الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

قمم السعودية... وخيارات إيران!

المصدر: " النهار"
د. خالد محمد باطرفي- كاتب سعودي
قمم السعودية... وخيارات إيران!
قمم السعودية... وخيارات إيران!
A+ A-

"ما سر هذا الحراك الكبير في السعودية؟ لماذا تعقد أربع قمم دولية في وقت واحد؟ ولمَ يدعى لها الجميع وتغيب إيران؟ وماذا يريد ترامب من بلاد الحرمين ودول الخليج العربي؟ هل يبحث عن النفط والصفقات العسكرية؟ هل الهدف إقامة حلف ناتو عربي لاحتواء ايران؟" هذه وغيرها من الأسئلة المشروعة تواجهنا كمحللين سياسيين سعوديين كل يوم خصوصاً من إخوتنا في الدم والدين. وهذا أمر طبيعي، فمن يتولى قيادة المركب يسأل عن وجهته. وقدر مهد العروبة ومنزل الرسالة المحمدية ومنطلق الدعوة، وقدر حملة الراية وقادة الفتوحات والخلافة الإسلامية أن تقود الأمة وتتصدى لأعدائها وتواجه تحدياتها. وقدر المملكة العربية السعودية أن توحد العرب والمسلمين وتعمل على تضامنهم وارتقائهم في مصاف الأمم.


والقمم التي تعقد اليوم في بيت العرب، الرياض، مؤشر على هذا الدور وهذه المهمة. فخلال يومين يجتمع خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويجتمع كبار مسؤولي حكومتي البلدين، وكبار رجال الأعمال السعوديين والأميرييين، لبحث المشاريع والمصالح المشتركة وآفاق التعاون وعلى رأسها توطين الصناعات العسكرية والمدنية المتقدمة في السعودية ونقل التقنية والاستثمارات في البنية التحتية والتنمية في البلدين.


كما يعقد زعماء الخليج قمتهم التشاورية الدورية، ثم يلتقون في قمة استثنائية، هي الثالثة من نوعها مع الرئيس الأميركي والوفد المرافق (القمة الأولى عقدت في واشنطن 2015 والثانية في الرياض 2016). وتختتم القمم الأربع بلقاء خمسة وخمسين من القادة العرب وزعماء الدول الإسلامية وذات الأغلبية المسلمة بزعيم المعسكر الغربي. وفي اليوم التالي يفتتح الزعماء المركز العالمي لمحاربة التشدد في الرياض، ويشارك الرئيس ترامب مع الملك عبدالله الثاني، والشيخ عبدالله بن زايد والوزير عادل الجبير نخبة من المغردين والمغردات السعوديين لمناقشة سبل الاستفادة من وسائل التواصل الأجتماعي في مواجهة الفكر المتشدد وإشاعة روح التسامح والتعاون والحوار المثمر بين الشعوب والحضارات.


القيادات المشاركة تمثل جميع الدول العربية وأعضاء منظمة التعاون الإسلامي، ما عدا إيران، التي تشكل خطراً على هذه الدول والعالم ككل بسياساتها وسلوكياتها في المنطقة والعالم الإسلامي، وبتدخلاتها السافرة في شؤون الآخرين، ورعايتها ودعمها للمنظمات والميلشيات الإرهابية، كالقاعدة و"داعش" و"حزب الله" والحشد الشعبي والحركة الحوثية، وممارستها والمنظمات التابعة لها للجرائم الإلكترونية وغسيل أموال وتجارة مخدرات وبشر وتصنيع واستخدام أسلحة الدمار الشامل، وإثارتها للفتن الطائفية والشعوبية.


وتعمل الإدارة الأميركية على إدانة وتجريم إيران والمشاركة الفعالة في مشروع شامل لتحجيمها ووضع حد لسلوكياتها العدائية، يعطي زخماً للتوجهات والمواقف التي تبنتها خلال السنوات الماضية منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، وأسفرت عن إقامة التحالف العربي لتحرير اليمن من عملاء إيران الإنقلابيين، والتحالف الإسلامي للحرب على الإرهاب، الذي ترعاه إيران. والحديث عن تقوية وتسليح الجبهة الخليجية والعربية والإسلامية وبناء قوة عربية مشتركة أو ما يشبه حلف الناتو لاجتثاث جذور الإرهاب وقطع أذرع رعاته في المنطقة بات حديثاً جدياً وله أدلته ومؤشراته، وقد تجاوز مرحلة التفكير والبحث في الاجتماعات الخاصة والدوائر المغلقة إلى التطبيق العملي والخروج إلى العلن.


الرسالة التي على رعاة الإرهاب ومثيري الفتن الطائفية ومصدري الثورة والحالمين بالهيمنة أن يستوعبوها هيأن الوقت أصبح كحبل المشنقة يضيق في كل لحظة يهدرونها بالاستمرار والإصرار على تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم. وإن لم يغيروا منهجهم، فعلاً لا قولاً، وقناعة لا تقية، فإن العالم الحر سيتصدى لهم ويقطع أذرعهم العابثة ويعين شعوبهم المضطهدة على تغييرهم. الخيار مازال حتى اللحظة لهم... وإذا لم يتخذوا الصائب منه، فلن تبقى لهم خيارات تستحق النظر.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم