الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مسابقة "أوروفيجن" الغنائية لتصفية الحسابات السياسية... موسكو وكييف اختلفتا مجددا

المصدر: أ ف ب
مسابقة "أوروفيجن" الغنائية لتصفية الحسابات السياسية... موسكو وكييف اختلفتا مجددا
مسابقة "أوروفيجن" الغنائية لتصفية الحسابات السياسية... موسكو وكييف اختلفتا مجددا
A+ A-

بعد 6 عقود على إطلاق "#أوروفيجن" في سويسرا العام 1956 للترويج للوحدة الأوروبية، تحولت هذه المسابقة مسرحا لتصفية الحسابات السياسية، مما تجلى مجددا هذه السنة بالخلاف بين #موسكو و#كييف على اختيار المرشحة الروسية.


وقد أثار قرار أوكرانيا، البلد المضيف لدورة 2017، بحظر دخول المرشحة الروسية يوليا سامويلوفا إلى أراضيها، إثر إحيائها حفلة في شبه جزيرة القرم بعد ضمها إلى روسيا، سخط السلطات في موسكو التي قررت من جهتها عدم المشاركة في المسابقة في نهاية المطاف.  


في أيار 2016، شكلت الدورة السابقة التي أقيمت في ستوكهولم، ساحة جديدة للحرب الأوكرانية-الروسية. فالمرشحة الأوكرانية التي فازت بالمسابقة تطرقت في أغنيتها "1944" إلى تهجير التتار من القرم في عهد ستالين خلال الحرب العالمية الثانية. وقد استوحت هذا العمل الموسيقي من ذكريات الترحيل التي روتها لها جدتها.  


واعترضت روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في آذار 2014 على هذا الخيار، وندد مسؤولون روس عديدون بهذا الفوز الذي يكتسي طابعا سياسيا في نظرهم، ويجحف بالمرشح الروسي سيرغي لازاريف الذي كان الأوفر حظا للفوز، وفقا للمراهنين والمشاهدين.  


وقبل عامين، كان فيتالي كليشكو، المرشح لرئاسة بلدية كييف، دعا الأوروبيين إلى التصويت لبلده تضامنا معه. وتعرضت المرشحتان الروسيتان لإهانات خلال أدائهما في تلك الدورة، في حين اعتُبر فوز المغني النمسوي المتشبه بالجنس الآخر كونشيتا فورست صفعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي انتقده.  


وبغية تفادي التوترات السياسية، طُلب مرات عدة من مشاركين في هذا الحدث تعديل أغنياتهم أو تغييرها بالكامل. ففي العام 2015 مثلا، أعيدت تسمية أغنية الفرقة الأرمنية "فايس ذي شادوو" (واجهوا الظلّ)، بدلا من "دونت ديناي" (لا تنكروا). وهو عنوان فُهم على أنه موجه مباشرة إلى تركيا التي ترفض الاعتراف بالمجازر التي تعرض لها الارمن العام 1915.  

العام 2009، بعد أقل من سنة على النزاع بين روسيا وجورجيا، طلب القيمون على الحدث من الفرقة الجورجية إعادة صياغة أغنيتها "وي دونت وانا بوت ين" التي تنطوي على تلميح واضح ضد بوتين. فرفضت جورجيا ذلك، وانسحبت من المسابقة.  


وقبل عامين، نجحت إسرائيل في تمرير أغنيتها "بوش ذي باتن" (اضغطوا على الزر) التي فُسرت على أنها دعوة الى قصف إيران. وفي دورة 2005، اضطرت فرقة "غرينجولي" الأوكرانية إلى تخفيف حدة كلمات أغنيتها التي كانت بمثابة نشيد للثورة البرتقالية التي أوصلت المعارضة الموالية للغرب إلى الحكم. وأثار الاختيار المفاجئ لهذه الفرقة الموسيقية التي لم تكن معروفة قبل الثورة، موجة من الانتقادات. واتُهمت السلطات الأوكرانية بالتلاعب بالتصويت.  


لا تحصى الحوادث الديبلوماسية التي وقعت في فعاليات "يوروفيجن"، من مقاطعة النمسا للدورة المنظمة العام 1969 في إسبانيا في عهد الديكتاتور فرانكو، إلى رفض أرمينيا المشاركة في دورة 2012 في أذربيجان.  


لكن الحرب العالمية الثانية هي التي طبعت بصمتها على هذه المسابقة الفنية التي أطلقتها المحطات العامة الغربية في تلك الفترة، والتي انضمت إليها يوغوسلافيا العام 1961، في خطوة اعتبرت دليلا على استقلال البلاد في عهد تيتو عن قبضة موسكو.  


العام 1968، خلال قمع السلطات الروسية للموجة المعروفة بـ"ربيع براغ"، اختارت النمسا مغنيا تشيكيا ليمثلها في المسابقة. وعند سقوط الستار الحديدي، كان الانضمام إلى مسابقة "يوروفيجن" أول القرارات التي تتخذها بلدان الاتحاد السوفياتي السابق. 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم