوة لاحتوائها على الكافيين المدر للبول، والمشروبات الغازية التي تمنع الجسم من الإفادة من السوائل وتعرضه تالياً للجفاف. وينبغي عدم التعرّض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، لأنها من العوامل التي تجعل الجسم يفقد رطوبته بسرعة أكبر.