"المشرقية أصالة العيش المشترك" في جامعة الروح القدس

عقدت جامعة الروح القدس – الكسليك، بالتعاون مع مؤسسة المشرقية المعاصرة طاولة مستديرة حول موضوع: "المشرقية أصالة العيش المشترك"، حاضرت فيها نائب رئيس الجامعة للشؤون الثقافية البروفسورة هدى نعمة، بمشاركة الدكتور جورج زكي الحاج من الجامعة اللبنانية، وأدارتها البروفسورة ميرنا عبود المزوق في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلاً بأمين سر التيار الوطني الحر المحامي ابراهيم السمراني، النائبين نعمة الله أبي نصر والدكتور فريد إلياس الخازن، النائب السابق ورئيس جمعية المشرقية المعاصرة الدكتور كميل الخوري، رئيس اتحاد بلديات كسروان – الفتوح ورئيس بلدية جونية جوان حبيش، عميد كلية الفلسفة والعلوم الإنسانية في الجامعة الأب جان رعيدي ممثلا رئيس الجامعة الأب جورج حبيقة، قائد فوج المغاوير السابق العميد الركن شامل روكز، رئيس دائرة الإعلام في حزب الله الحاج محمد عفيف، وأعضاء الجمعية، وشخصيات إعلامية وحزبية وسياسية وتربوية...

المزوق

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة للبروفسورة مزوق أشارت فيها إلى أنه "باسم رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، وتماشياً مع مبادرته، ينظم مكتب رئيس الجامعة للشؤون الثقافية بالتعاون مع جمعية المشرقية المعاصرة هذا اللقاء معكم اليوم"، مشددة على أنه لما كانت الرهبانية اللبنانية المارونية إحدى ركائز المشرقية في التاريخ وأبرز من اعتمد التجذر في المشرق أساساً، ونقله إلى أصقاع الأراضي قاطبة. لا نستغرب اليوم، وعلى رأس هذه الرهبانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم أن تكون جامعة الروح القدس هي موئل المشرقية بين الأديان، وصدق التواصل بين أبناء الأديان السماوية في مشرقٍ آن له أن يطل إلى العالم، مطلع الألفية الثالثة، حاملاً مشعل الحضارة المنورة، كما كان في زمن "الحكمة المشرقية"، وكما كان في زمن "المشرقية الكنعانية".

الخوري

ثم تحدث النائب السابق ورئيس جمعية المشرقية المعاصرة الدكتور كميل الخوري الذي تساءل: "لماذا المشرقية المعاصرة؟" لافتًا إلى "أن المعاصرة أي المتجددة العائدة إلى الجذور، جذور الأصالة وليس الأصولية، الجذور التي انطلق منها الفكر الإنساني الكبير الذي إنتشر في أنحاء العالم حيث هناك أنظمة ديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية وكرامة الإنسان".

وأكد: "نحن سوف نتمسك بهذه الجذور، لأنه يحق لنا أن نعيش في ظل أنظمة تراعي حقوق الإنسان وتحفظ حريته وكرامته"، لافتًا إلى أن "المشرقية تعني أيضًا التنوع والتنوع هو سمة الحياة".

نعمة

وألقت نائب رئيس الجامعة للشؤون الثقافية البروفسورة هدى نعمة مداخلة بعنوان "المشرقية أصالة العيش المشترك"، أشارت فيها إلى "ارتباط "المشرقية" بمسيحيي الشرق تمييزاً لهم عن مسيحيي الغرب نشأة وتربية وانتماء ورؤية وأهدافاً.

وتابعت بالقول: "إذا كان المسيحيون المشرقيون لا يشعرون بالسلام في البلدان المشرقية التي يقيمون فيها، فلِمَ هم مصرون على البقاء فيها؟ يكمن الجواب في أنّ المشرقية هي، من الناحية الإنسانية، الارتباط الوثيق بالأرض المشرقية، والحضور المتجذر وليس الطارئ، ومواطنة كاملة، وسلوك حياتي وأخلاقي ينطوي على قيم المروءة والصبر والشهادة والوفاء... والمشرقية هي، من الناحية السياسية، تجاوز الإحباط السياسي المتكرر بمساندة المسلمين للمسيحيين، والانتماء القائم خارج المطامع، والحضور السياسي الفاعل غير التابع، ووسيلة للحوار واعتراف بالتعددية واحترام الحرية والحريات...

الحاج

ثم كانت مداخلة الدكتور جورج زكي الحاج الذي اعتبر "أن المواطنة هي علاقة اجتماعية بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي (الدولة). فالأول عليه الولاء ويتكفل الثاني بالحماية. وهذان أمران مفقودان في لبنان"، لافتًا إلى "أن المشرقية هي الدائرة الكبرى التي تحتوي على دوائر أصغر مهما كانت كبيرة، ومن هذه المشرقية كانت الميتولوجيات والديانات والفلسفات والآداب والفنون". ثم عدد الميتولوجيات: الفرعونية، الأشورية الكلدانية، الحورية الحثيّة، الكنعانية الفنيقية، الآرامية العربية، الهندية، الفارسية، الإغريقية الرومانية والبدائية، مشيرًا إلى "أن الهرمسية قد خرجت من الإشراقية الفرعونية، وهي ترى أن الحقيقة في الشرق كون المشرق منبع النور. فحقيقة الإشراق الجغرافي الكوني هو إشراق حقيقي. كذلك في مدى النفس ومساحاتها تلازم مع موقعية الجسد الجغرافية".