الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رسالة ضد تحالف المال ورجال الدين

أحمد بعلبكي
Bookmark
رسالة ضد تحالف المال ورجال الدين
رسالة ضد تحالف المال ورجال الدين
A+ A-
يُشير مفهوم الايديولوجيا الى منظومة قيم وتمثلات لدى جماعة ما أو حزب ما عن مجتمع منشود تُوجّه مواقفهم وميولهم لتغييره أو للمحافظة عليه. وقد ركز الفهم الماركسي على اعتبار الايديولوجيا التي تروجها الطبقة الحاكمة لا تعدو كونها وعياً زائفًا أو منظومة أوهام تُروجها الأجهزة التي تتحكم بالسلطة والثروة عبر المؤسسة الدينية والمدرسة والأسرة والاعلام بهدف المحافظة على النظام السياسي والاقتصادي...والايديولوجيا ليست منظومة تعتمدها الطبقة الحاكمة وحدها بل تعتمدها أيضا الطبقات المحكومة في ما تفهمهُ وتنشدهُ وتواجهه (...). في البلاد الفقيرة ذات التشكيلة الرأسمالية المهجّنة يلاحَظ توسع شرائح العوام التي تُحافظ على هوياتها التقليدية كلما زاد قلقها على امنها وكفاف عيشها. فيزيد ولاؤها لنخب تُغيثُها في اوقات ضيقها حيث يتراجع دور القانون مع توسع البطالة وفساد الادارة الحكومية. و ترجُح لدى نُخب العوام الموالية الولاءات الزبائنية المُحّصنة بدوغمائيات التعصب الطائفي.ففي مثل هذه البلاد، ولبنان من بينها، حيث يسود الاقتصاد الريعي المهيمن ويصل العجز في الميزان التجاري الى 75% ويصل العجز المتواصل في الموازنة الى حوالي النصف بفعل ارتفاع كلفة الدين العام. وتدفع آليات عمل هذه التشكيلة الرأسمالية المهجّنة الى المحافظة على الطبيعة الزبائنية للعلاقات داخل الطوائف وبينها مما يعوّق بناء دولة وسلطة القانون ويرجح شعائرية تديّن الطائفة في خطابات أحزابها المتواجدة في السلطة على اصول دينها. ويزيد في مثل هذه التشكيلة استعصاء عقلنة العلاقات بين الناس وبينهم وبين الادارة الحكومية. ويبرز الاستغناء عن تشكيل منظمات المجتمع المدني و النقابات ذات التوجهات الحداثية الاصلاحية وتُكفّر الأحزاب اليسارية.. هذه الأحزاب التي لم تتوقف غالبية نُخبها، مع الأسف، عن التعالي الثقافوي في أوساطها الشعبية وعن استفزاز عوامها والتجرؤ على الاستخفاف بسلوكياتها الشعائرية ومعتقداتها فلا يرون في اداء الفقراء لها ضرورة نفسية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم