السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

واشنطن تشقّ باب الحوار مع بيونغ يانغ وتبقي الخيارات العسكرية على الطاولة

المصدر: النهار
نيويورك - علي بردى:
واشنطن تشقّ باب الحوار مع بيونغ يانغ وتبقي الخيارات العسكرية على الطاولة
واشنطن تشقّ باب الحوار مع بيونغ يانغ وتبقي الخيارات العسكرية على الطاولة
A+ A-

شق وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الباب أمام الحوار بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، على رغم أنه أبقى "كل الخيارات على الطاولة" بما فيها استخدام القوة العسكرية للتعامل مع التهديدات النووية الصواريخ الباليستية لدى الدولة الشيوعية، مطالباً الصين بالضغط على حليفتها لتجنب "العواقب الكارثية" المحتملة للأزمة وايجاد تسوية ديبلوماسية. غير أن نظيره الصيني وانغ يي رفض المقاربة الأميركية، داعياً الى الحوار ومؤكداً أن مفتاح الحل ليس في يد الجانب الصيني. 

وكان تيلرسون يترأس جلسة رفيعة عقدها مجلس الأمن وخصصت لمناقشة البرنامجين النووي والصاروخي لدى بيونغ يانغ والتهديدات الكورية الشمالية. واستهلت بكلمة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي قال إن "سعي جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية المستمر لتطوير أسلحتها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية، بما يتعارض مع المطالب المتكررة من مجلس الأمن (...) يهدد السلم الإقليمي والدولي ويقوض بشكل خطير الجهود الدولية لنزع السلاح ومنع انتشار الأسلحة النووية". وأكد أن "المسؤولية تقع على كوريا الشعبية الديموقراطية للامتثال لالتزاماتها الدولية. وفي نفس الوقت على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لإدارة التوتر وتخفيف حدته. إن غياب قنوات التواصل مع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية يمكن أن يكون أمرا خطيراً".

وحض تيلرسون الأعضاء الـ15 في المجلس على التصرف قبل أن تفعل كوريا الشمالية، داعياً دول العالم الى قطع علاقاتها الديبلوماسية والمالية مع بيونغ يانغ. وقال إنه "نظراً الى أن لدى الصين ما يمثل 90 في المئة من التجارة مع كوريا الشمالية، فان دورها مهم بشكل خاص". وشدد على أن "الفشل فى التصرف الآن في القضية الأمنية الأكثر إلحاحاً في العالم قد يولد عواقب كارثية". وأكد أن الولايات المتحدة "لا تدفع نحو تغيير النظام وتفضل التوصل الى حل تفاوضي، بيد أنه يتعين على بيونغ يانغ أن تفكك برامجها النووية والصاروخية". وحذر من أن "التهديد بشن هجوم نووي على سيول أو طوكيو حقيقي وأنها مسألة وقت قبل أن تطور كوريا الشمالية القدرة على ضرب قلب الأراضي الأميركية". وأضاف أن "كوريا الديموقراطية ادعت مراراً أنها تخطط للقيام بهذه الضربة. وفي ضوء هذا الخطاب، لا يمكن للولايات المتحدة أن تقف مكتوفة". وأفاد أيضاً أنه "يجب أن تبقى كل الخيارات على الطاولة للرد على الاستفزاز مستقبلاً"، مضيفاً أن الوسائل الديبلوماسية والمالية "ستدعم بالاستعداد لمواجهة العدوان الكوري الشمالي بعمل العسكري إذا لزم الأمر". ولكن "نحن نحبذ كثيراً إيجاد حل تفاوضي لهذه المشكلة". وكرر التزام الولايات المتحدة "الدفاع عن أنفسنا وعن حلفائنا ضد العدوان الكوري الشمالي".

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يى لمجلس الامن الدولى إن "مفتاح حل القضية النووية في شبه الجزيرة لا يكمن فى يد الجانب الصيني". وإذ أكد أن التهديدات العسكرية لن تساعد، شدد على أن الحوار والمفاوضات هما "المخرج الوحيد"، داعياً الطرفين الى التوقف عن الجدل حول من يجب أن يتخذ الخطوة الأولى. وقال إن "استخدام القوة لا يحل الخلافات ولن يؤدي إلا الى وقوع كوارث أكبر". وحذر وانغ من أن التوتر فى شبه الجزيرة الكورية بلغ "نقطة حرجة". وأضاف أنه "مهما حصل، علينا أن نبقى ملتزمين توجهين أساسيين"، موضحاً أن "الاتجاه الأول هو تحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة ودعم النظام الدولي لمنع الانتشار النووي. والإتجاه الثاني هو دعم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة وعدم السماح باندلاع الفوضى أو الحرب" في المنطقة.

وكذلك قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادى غاتيلوف إن استخدام القوة سيكون "غير مقبول بالمطلق". وأضاف أن "الخطاب القتالي المقترن بعرض العضلات المتهور ادى الى وضع يتساءل فيه العالم باسره عما إذا كان الوضع يتجه الى الحرب أم لا". وشدد على أن "فكرة مريضة واحدة أو خطوة غير محسوبة يمكن أن تؤدي الى عواقب أكثر رعباً وبؤساً". وأضاف أن كوريا الشمالية شعرت بالتهديد من المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ونشر مجموعة حاملات طائرات أميركية فى المياه قبالة شبه الجزيرة الكورية.

وكرر المسؤولان الصيني والروسي معارضتهما لنشر الولايات المتحدة نظام "ثاد" المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية. ووصفه غاتيلوف بأنه "جهد مزعزع للاستقرار"، بينما قال وانغ انه يضر بالثقة بين الاطراف حول قضية كوريا الشمالية.

وأفاد وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا أنه "ليس هناك شك في أن الحوار ضروري. ولكن في ظل الوضع الراهن حيث تواصل كوريا الشمالية التقدم في برامجها النووية والصواريخ الباليستية فان الحوار المجدي غير ممكن".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم