الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فؤاد شهاب النظيف الكف أقام دولة المؤسسات وأهتم بالأرياف ورفض التجديد... والمكتب الثاني والحريات نقطته السوداء

المصدر: "النهار"
Bookmark
فؤاد شهاب النظيف الكف أقام دولة المؤسسات وأهتم بالأرياف ورفض التجديد... والمكتب الثاني والحريات نقطته السوداء
فؤاد شهاب النظيف الكف أقام دولة المؤسسات وأهتم بالأرياف ورفض التجديد... والمكتب الثاني والحريات نقطته السوداء
A+ A-
احب اللبنانيون في الرئيس فؤاد شهاب وعهده نواة الدولة التي اطلت عبر المؤسسات التنظيمية والرقابية، والسعي الى تنمية المناطق الريفية والحد من تأثير "اكلة الجبنة" على الادارة، ونزوع الحاكم نحو التقشف وترفعه عن المصالح الشخصية و... نظافة كفه. وكرهوا في هذا العهد وسيده تجربة "المكتب الثاني" التي فتحت الباب امام تدخل العسكر في السياسة الى حد تهديد الحريات العامة وتكبيلها والمجازفة بهذه القيمة التي لازمت لبنان. هذا ما توافقت عليه معظم الشهادات التي ادلت بها شخصيات سياسية واكاديمية عدة التقتها "النهار"، وفي ما يأتي نصها: ايلي الفرزلي نائب رئيس المجلس النيابي قال: "وصول الرئيس فؤاد شهاب الى سدة الرئاسة كان على اثر فتنة عام 1958 الدامية، وبعد الموقف الحيادي الذي اتخذه الجيش. شرطان اساسيان حملا شهاب الى الحكم وفرضتهما تلك المرحلة: رئيس صاحب رهبة وسلطة وقوة، بحيث اعاد الى الدولة رهبتها ووقارها، فالاستقرار والامن والنظام بعد مرحلة الفوضى، اضافة الى رئيس نظيف الكف ونزيه. ولعل اهم ما ميز عهده، محاولته بناء دولة المؤسسات والقانون. اذ صب جل اهتمامه على اصلاح الادارة، وفصل المؤسسات عن السياسة، وابعاد يد السياسيين عنها، والغاء الطائفية والمحسوبية واعتماد الكفاية وانشاء الاجهزة الرقابية. فشهد عهده ولادة مجلس الخدمة المدنية وهيئة التفتيش المركزي. واكتسبت هاتان المؤسستان اهمية بالغة وكانتا تمارسان صلاحياتهما في شكل صحيح. المؤسسات تعطلت اليوم بسبب المحسوبيات والطائفية وما تأتى بعد ال1975 ووصول اهل السياسة التقليديين، "اكلة الجبنة"، كما كان يسميهم الرئيس شهاب، اما المأخذ الوحيد فطريقة تعامل العهد مع المحاولة الانقلابية للقوميين السوريين، واستغلال العسكر وجود الرئيس شهاب في الحكم لتنفيذ مخططات بعض السياسيين. الرئيس شهاب لم يجدد لان نظرته المبدئية تقول باحترام الدستور وعدم التجديد او التمديد، اضافة الى ان السياسيين التقليديين تخوفوا من ان يبقى الحكم الشهابي، والجيش مسيطرا على الحكم. لم تؤثر حياة الرئيس شهاب العسكرية على ممارسته السياسية، فايزنهاور كان قائدا عسكريا، وكذلك الجنرال ديغول. وانا لا اجد ان العسكري لا يمكنه ان يحسن السياسة. فلقد نجح الرئيس شهاب في ارساء قواعد دولة". اوغست باخوس النائب باخوس قال: "في العهد الشهابي كنت رئيسا لبلدية الجديدة - البوشرية ووسعت اطار عملي السياسي منتسبا الى الخط الذي رسمه الرئيس فؤاد شهاب. فرغم انه لم يكن يتمتع بثقافة سياسية بالمعنى الصحيح للكلمة، امتاز باخلاقية نادرة. كان زاهدا ومتعلقا بوطنه وعلى قدر كبير من الجرأة مكنته من افهام العرب اننا نجاريهم في العروبة، انما نحافظ على استقلالنا وكرامتنا، والدليل انه ابى ان يجتمع بالرئيس المصري جمال عبد الناصر الا على الحدود اللبنانية - السورية. ورغم ان لا قيمة واقعية لهذا المظهر، الا انه اعطى قيمة معنوية دلت على ان صداقتنا وتآخينا يقفان عند حدود الحفاظ على حريتنا واستقلالنا. وخبرة الرئيس شهاب السياسية لم تمنعه من الاستعانة باختصاصيين اجانب لمعاونته في رسم معالم الحكم. وفي عهده انشئت هيئة التفتيش المركزي، ومن ثم ديوان المحاسبة ومجلس الخدمة المدنية، وتمتعت هذه المؤسسات بالاستقلالية في حين انها تعاني اليوم محاولات "تفطيس". لقد انشأ الرئيس شهاب نواة الدولة الصحيحة، وحافظ الجيش في عهده على لحمته ونظاميته، ولم نشعر بالنعرات الطائفية التي شهدناها خلال الحوادث. اعتقد ان حسنات الشهابية تفوق سيئاتها التي تجلت في تدخل بعض الضباط في الشؤون السياسية وخصوصا "المكتب الثاني". وثمة بعد سيكولوجي في شخصية الرئيس قد يكون على ارتباط بذلك، فهو لم يكن له اولاد او اقارب مقربين، مما جعله يصب اهتمامه على حفنة من الضباط، سلمها بعض المقاليد والمهمات، فجنحت، وهو اما لم يطلع على اعمالهم، واما تراخى استجابة لعاطفته، الامر الذي سمح لهؤلاء الضباط بالتدخل في القضاء والشؤون البلدية والقروية وفي سياسة الدولة، فشوهوا صورة العهد وسمعته. ان الشهابية كانت عهدا من البحبوحة والنظامية والمؤسسات، شوهته ممارسات "المكتب الثاني". علي عسيران النائب علي عسيران اعتبر ان "من الصعب جدا الاجابة عما احبه اللبنانيون في عهد الرئيس فؤاد شهاب وما كرهوه، انما لكل عهد حسناته وسيئاته. فمن المزايا المهمة التي عرفها العهد هي الادارة. فقد اقيمت المؤسسات الادارية والقوانين التي كانت تراقب الموظف وتحفظ حقوقه. والمشكلة في الادارة انها تم توسيعها، من 25 الف موظف يديرون شؤون الدولة في عهد الرئيس شمعون الى 65 الفا، وذلك في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم