السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الشاحنات تحاصر المواطنين بـ"أنانية" واصحابها "حاضرون للسجن"

المصدر: النهار
محمد نمر
الشاحنات تحاصر المواطنين بـ"أنانية" واصحابها "حاضرون للسجن"
الشاحنات تحاصر المواطنين بـ"أنانية" واصحابها "حاضرون للسجن"
A+ A-

حوصر صباح اليوم المواطنون في سياراتهم لأكثر من ساعتين بسبب فوضى تسبب بها أصحاب الشاحنات، في وقت اتخذت فيه الدولة، وكالمعتاد، دور المشاهد من دون أن تتحرك لمعالجة الوضع أو حتى توقيف المسؤولين عن شلّ البلد وتأخير المواطنين عن مصالحهم وأرزاقهم، والطلاب عن جامعاتهم والتلامذة عن مدارسهم،. 

وعلت صرخة المواطن فأتت تغريدة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق "المتأخرة" و قال فيها: "أطالب بفتح الطرق في كلّ لبنان خلال ساعة، وإلا سأضطرّ إلى استعمال القوة". وسينعقد مجلس الأمن المركزي في الوزارة بعد ظهر اليوم لتدارك اي محاولات أخرى لقطع الطرق، وستكون قراراته محط اختبار غداً في حال قرر أصحاب الشاحنات تكرار "الحصار"، إذ أكد رئيس نقابة مالكي الشاحنات شفيق قسيس لـ"النهار" أن "التحركات مستمرة إلى حين الاستجابة لمطالبنا".

"أنانية الشاحنات"

وبعيداً من التحليلات المؤامراتية بين مصالح المافيات والمسؤولين، فان "الأنانية" التي استخدمها أصحاب الشاحنات حولت المواطن رهينة للضغط على الدولة، وبالتالي هذا التصرف أبعد الأنظار عن مطالبهم، وحول أصحاب الشاحنات "ميليشيات" بعين مواطن مل من هذا البلد والفوضى العارمة فيه والفساد المستشري في مؤسساته، في وقت تنشغل فيه القوى السياسة بمصالحها الضيقة وقوانين انتخابية على مقاسها.

ألاف السيارات عالقة. المواطنون يسألون: أين الدولة؟ الاجابة كانت عند النقاط التي ضيّق فيها أصحاب الشاحنات الطرق. لا أحد هناك سوى عدد من شرطيي السير أو عناصر قوى الأمن الداخلي، لا يحملون اي قرار ولا توجيهات لتوقيف المهزلة، ولا يملكون سوى هواتفهم للاتصال بالمسؤولين او ايديهم لدفع الناس إلى التحرك. ومن اختار طريق الأوزاعي أمضى ساعتين بجانب مطمر الكوستا برافا "يستمتع" هو وأطفاله بالرائحة والمنظر الطبيعي، وشهد المواطنون هنا أيضاً على عجز الدولة، حيث وقع اشكال أمام أعين القوى الأمنية من دون أن يتدخل أي عنصر من قوى الأمن، لكن وفق ما علمت "النهار" فان "وزارة الداخلية لن تتوانى عن محاسبة أي مقصر من أفراد قوى الأمن الداخلي".

ولا تتحمل الوزارة وحدها مسؤولية ما حصل، فإن ملف المرامل والكسارات ليس جديداً، وتم تحويله إلى مجلس الوزراء المعطل "سياسياً" منذ 3 أسابيع. وفي اتصال مع "النهار"، واجهنا قسيس.

لماذا قطعتم الطرق على المواطنين؟

"نحنا من قطعنا الطرق؟ الله يقطع رقبة الذي قطع الطرق، فمن قطعها هم الذين أخذوا قرار توقيف الشاحنات والبيك آب عن العمل، جماعة باعوا أرزاقهم لشراء الكميون، وهناك ورش عمار تعطلت. أوقفوا كل شيء".

أنتم قطعتم الطريق على المواطنين وليس على الدولة!

"على راسي، تم تعطيل آلياتنا، فأين نوقفها؟ نحن ضد أي مضايقة للمواطنين، ونعتذر منهم، لكن إذا الدولة تريد منا أن نضرب عن العمل، ماذا نفعل؟ الدولة هي من اتخذت قرار ايقاف عملنا، ليس هناك من بلاد تأخذ قراراً بايقاف عمل الشاحنات والبناء.

الأزمة بين الشاحنات والدولة، والمتضرر اليوم كان المواطن والتلامذة، فمن يتحمل المسؤولية؟

"الدولة، ولا علاقة لنا بالأمر، وسأعقد مؤتمرا صحافيا وأدعو إلى التوقف عن العمل قسراً بداية من يوم غد ، وفي كل لبنان، ومن قام بالتحرك اليوم سبقونا ولم يستطيعوا الانتظار حتى الغد. ومن هم في بيروت تم ضبطهم قليلاً، لكن غدا لا أستطيع ذلك، سيتم اغلاق كل لبنان.

ألم يتواصل معكم المعنيون صباح اليوم؟

"لم يتصل أي أحد، فقط وسائل الاعلام، لا أحد يسأل عنا، لماذا "حركشوا بالشاحنات... شو بدهم بربـ..."، كل مدة يهزونا هزة، في المرة السابقة قطعنا الطرق من أجل المعاينة الميكانيكية ولدينا طلبات أخرى، نفذوا فقط قضية الميكانيك، علما أن رئيس الجمهورية أوعز باعطاء كل مطالب الاضراب.

ماذا لو اتخذ القرار بتوقيفكم، لأنكم تقطعون الطرق؟

"أي بوضعنا في السجن؟ نحن حاضرون، وسأكون أول من يتجه إلى هناك، هل سرقنا؟ نحن وضعنا شاحناتنا على يمين الطريق ولم نقطعها، وتضيق الطرق نعم، ولكننا لم نقطعها، ونناشد الرؤساء الثلاثة لحل المشكلة حتى نستطيع أن نعيش".

ما هي طلباتكم؟

اعادة رخصة الناقل (يومان في الاسبوع)، وأن تعمل المرامل والكسارات التي لديها تراخيص، ولدينا طلبات أخرى. ولا مانع بايقاف المرامل والكسارات غير المرخصة، اتركوا الشاحنات تعمل".

إذا لم يستجيبوا لطلباتكم؟

"بقينا سابقاً ثلاثة أشهر، ومستعدون أن نبقى 9 و10 أشهر".

وماذا تقول للمواطنين؟

"أعتذر منهم وليس هناك اي قصد بقطع الطرق عليهم، نحن كل ما سنفعله اننا سنقف جانباً، ولكن الطرق ضيقة فحصل ما حصل، ماذا يمكننا أن نفعل غير ذلك؟ وليس هناك من وسيلة أخرى. وكل شاحنة يعيش بفضلها 4 أو 5 عائلات".

[email protected]

Twitter: @mohamad_nimer

 



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم