الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فانوس رمضان يجمع المشارب والقضايا الوطنية

المصدر: "النهار"
طرابلس- رولا حميد
فانوس رمضان يجمع المشارب والقضايا الوطنية
فانوس رمضان يجمع المشارب والقضايا الوطنية
A+ A-

لفانوس رمضان معنى خاص. إنه الدليل للمسحراتي يجوب به الأحياء والأزقة والشوارع، حاملاً طبلته، يقرع بها إيقاظاً للصائمين النيام قبل حلول موعد الإمساك.


الليل كالح السواد في زمن الكهرباء، فكيف قبل ذلك بكثير!! لم تكن الانارة العامة متوافرة، إلا في أمكنة قليلة، وكان "الدومري" يتولى تعليق فوانيس الإنارة العامة زمن العثمانيين في أمكنة قليلة من المدن والبلدات.


لكن حيث لم يكن هناك إنارة عامة، ولا "دومري" يهتم بفوانيسها، كان على المسحراتي أن يحمل فانوساً مقاوماً للهواء حفاظاً على استمرار الشعلة، ومع الوقت تحول الفانوس المؤنس للشوارع الكالحة بشعلته الوديعة، مترافقاً بقرع متردد للطبلة، إلى رمز يشار به إلى شهر الصوم المبارك، رمضان.


الطرابلسيون اعتادوا في السنوات القليلة الماضية إنارة شوارعهم، بأشكال متنوعة من الزينة الرمزية لكل مناسبة دينية أو وطنية، وأبرز ما يقيمونه تشكيل فني على شكل نصب عند تقاطع شارعي المعرض والضم والفرز، وعند كل مناسبة دينية أو وطنية، يقيمون احتفالاً بافتتاح المناسبة التي تطغى عليها روح الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.


أمس، أضاء الطرابلسيون "فانوس رمضان"، الذي انطلق متلألئاً حتى نهاية شهر الصوم، وعيد الفطر المقبل، عند مستديرة تقاطع المعرض - الضم والفرز (طريق بيروت الحالية)، واقيم للمناسبة احتفالاً حضره حشد غفير من الفاعليات السياسية والاقتصادية والدينية ووجوه المدينة وسكانها، تقدمهم النواب: قاسم عبد العزيز، خضر حبيب، كاظم الخير، أحمد الصفدي ممثلاً النائب محمد الصفدي، النائب السابق الدكتور مصطفى علوش، محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا، مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار ممثلاً بالشيخ أحمد البستاني، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، الأب ثانيوس ابو حيدر ممثلا المتروبوليت إفرام كرياكوس راعي ابرشية طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس، رئيس بلدية طرابلس المهندس أحمد قمر الدين، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة توفيق دبوسي، منسق "تيار المستقبل" في طرابلس ناصر عدرة، الرئيس السابق لبلدية طرابلس الدكتور نادر غزال، وحشد من ممثلي الهيئات المحلية.



افتتاحاً القى رئيس جمعية "تجمع إنماء لبنان"- الجمعية التي قدمت النصب- جوني نحاس كلمة ترحيبية وقال: "طرابلس تجمعنا جميعاً وهي التي تصدر العيش المشترك وليس في كل مرة يجب ان نخضع لفحص الدم حتى نقول نحن هنا ونحن نصدر الحياة والوطنية لكل العالم، ونقول ايضا كفى ولا نريد أحدا أن يعكر صفو المدينة ويسيء إليها".


وختم: "ولأننا ومنذ ست سنوات اعتدنا إضاءة شجرة الميلاد في هذه الساحة، فإننا وللسنة الثانية أيضاً نحتفل بحلول شهر رمضان المبارك في هذه الساحة بالذات وأردنا هذا العام إضاءة فانوس رمضان بمناسبة هذا الشهر الكريم".


الوزير محمد كبارة ممثلاً الرئيس سعد الحريري أضاء "فانوس رمضان"، ونقل تحية الرئيس الحريري، وقال: "طرابلس في رمضان تتذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله وطيب ثراه حيث كان يجمع اللبنانيين وهي تدعو الى الرئيس سعد الحريري ان يوفق في سعيه لجمعها بابنائها المغيبين في سجون النسيان واؤكد لكم ان الرئيس الحريري لن يخيب ظنكم".


كبارة لم يشأ أن تمر المناسبة وهناك معذبون من أبناء المدينة قابعون في السجون، وأهاليهم يدمعون حزناً على بعادهم، وأسرهم، فكانت منه لفتة قال فيه: “فانوس رمضان اضاء شمعة امل في قلب طرابلس خصوصاً مع تقدم انجاز تحديث قانون العقوبات اللبناني الذي لم يعدل منذ صدوره في اربعينات القرن الماضي حيث سيصار الى تعديل كثير من بنوده لتكون اكثر واقعية واكثر عدالة، آملين ان تضيء شمعة فانوس رمضان شمس حرية ابنائنا في سجون الظلام".



وقال: "من هنا اعلن ان هذه القضية، قضية الموقوفين ستبقى شغلنا الشاغل حتى يبصر أبناؤنا نور الحرية، كما لن نسكت بعد اليوم على التوقيفات التي تطال شبابنا على النوايا والتفكير وسنعمل مع كل المعنيين على تسريع المحاكمات وتخلية سبيل من لم تثبت ادانتهم، فمن حق ابنائنا المظلومين ان يعيدوا مع اهلهم وامهاتهم وزوجاتهم واولادهم لكي تكتمل فرحة العيد".


ورأى المحافظ نهرا أن "هذا لقاء مميز نضيء فيه فانوس رمضان، وهو لقاء فريد من نوعه. فللمرة الأولى في طرابلس نجتمع لإضاءة فانوس رمضان، وهذا اللقاء يتمتع برمزية، حيث أننا في كل عام وفي هذه الساحة بالذات وبمناسبة عيد الميلاد المجيد نلتقي أيضاً لنضئ شجرة الميلاد، وهذا دليل جديد على العيش المشترك وعلى ان طرابلس هي مدينة السلام والوحدة بين كل أبنائها".


ومن جهته، اكد قمر الدين: "إن إضاءة هذا الفانوس جاء ليبرهن لكل الناس ان طرابلس هي مدينة التعايش الإسلامي المسيحي، مدينة التسامح، مدينة السلام، وإن شاء الله تدوم هذه الصورة وأن يقصد هذه المدينة إخواننا في المناطق كما اعتادوا ليتبضعوا وليحتفلوا معنا برمضان وبالأعياد وكل عام وانتم بخير. شاكراً لنحاس بادرته".


بدوره، تحدث دبوسي معايداً اللبنانيين، وقال: "بالتأكيد الظروف صعبة، والإقتصاد يمر في لبنان وفي محيطه بصعوبة ولكن صدقوني إن طرابلس ولبنان اليوم هما محور أساسي في المنطقة، وبقدر ما نستوعب بعضنا كمسؤولين وكمواطنين ونتناغم مع بعضنا ونضع خطة للمستقبل بقدر ما يكون غدنا أكثر إشراقاً. فالهواء لنا جميعا والأرصفة لنا جميعا وبقدر محافظتنا عليها بقدر ما نحافظ على ذاتنا وعلى إيماننا وعلى جذب الناس إلى مدينتنا".



وأعرب الشيخ البستاني عن فرحته بأن يجتمع اللبنانيون، مسيحيون ومسلمون، في المناسبة، وقال: "نقف هذا الموقف المبارك ووراءنا رمز هلال شهر رمضان المبارك من أجل ايضا ان نحتفل بهذه المناسبة السعيدة وندلل للجميع أن طرابلس مسلمين ومسيحيين هي مدينة العيش المشترك وهي مدينة العلم والعلماء، لذلك علينا ان نحافظ على هذه اللحظات وان نعود إلى إيماننا لأن الله تعالى فرض علينا الصيام من أجل التقوى، والتقوى معناها صيانة النفس عن الآثام وإن شاء الله نترك كل أنواع الآثام في هذا البلد وننهض ببلدنا جميعاً لما فيه خير الجميع".


وألقى المطران بو جودة كلمة قال فيها: "هي كلمة اتوجه بها بالتهنئة بحلول شهر رمضان شهر التقوى والصوم ويدعونا لنؤكد على اهمية الأمور الروحية في حياتنا وعدم الإنسياق وراء الأمور المادية فقط، واود ان انقل فكرة عن قداسة البابا فرنسيس في رسالته التي وجهها بعنوان "كن مسبحا" ويتحدث فيها عن البيئة التي هي بيتنا المشترك، ويقول لنا إن بيئتنا تصرخ وتحتج لأننا نشوهها ونجرحها وأعتقد ان ليس طرابلس فقط بل كل لبنان مجروح اليوم مادياً من خلال عدم إحترام البيئة التي وضعها الله بخدمتنا لمساعدتنا في مختلف مجالات الحياة".


وقال المطران ضاهر:"قيل الكثير عن العيش المشترك ونحن المطارنة نشعر بسرور وفرح أن نكون اليوم مع هذا الجمع الرائع حتى نشارك جميعاً في إضاءة فانوس رمضان لأن طرابلس لطالما كانت كذلك، وهذه دعوة إلى كل أهالي طرابلس ان يعودوا إلى الأصالة الطرابلسية واللبنانية حتى نستطيع العيش كأهل مع بعضنا".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم