الأوركسترا الوطنية الشرق عربية أعادتنا بقيادة هشام جبر إلى التراث الأصيل غادة شبير غرّدت بصوتها الشجي على أغصان الرحابنة والقصبجي وعبد الوهاب

الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق عربية، المقيّدة بتراث فني أصيل، ممتد على قرنين من علاقة حب بين الشعراء وما يليق بمقام شعرهم من موسيقيين، أحيت على مسرح بيار أبو خاطر في جامعة القديس يوسف، ليلة أنس وطرب من العيار الرفيع، تحت راية المؤلّف الموسيقي المصري والقائد الأوركسترالي العالمي هشام جبر. المايسترو الملفوح بسمرة النيل، وعراقة الإرث الفرعوني، بدا منسجماً مع أفراد الأوركسترا، أليف العازف وآلته، مشبّعاً بقائمة شملت روائع خالدة، منبعها لبنان ومصر.  هو الفن الأصيل الذي بتنا نشتاقه، شعراً وموسيقى وغناء وتوزيعاً. نشتاقه برقيّه، بمسحة جمال موسيقاه، برسولية الكلمات، الكلمات التي شبّهها جاك بريفير بعصفور خرج من قفص الكتاب، ليغرّد حرّاً، طليقاً. نشتاقه كما نشتاق إلى لبنان الذي كان. لا لأننا منقوعون في خلّ الماضي ولا نريد سواه، بل لأن من عاصر كبار الشعراء والملحنين والعازفين، وهامَ بليل أم كلثوم، تروّض النجوم حتى لا...