الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

النص هو سيف السلطة في هذه الأزمنة الدينية الظلامية

خالد غزال
Bookmark
النص هو سيف السلطة في هذه الأزمنة الدينية الظلامية
النص هو سيف السلطة في هذه الأزمنة الدينية الظلامية
A+ A-
تشهد المنطقة العربية انفجارًا لبناها المجتمعية لا شبيه له على امتداد تكوّن دولها منذ مطلع القرن العشرين. يعبّر هذا الانفجار عن نفسه بحروب طائفية ومذهبية تعمل على تفكيك المنظومات الدولتية القائمة وتعيد تقسيم عدد من البلدان دويلات يغلب عليها التصارع. يستظل الانفجار العربي اليوم بالتطرف الإسلامي الذي يجسده الإسلام السياسي بتياراته المتشعبة والمتضاربة والمتناقضة والمتناحرة، يجمعها اعتبار العنف طريقاً لتحقيق أهدافها. هذا ما يتجلى اليوم في أبشع صوره من خلال ممارسات تيارات تعتبر نفسها "جهادية"، من أمثال "جبهة النصرة" و"دولة الخلافة الاسلامية". إذا كان العالم العربي وغير العربي يقف اليوم مشدوها من مشهد التطرف الإسلامي على الأرض، فذلك لا يحجب ما عرفته المجتمعات الأوروبية من تطرف مشابه خلال العصور الوسطى وقبل أن تدخل في مدار الحداثة. لم يكن المشهد المتطرف مسيحياً أقل بشاعة وعنفاً مما تشهده المنطقة العربية باسم السعي لسيطرة الإسلام السياسي على مجتمعاتنا العربية. إذا كانت المجتمعات الغربية قد ردت على التطرف الديني بإنتاج التنوير الفلسفي والفكري، وتكوّن قوى مناهضة للفكر الديني المتطرف الذي شكل "المرشد النظري" لمذابح الكاثوليك والبروتستانت، ووصلت بمجتمعاتها إلى الفصل بين الدين والسياسة ووضع الدين في مكانه الفعلي، فإنّ المجتمعات العربية لا تزال في مرحلة تدمير مقومات الدولة، وانفلات قوى الطوائف بغرائزها ووحشيتها، مما يعني أنّ التطرف الديني في هذه المجتمعات هو اليوم في مرحلة الصعود، فيما تفتقر المنطقة إلى ولادة قوى اجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية بديلة يمكن المراهنة على تبلورها والتغلب عبرها على هذا المد المنتسب زورًا إلى الدين وجوهره.إذا كان المشهدان الأوروبي والإسلامي هما المظهرين النافرين في وضوحهما لجهة تعبير التطرف الأصولي عن نفسه، فذلك لا ينفي كون جميع المجتمعات منذ قيامها وتعرفها إلى الأديان، سواء أكانت توحيدية أم غير...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم