احتفال داخل مسجد في جدرا، برعاية المفتي الجوزو ومشاركة الأب القزي

في خطوة لافتة لاقت ترحيبا كبيرا،حيث ترجمت بلدية جدرا خياراتها وخارطة طريقه الوطنية على ارض الواقع، في خضم تمتين الألفة والمحبة والتعايش البواحد ونحن في اجواء شهر رضان المبارك والشهر المريمي، حين حضر رئيس بلدية جدرا الأب جوزف القزي الى داخل مسجد مريم بنت عمران، بعد ان ترك حذاءه عند عتبة المسجد، ودخل حيث شارك في حفل افتتاح المسجد الذي أقيم في داخله برعاية وحضور مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، بدعوة من رابطة علماء فلسطين، وشارك القزي الى جانب النائب محمد الحجار وحشد من المشايخ والعلماء ورؤساء البلديات والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والفصائل الفلسطينة، بمراسم الاحتفال، حيث حظي القزي بترحيب خاص، ومن ثم جلس الى جانب العلماء والمشايخ.

  الجوزو

واستهل الإحتفال بكلمة ترحيبية للشيخ فريد حسن، ثم القى الجوزو كلمة أكد فيها "ان المسجد هو نور، وبيت من بيوت الله الذي يعلمنا ان نحب الله وان نكره الظلم والإفتراء والبطش بأي شكل من الأشكال، ويعلمنا اننا نستطيع اذا صبرنا واتفقنا وكنا يدا واحدة نستطيع ان نرد هذه الهجمة البربرية، التي يتعرض لها المسلمون في عصرنا هذا"، وقال :" ان المسجد هو بيت العلم والثقافة والحضارة، البيت الذي ندعو فيه الله تعالى. :" نحن لا نعتدي على احد، فالمسجد لا يدعو الا للخير والمحبة والاخلاق والقيم، ولا يدعو الى الفتنة بأي شكل من الاشكال"، منددا بشدة بمحالات ربط ما تقوم به داعش من جرائم وغيرها، بالدين الاسلامي" لافتا الى "ان هذه الاعمال ليست من الاسلام ولا تمت له بصلة، بل هي تسيئ له"،

     الحجار

ثم تحدث النائب الحجار فأعرب عن سروره لهذا اللقاء لسببين،الأول مناسبة افتتاح المسجد"، مؤكدا "ان للمسجد الى جانب العبادة والتعبد، هدفآ دعويآ"، محذرا من محاولات البعض ممن يريد أن يتلطى بالاسلام لتحقيق مآربه على غير ما هي حقيقة الدين الاسلامي"، داعيا الى "اهمية توضيح حقيقة ذلك"، وقال :" لنا في هذا مثالين، الأول رأيناه في دعوات التكفير والارهاب ممن فسر الدين على هواه فقتل وذبح بإسم الدين الحنيف، والمثال الثاني أتانا من خارج وطننا العربي لتحقيق أهداف ومصالح فئوية خارجية بعيدة عن محيطنا ومصالح أمتنا تلطت بديننا الإسلامي وبالقضية الفلسطينية المركزية لتنفيذ مشروعها الامبراطوري على حساب الأمة العربية والاسلامية"، مشددا على اهمية وضرورة التنبه وعدم السماح لهؤلاء المتسللين جميعآ من أن ينفذوا الى مآربهم." كما اعرب الحجار ثانيآ عن سروره لافتتاح المسجد في بلدة جدرا، التي تضم العديد من المؤسسات ذات الطابع الاسلامي، في موقع ليس بعيدآ عن كنيسة البلدة منوها بدور رئيس البلدية الأب جوزف القزي المميز على المستوى الوطني"، مشيرا الى ان جدرا اليوم تعطي مثالا كبيرا على التسامح والتعايش، وصورة للعالم عن إقليم الخروب الذي نحرص على ان يبقى كما هو، نموذجا للعيش المشترك والواحد بين كل فئات وطوائف لبنان". وختم الحجار بالحديث عن الاخوة الفلسطينيين الذين اضطروا للجؤ إلينا بعد ان هجرهم العدو الإسرائيلي من ديارهم في فلسطين، والسوريين الذين هربوا من الفتك والقتل والذبح على أيدي نظامهم المجرم والميليشيات المتحالفة معه مشيرا الى ضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانبهم ووقوفنا معهم ، وضمن الامكانات المتاحة ، ريثما يتمكنون قريبآ من العودة إلى ديارهم."

   القزي 

وكانت كلمة للأب القزي فقال :"نحن اليوم في بيت من بيوت الله. وبالأمس ومن على منبر مذبح كنيسة مار جرجس في جدرا قلنا الكلمة، واليوم ومن هذا المنبر المبارك في افتتاح هذا المسجد المبارك، الذي من دور العبادة لرفع الصلاة والتهاليل تمجيدا لله تعالى. مبروك لنا هذا المسجد. نحن كأهل جدرا وباسم المقيمين فيها نرحب بكم في رحاب هذا المسجد المبارك تؤدون الصلاة والشكر لله تعالى، وتسمعون دائما الى نصائح صاحب السماحة وتوجيهاته، وللمسؤولين عن هذا المسجد، بحيث ان رجال الدين من واجهم ان يحملوا الامانة، والأمانة واحدة عند الكاهن والشيخ، مؤتمن على كلمة الله، فكلمة الله هي كلمة المحبة، وهي الدعوة الى الغفران والمسامحة والتوبة ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك، الذي هو شهر التوبة والفضيلة".

وأضاف القزي مخاطبا الجوزو " كلنا واحد في هذه البلدة، البلدة النموذج في العيش الواحد، وبالامس قمنا بتهاليل رمضانية من ساحة كنيسة جدرا بالتعاون مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الايتام الاسلامية، وكان مثالا للوحدة الوطنية، فجدرا يعني الوطن، والوطن يعني الوحدة الوطنية والعيش الواحد، فهذا هو لبنان، لبنان الرسالة والمحبة والوحدة والعيش الواحد بجناحيه المسلم والمسيحي، وستبقى جدرا واحة للتلاقي والحوار".