الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اللقلاق "الشهير" كَسَب عائلة لبنانية... "تسرح وتمرح" في دار حسن (صور)

عكار-ميشال حلاق
اللقلاق "الشهير" كَسَب عائلة لبنانية... "تسرح وتمرح" في دار حسن (صور)
اللقلاق "الشهير" كَسَب عائلة لبنانية... "تسرح وتمرح" في دار حسن (صور)
A+ A-

تقول الحكمة الشعبية "الدنيا أوجه وأعتاب"، وما يضرّك قد يكون بالنسبة إلى غيرك مصدر فرح وابتهاج. من هذا المنطلق، يجهد بعض الصيادين الهواة لاقتناص أيّ طائر يعبر فوق موقعه، فقط لممارسة "هواية" إطلاق النار ، غير آبهين بقانون، ولا بكل الجهود التي تبذلها مراكز البحوث العلمية لتتبّع وتقصّي حركة هذه الطيور المهاجرة لتامين كل مستلزمات ديمومتها كعنصر أساسي من الحياة البرية والحد من التعدي عليها.

ومع ذلك، ثمة أناس آخرون يجهدون بقوة أيضا للعمل على حماية هذه الطيور ومداواة من يقع منها مصاباً. أنها حال حسن أحمد ابن بلدة شان الذي عثر مصادفة حين كان يجمع الصعتر البرّي منذ نحو الشهر تقريباً في خراج بلدته الجبلية على أحد طيور اللقلاق (أنثى)، مصاب بحبات الخردق من سلاح صيد بصدرها، وجناحها مكسور، فحملها معه الى منزله وهو يملك قطيعا من الخراف، فعمد على مداوتها حتى شفيت تماماً وتعافى جانحها واستعادت حيويتها، فأطلقها لـ"تسرح وتمرح" في دار المنزل وترعى مع الخراف في المراعي وأصبحت على ما يقول أحمد "فردا من أفراد المنزل تحظى باهتمام كل افراد العائلة وبرعاية الزائرين أيضا الذين يأنسون لوجودها ويسعون لالتقاط صور السلفي معها".


وعما اذا كان احمد يعرف بأن طائر اللقلاق يحظى بحماية دولية، ومحرم اصطياده، أجاب بأنه مع هذه الحماية ولا يحبّذ الصيد العشوائي، ولأجل ذلك عمد الى تربيتها والعناية بها، وهو لن يستغني عنها لانه شغوف بالطيور.

ويامل أحمد بأن يبقى اللقلاق ضيفا عزيزا مقيما في بيته وسيكون حزينا جداً لو انه آثر الرحيل يوما ما مع أي سرب من اسراب طيور اللقلاق التي تعبر بشكل دائما فوق هذه المنطقة.

وعما اذا كان يقبل بأن تحتفظ إحدى الجمعيات البيئية المهتمة بالطائر لتربيته، قال: "انا أعتني بها وأنا من حافظ على سلامتها، ولا اعتقد بأن هناك من سيهتم بها أكثر مني ومن عائلتي، وهي حرة طليقة ولن يستغرب يوما اذا رحلت، وهو مقتنع بأنها ستعود في مسار عبورها لتلقي التحية ذات يوم، ومرحّب بها في أي وقت.

يشار الى أنّ ثمة منازل كثيرة في غير منطقة عكارية تربى فيها طيور اللقلاق التي تأخر بعضها عن سربه فآثر البقاء والبعض الاخر اصيب، والبعض الثالث مرض أو شاخ وبات غير قادر على السفر والترحال.

يبقى القول إنّ لبنان في حال تعززت ثقافة الحماية البيئية سيصبح قادرا على ان يكون موطنا صالحا لكل انواع الطيور والحيوانات، وهكذا كان من قبل.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم