مستديرة الحايك تتحوّل مرآبا لآليات الحفر: الناس يعانون والاشغال متوقفة

المعاناة على الطرق اللبنانية مسلسل بحلقات لا تنتهي. ويحاول اللبنانيون التعايش معها. تحفر الطريق ذاتها مرات عدة في السنة لأسباب متعدّدة نتيجة غياب التنسيق والتخطيط ايضاً.

عند مستديرة الحايك في سن الفيل، بدأت أشغال إنشاء شبكة الوصل الكهربائي 220 كيلوفولت قبل 20 يوماً، وبعد أربعة أو خمسة أيام توقفت الأشغال، لكن الطريق باتجاه "جسر الواطي" وباتجاه "المكلس" مقفلتان بسبب ركن الآليات.

وبدلاً من اجتياز مساحة لا تتعدى الخمسة أمتار في دقائق، يتم تحويل السير باتجاهات عدة تتخطى الثلاث كيلومترات وبدل أن تمرّ خلال ثوانٍ يحتاج الأمر لأكثر من 10 دقائق، أما خلال أوقات الذروة وزحمة السير، فقد يستغرق ربما أكثر من نصف ساعة.

وكالة "أخبار اليوم" استفسرت عن سبب توقّف العمل، فتبيّن أن الأمر يخفي فضيحتين:

الأولى: غياب خرائط البنى التحتية.

 الثانية: عملية المسح للطريق لم تكن شاملة بل على أساس عينات.

 ووفقاً لمعلومات الوكالة فإن الأشغال كانت وفقاً للترخيص، المعطى لشركة Prysmian الفرنسية التي لزمت للتنفيذ شركة الهندسة والبناء ابكو بيطار، من الحايك باتجاه جسر الواطي. ولكن حين وصلت أعمال حفر الطريق الى تحت جسر الحايك تبيّن وجود كابلات 66 ألف فولت فتوقف العمل في انتظار جواب من وزارة الطاقة والمياه لاستكمال المشروع وبالتالي نقل مساره الى الخط المعاكس (أي جسر الواطي – الحايك)، وتجدر الاشارة ان كابل الـ KV220 ليس مرناً (Flexible) ويجب ان يمدّ بشكل شبه مستقيم وليس كما يحصل الآن حيث يتم مده تحت الجسر.

         وعُلم من مصادر وزارة الطاقة والمياه أنه لولا تدخل المشرف المعيّن من قبلها لكانت الجرافات قطعت كابل الـ 66 فولت دون علم أحد وتحديداً دون علم الشركة المتعهّدة.

         وكشفت المصادر عن مخالفة حصلت قبل نيل الموافقة على بدء الأشغال، إذ كان يفترض أن يكون مسح الطريق شاملاً إنما تمّ اختيار عينات على الطريق بحجم مربع (60X60 سنتم) وعمق 120 سنتم الأمر الذي لم يسمح بمعرفة دقيقة بالإمدادات الموجودة تحت الطريق.علماً أن تدخّل مشرف الوزارة قد جنّب قطع كابلات الـ 66 ألف فولت كما أن تمديد كابلات KV220 الى جانب الـ 66 ألف فولت يضعفها، اما إذا كان هناك إمدادات مياه لكان الأمر ينذر بكارثة.

         كما تواصلت "أخبار اليوم" مع شركة ابكو بيطار مستفسرة عن ركن الآليات في منتصف الطريق رغم أن الأعمال متوقفة، فأوضحت مصادرها أنها لم تكن ترغب وقف العمل لمدة 17 يوماً، لكنها تنتظر موافقة وزارة الطاقة لاستكمال المشروع.

         وأوضحت أن المشروع الذي كان قد انطلق من المنصورية تمّ ركن المعدات حينها في بورة في منطقة المكلس، ولكن بعد إنتهاء العمل في النطاق العقاري للمكلس كان لا بدّ من نقلها، ولأسباب خارج عن إرادتنا توقّف العمل.