"سجلات المحكمة الشرعية" في ندوة فكرية

يوم كان الدكتور خالد زيادة استاذاً في معهد العلوم الاجتماعية في الفرع الثالث، ثم مديراً للمعهد، كانت سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس من أولى اهتماماته. وكان على طلابه، وعليه عند وضع وكتابة كتبه، الاستناد إلى مرجعية السجلات لكونها أهم ما يوثق للحقبة العثمانية بتفصيلاتها اليومية الدقيقة. 

البحث في السجلات كان يستغرق الوقت الطويل، فلم تكن مصنفة، ولا موثقة، بل تراكم أوراق ومستندات. كرس زيادة فرقاً من طلابه لفرز السجلات بالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية، وتمكن من ترتيب، وإعادة نسخ نسبة كبيرة منها.

آخر اهتمامات زيادة بالسجلات، كتابه "سجلات المحكمة الشرعية: الحقبة العثمانية المنهج والمصطلح"، الذي كان موضوع الندوة التي استضافها مركز الصفدي الثقافي بمشاركة من الدكتور عصام خليفة، والدكتور محمود حداد، وأدارها الدكتور مصطفى الحلوة، وفي حضور مجموعة من المهتمين، يتقدمهم مفتي طرابلس الدكتور مالك الشعار، ممثل عن الرئيس نجيب ميقاتي والوزيرين محمد كبارة وسمير الجسر وشخصيات أكاديمية وأعضاء المراكز الثقافية في طرابلس والشمال.

عرف حلوة بالمنتدين، وأشار الى أهمية الكتاب، وما أضافه زيادة الى المكتبة الاكاديمية، ولفت إلى أن الخطاب الذي تبناه زيادة "تبعث به سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس، وهو خطاب سلطة إن على المستوى الاجتماعي، أم الاقتصادي، أم الاداري أو الثقافي".

خليفة تناول أقسام الكتاب، وعناوينه، ودلالاتها، والجهود التي قام بها المؤلف، وما تطلعنا عليه هذه السجلات من مختلف جوانب الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والعمرانية، وأحوال الريف، والادارة وسواها خلال الحقبة العثمانية. ورأى خليفة أن هذا الكتاب هو "استمرارية لتراث العلم والعلماء في المدينة العريقة، ومادة مهمة للأساتذة والطلاب الجامعيين في اختصاصات متعددة".

ورأى الدكتور حداد في مداخلته أن "النتائج التي تم التوصل إليها عبر قراءة وثائق المحاكم الشرعية لولاية طرابلس تفتح الأعين على ضرورة توسيع تطبيق هذه المنهجية على ولايات اخرى للتمكن من المقارنة التاريخية العلمية". 

زيادة شكر الحضور على مشاركتهم، وأشار الى ان تضافر جهود كثيرين في تقميش ونسخ السجلات، أثمر نتائج مهمة عبر سنوات عديدة، لافتاً الى اهمية إطلاع الباحثين الجدد على الوثائق التاريخية والابحاث المتعلقة بتلك الحقبة التي تناولتها السجلات. 

ختاما، وقع زيادة كتابه، ثم تلاه حفل كوكتيل بالمناسبة.