السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أزعم أنّي عاشق أزعم أنّي حديقة

عقل العويط
عقل العويط
أزعم أنّي عاشق أزعم أنّي حديقة
أزعم أنّي عاشق أزعم أنّي حديقة
A+ A-

في الحديقة 

وردةٌ تجرحني بحديقة هوائها.

ليس الجرح إنّما رحيقه.

ليس الهواء إنّما خياله.

وردةٌ

كالتي تلي ظلالها.

ظلالٌ

كالتي تستدرج الوردة إلى الظلال.

كيف يستطيع امرؤٌ أن يبقى على الحياد.

كيف يستطيع أن لا يُغمِض لئلاّ يرى.

كيف يستطيع أن لا يشتهي أن يصير وردةً

إذا لم يسبق له أن كانها.

ولأنّي كنتُ وردةً في ما مضى

يمكنني أن أتباهى بشهقة الوردة.

حين سرقني الهواء

لم يبقَ منّي سوى الهواء.

الهواء

كالذي يكتفي بترنّح الشهقة.

الآن أفترض أنّي ذاكرةُ وردةٍ في ترنّح الهواء.

وسأفترض أنّي ترنّح الهواء في أنوثة الوردة.

أعترف أنّي عاشق.

أعترف أنّي جاهلٌ ومراهق.

ولأنّي أشبه عصفوراً في خيال شجرة

يمكنني أن أعزف.

ويمكنني أن أكون الموسيقى والأوركسترا وقائد الأوركسترا.

كما يمكنني أن أُرشِد لبوءةً إلى غريزتها التائهة.

جوعي إلى الناي يجعلني ناياً لبستان.

جوعي إلى البستان

يجعلني بستاناً لنايٍ يبحث عن بستان.

حين يسقط الليل

أغادر مكاني في الحديقة لأصير عالَم الحديقة.

آنذاك

ليس العري ما أكونه.

إنّما اعتداد العري بشعوره.


ولأنّي وردة

يمكنني أن أكون شهوة الوردة.

الشهوة

التي تشتهي أن تكون أنثى وساحرة.

الأنثى

كالتي تفترض أن عطر ثيابها

لا بدّ أن يعثر على سحر القصيدة.

لا أزعم أنّي شاعر.

لا أزعم أنّي أعرف.

أزعم فقط أنّي لا أعرف.

وأنّي على مقربة.

ولأنّي كذلك

أزعم أنّي عاشق.

وأزعم أنّي حديقة.

[email protected]



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم