الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التثقيف والوعي مطلوبان... أين نحن من مرض السكّري في لبنان؟

المصدر: "النهار"
رلى معوض
التثقيف والوعي مطلوبان... أين نحن من مرض السكّري في لبنان؟
التثقيف والوعي مطلوبان... أين نحن من مرض السكّري في لبنان؟
A+ A-

"أين نحن من مرض #السكّري في لبنان اليوم؟"، عنوان المنتدى الأول لإدارة مرض السكري الذي رعته وزارة #الصحة العامة، ونظّمته الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكّري والدهنيات مع شركة "سانوفي"، في هيلتون-ميتروبوليتان.   

سلّط المنتدى الضوء على الوضع الحالي ومستوى الكشف عن الإصابة بالسكّري، ومعالجته، وإدارته، وتكاليفه، خصوصاً أنّ إدارة النوع الثاني من السكّري في الدم تغيّرت كثيراً في العقد الماضي، علماً أنّ نوعية حياة المرضى تتأثر بإدارة المرض، بالإضافة إلى احتمال تعرّضهم لمضاعفات جراء إدارة سيئة لهذا المرض، كالكآبة التي تؤدي لخسارة على مستوى إنتاجية الفرد. واليوم، يمكن الأطباء والمرضى الاختيار من بين 12 دواء لتخفيف نسبة السكّر لإدارة ارتفاع معدّل السكري في الدم.

وأيضاً، سلّط المنتدى الضوء على الأعباء العالية التي يتكبّدها المواطنون والمرضى،ـ مستنداً إلى نتائج بيانات العام 2016 عن إدارة السكري في لبنان. والجلسة الثانية ترأسها الأستاذ المساعد في الطب السريري والغدد الصم الدكتور محمود شقير، شارك فيها متحدثون رئيسيون ممثلين نظام الرعاية الصحية. شدّدت المناقشات على أهمية اعتماد مقاربة فعّالة لجهة التكلفة في إدارة مرض السكري لبنانياً، ولفت الدكتور شقير إلى أنّ "كلفة مرض السكري تشكل نسبة 20% من كلفة الرعاية الصحية في دول عدة"، مضيفاً: "إن إدارة تطوّر المرض بشكل صحيح ما زالت ضئيلة، لأن المرضى لا يخضعون للاختبارات والفحوص بشكل دوري، من هنا تأتي أهمية التثقيف وزيادة الوعي".

وأظهر المسح الدولي عن إدارة السكري ركوداً من ناحية السيطرة على المرض، حيث أنّ 31.4% فقط من مرضى السكري في الصفوف العلاجية يحقّقون نسبة مخزون السكّر في الدّم (HbA1c) أقل من المعدل 7%. وبالتالي يرتّب الباقون - أي 68.6% منهم– أعباء إضافية على المجتمع والسلطات، لأنّ السكري غير المسيطر عليه يعرّض المريض لازدياد المضاعفات الناجمة عنه، خصوصاً أمراض العين والكلى، فضلاً عن أمراض القلب والأوعية الدموية.

وتحدث مدير البرنامج الوطني لمرض السكري في وزارة الصحة العامة الدكتور أكرم إشتي باسم الوزير، وقال: "لأنّ مرض السكري يبقى من أبرز تحديات الرعاية الصحية التي تواجهها الأطراف المعنية، سنطلق حملة توعية وطنية شاملة يشارك فيها كلّ المعنيين في نظام الرعاية الصحية، بتظافر كل الجهود، يمكننا التأسيس لمجتمع داعم وعلى أتم الاستعداد لمساعدة أفراده لينعموا بحياة خالية من داء السكري، ومساعدة المرضى المصابين بهذا الداء على إدارته لينعموا بنوعية حياة جيدة".

وأعلن أستاذ علم الأوبئة والصحة العامة في الجامعة الأميركية- بيروت الدكتور سليم أديب، عن نتائج استطلاع للرأي حول انتشار مرض السكري لبنانياً، وقال: "ازداد انتشار مرض السكري في لبنان بشكل طفيف مقارنةً بمنطقة الخليج منذ العام 1960. إنّ الثلث تقريباً من 4500 أسرة، لديهم على الأقلّ مريض سكّري واحد. نحو 8% من مجموع 17,832 من العيّنة من الشعب اللبناني، قد تمّ تشخيص إصابتها بمرض السكّري سابقاً. تبدو إدارة مرض السكّري غير كافية بسبب التأخّر في إجراء الفحوص العادية (25% من المرضى) والمضاعفات الناجمة عن الإصابة بالسكّري (22% من المرضى)، خصوصاً اعتلال شبكية العين"، مضيفاً: "ننصح أن يتولّى أطباء الرعاية الصحية الأولية مهمة تنسيق إدارة مرض السكّري لدى المرضى ليتتّبعوا الإحالات العادية ومختلف جوانب الرعاية لهذا المرض. نحن في حاجة إلى تنظيم حملة تشخيص وطنية للكشف عن نسبة المصابين بمرض السكّري الذين لا يعلمون (ما يصل إلى 50% استناداً لدراسات سابقة)".

وقال رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات الدكتور اميل عنداري أنّ "عدد الإصابات بمرض السكري يتزايد حول العالم. تتضمّن إدارة هذا المرض تناول العقاقير فموياً والعلاجات من طريق الحقن بالأنسولين وغيرها، لتجنّب المضاعفات وتحسين نوعية حياة المريض التزاماً بالمعايير العلاجية العالمية".

أما الصيدلي المسؤولة عن تسجيل كلفة الأدوية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتعويضها، الدكتورة ميرنا متني فقالت: "تبيّن أنّ زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية لا ترتبط بشكل متماثل بتحسن الصحة. وارتفع إجمالي الإنفاق على أدوية السكري بنسبة 34% في الفترة من 2013 إلى 2016. من هنا، إنّ التنسيق بين الإنفاق على الرعاية الصحية وتحسين الوضع الصحي للمرضى يتطلب التعاون بين مختلف المعنيّين على المستوى الوطني".

وعلّق المدير العام لشركة "سانوفي" في الشرق الأدنى غسّان بيضون على نتائج المنتدى، مشدّداً على دور التثقيف وزيادة الوعي: "نحرص على وضع المرضى في مركز اهتمامنا خصوصاً في مجال مرض السكّري. لذا نحن فخورون بالنتائج التي حققها هذا المؤتمر. وبفضل الجهود التي يبذلها شركاؤنا، يمكننا الجزم بأننا نملك اليوم صورة متكاملة عن الثغر في إدارة مرض السكّري في لبنان، ومعاً يمكننا الحؤول دون انتشاره باعتماد نهج استباقي ووقائي".








حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم